بمحافظة قنا نهاية السعبينات، تحديدا عام 1979، كان اللواء رفعت عبد الحميد الخبير فى العلوم الجنائية، يتولى منصب معاون مباحث مركز شرطة نجع حمادى، حاملا رتبة نقيب، وقعت حينها جريمة قتل راح ضحيتها زوجين، بينما نجا رضيعهما من الموت فى جريمة أثارت الرأى العام حينها بمحافظة قنا.
ويحكى اللواء رفعت عبد الحميد عن الحادث ويقول "أنه حوالى الساعة السابعة صباحا، حضر إلى مكتبه بمركز شرطة نجع حمادى شخصا يعمل مهندس بمجمع الألومونيوم، ذكر أنه أثناء نزوله بسلم العقار الذى يقيم به شاهد باب شقة بالطابق الأرضى مفتوحا حيث شاهد أيضا بركة دماء، قائلا باللفظ الشقة فيها جناية، فانتقلنا وتمت المعاينة وبالدخول وجدنا صاحب الشقة مذبوحا على سريره، وكانت الزوجة ملقاة أرضا غارقة فى دمائها، بينما رضيعها بجانبها على قيد الحياة.
وأضاف اللواء رفعت عبد الحميد أنه تم إجراء معاينة للشقة التى شهدت الجريمة، فعثرنا على أثار ضيافة من مشروبات، كما لم يتم العثور على أثار تفيد تعرض الشقة للسرقة، فتم إخطار النيابة وإجراء المعاينة كاملة، وحينها طلب فرد شرطة من النيابة تبنى الطفل الرضيع وتمت الموافقة له.
وتابع عبد الحميد حديثه قائلا إن الجريمة كانت من أعقد القضايا التى تولى البحث بها، لانعدام وجود شهود عيان، حتى توصلت تحريات المباحث إلى أن "الزوج المجنى عليه يعمل فى كافتيريا على الطريق الشرقى، مابين محافظتى سوهاج وقنا، ويعمل أيضا مسئول "ترانزيت" مقره الكافتريا ليلا لصالح تجار مخدرات، حيث يقتصر عمله على الاستلام والتسليم اليومى مقابل عمولة، وفى أحد المرات جاء المستلم ليتسلم كمية المخدرات الخاصة به، إلا أن المجنى عليه أخبره أنها لم تصل، والحقيقة أنها وصلت له وباعها لنفسه، فتوجه تاجر المخدرات وبصحبته اثنين من شركائه إلى منزل المجنى عليه، فى محاولة لإقناعه برد البضاعة لهم، إلا أنهم لم ينتهوا لاتفاق، مما دفع المتهمين الثلاثة لقتله بتسديد الطعنات له، وعندما شعرت زوجته استيقظت من النوم لإنقاذ زوجها، فقتلها المتهمين أيضا وفروا هاربين.
وأضاف أنه تم إعداد عدة أكمنة للمتهمين والقبض عليهم، حيث اعترفوا بارتكاب الجريمة، لتحيلهم النيابة إلى المحاكمة، وتنتهى معهم أحد أخطر الجرائم التى يتذكره اللواء رفعت عبد الحميد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة