صور.. "يا باغى الخير أقبل".. دواوين سيناء تكدس موائدها بعابرى السبيل والعائلات.. إفطار جماعى للعائلات وضيوفهم.. والقهوة مشروبهم الرسمى والعصائر الصناعية ممنوعة.. والفتة والخبز المعد على النار أهم وجبات الإفطار

الجمعة، 18 مايو 2018 06:30 م
صور.. "يا باغى الخير أقبل".. دواوين سيناء تكدس موائدها بعابرى السبيل والعائلات.. إفطار جماعى للعائلات وضيوفهم.. والقهوة مشروبهم الرسمى والعصائر الصناعية ممنوعة.. والفتة والخبز المعد على النار أهم وجبات الإفطار موائد سيناء
شمال سيناء ـ محمد حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بين الشرق والغرب تختلف الطقوس الرمضانية لأهالى كل قرية وفق عاداتهم، حيث حافظت دواوين ومجالس سيناء على عادة "لمة رمضان" وقضاء سهرات الشهر الكريم فى ساحات المجالس والدواوين.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(1)

وتعتبر الدواوين هى عنوان لكل عائلة فى سيناء، وبيت استقبال للضيف وعابر السبيل، يحرص كبار العائلة على إقامة الديوان بجوار منازلهم متصدرا واجهتها، ولم تبعد سبل تطور الحياة عن ملامح الديوان، فهو كما فى مناطق لا يزال قائما على عريش من الحطب فى مناطق أخرى مشيد من الأسمنت على أحدث السبل المعمارية.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(2)

يقول المهندس سامى الهوارى، أحد رموز قبيلة الدواغرة على ساحل شمال سيناء، إنهم فى ديوان عائلتهم التى هى ضمن عائلات تضمها القبيلة "الدواغرة"، يحرصون يوميا على إحياء رمضان فى ديوانهم الذى لا يعتبرونه عامرا، إلا بوجود عابرى سبيل وضيوف يشاركونهم إفطارهم.

 

أضاف، أن عادتهم السنوية فى رمضان، هى تجهيز الديوان مسبقا قبل شهر رمضان، وتجديد كافة الاحتياجات الضرورية له، من أدوات المعيشة، وأهمها أدوات صنع الشاى والقهوة، والحطب لإشعال النار.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(4)

وتابع: "تعتبر عادة إشعال النار فى ساحة الديوان أمر لابد منه قبل حلول ساعة الغروب بنحو ساعة، حيث يعد الشباب القهوة العربية والشاى على جمر النار بهدوء، وبالقرب منهم كبار السن يراقبونهم عن كثب، وأحيانا يشاركونهم فى الأمر، وشباب آخرين يجددون غسل وتجهيز الأكواب والفناجين.

 

وقال إنه ما أن يقترب أذان المغرب حتى يسارع الشباب الصغار بحمل أطباق الإفطار من كل بيت، ووضعها على مائدة واحدة، ومعهم الشراب البارد من العصير الطبيعى والبطيخ، وقبل أن ينطق المؤذن يقوم الأطفال بتوزيع التمور على المتواجدين فى الديوان الذين يصطفون فى حلقة دائرية بشكل متناسق.

أضاف أنهم يؤدون صلاة المغرب خلف إمام المسجد الموجود بجوار الديوان، ويتناولون طعامهم المتنوع.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(3)

وبدوره، قال حسن سلامة، باحث ومهتم بالتراث السيناوى، أن عادة الإفطار الجماعى فى رمضان فى دواوين ومجالس قبائل سيناء متوارثة جيل يعقب جيل، ويحرص عليها الجميع من كل الأعمار بل أن البعض يعتبر أن الغياب عن الديوان أمرا معيبا.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(5)

أضاف أنه فى الديوان تتحقق كل سبل التكافل والتكامل الاجتماعى حيث يجتمع الجميع حول مائدة واحدة ويتنوع الطعام القادم من كل بيت ويصبح ملك الجميع يتناولون منه ما يكفيهم.

 

وقال الباحث، الملاحظ أن الأطعمة السيناوية القديمة يهتم الأهالى بها فى رمضان وبصناعتها، ومن أهمها تناول رغيف العيش المطهى على الصاج ونار الحطب أو ما يسمى الفراشيح، إضافة لتناول السلاطات المعمولة بالطريقة التقليدية، وأهم مكوناتها الفلفل البلدى والطماطم، وعمل فتة العجر وهى شوى البطيخ الصغير قبل نضوجه وخلطة مع الخضروات وعمل فته منه ممزوجة بزيت الزيتون، إضافة لأنواع اللحوم، وأهمها فتة اللحوم سواء الضأن أو الدجاج.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(6)

وأشار إلى أن من بين المشروبات التى يفضلها الأهالى لحظة انطلاق مدفع الإفطار هى شرب عصير الليمون الطبيعى، مع التمر، ويبتعدون عن شرب العصائر المصنعة صناعيا، كما يفضل الغالبية تناول قليل من البطيخ البلدى المزروع فى مناطقهم.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(8)

بدوره قال سالمان عيد، من كبار السن، من أبناء قبيلة السواركة، المقيمين غرب العريش، أن جيل اليوم يعتبر مرفها كثيرا، لافتا أنهم فى الماضى كانت حياتهم أبسط، وكان من كل بيت يحضر طبق طعام واحد وليس كاليوم أكثر من نوع وصنف، والديوان فى الماضى كان عريش من الحطب، وحاليا أصبح مبنى مجهز.

 

وأكد الشيخ المسن أنه مع ذلك لم تغب أو تنتهى عادة "لمة رمضان" مساء كل يوم، وشرب القهوة، موضحا أن البدوى يعتبر القهوة أهم مشروب فى حياته ويعدونها سادة ويرشفون منها فى كل فنجان 3 رشفات، ويسمح بها 3 مرات فقط.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(7)

وقال إن كبار السن أمثاله يسعدون جدا بشهر رمضان، وتجمع كل الأجيال حولهم من أبنائهم وأحفادهم، ومن يستطيع أن يدعو صديق أو ضيف أو عابر سبيل يكون هو الأسعد حظا من بينهم.

 

وأوضح أنهم يحرصون بعد تناول طعام الإفطار على إحياء ليلة رمضان بصلاة التراويح 20 ركعة فى المسجد، بقراءة آيات من القرأن حرصا على كبار السن من بينهم.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(9)

وقال ياسر حمدان، أحد الشباب، بمنطقة غرب العريش، أن للشباب دور كبير فى ترتيب وتجهيز المجالس والدواوين، واستقبال الضيوف، وتجهيز كل متطلبات الإفطار وقضاء ليلة رمضان، وأنهم يوميا يحرصون على التواجد فى الديوان، يتناولون الإفطار مع آبائهم وأجدادهم وأعمامهم، وينتهون من صلاة التراويح بعضهم يبقى فى المجلس يكمل سهرته وآخرين يذهبون للساحات الرياضية للمشاركة فى الدورات الرمضانية التى تقام فى كل مركز شباب بقراهم.

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(10)

وتابع ياسر: "فى كل رمضان يحرص على دعوة زملائه فى الجامعة، لمشاركتهم ليلة رمضانية، وهم زملائه من أبناء وسكان المدينة الذين تعتبر العادات والتقاليد غريبة عليهم، وهذا لكسب أجر إفطار صائم وتعريفهم بالأجواء التى يعيشونها ويفتخرون أنهم لا يزالون يحافظون عليها كما حافظ عليها من قبلهم.

 

 

ليالى-رمضانيه-خالده-بدواوين-سيناء-(11)









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة