أكرم القصاص - علا الشافعي

"القضاة الأوائل" الحلقة الثانية.. على بن أبى طالب"الشاب الحكيم".. قال فيه الرسول:أقضاكم على.. برأ امرأة أنجبت بعد 6 أشهر من الزواج.. وزوج أخرى بابنها حتى تعترف به.. ونبش قبر"لوطى"بعد دفنه بـ3 أيام ليبرئ غلامه

الجمعة، 18 مايو 2018 07:29 ص
"القضاة الأوائل" الحلقة الثانية.. على بن أبى طالب"الشاب الحكيم".. قال فيه الرسول:أقضاكم على.. برأ امرأة أنجبت بعد 6 أشهر من الزواج.. وزوج أخرى بابنها حتى تعترف به.. ونبش قبر"لوطى"بعد دفنه بـ3 أيام ليبرئ غلامه صورة أرشيفية
يكتبها محمد محسوب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أسندت إليه كبرى المشاكل والقضايا التى احتار القضاة فى حلها، فهو من قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم "أقضاكم على"، وحينما أرسله الرسول إلى اليمن، فقال له: يا رسول الله بعثتنى وأنا شاب أقضى بينهم ولا أدرى ما القضاء، فضرب الرسول على صدره قائلا: اللهم اهد قلبه، وثبت لسانه، فو الذى فلق الحبة ما شككت فى قضاءه بين اثنين، إنه الإمام على بن أبى طالب.

قضاء "بن أبى طالب" اتسم بالعقلانية والحكمة أكثر منه من أى شئ آخر، فمن بين المواقف التى قضى، حينما تنازعت امرأتان على طفل ادعت كلتاهما أنها أمه لكن لم تمتلك البينة على ذلك منهما ولم يستطع عمر بن الخطاب حل النزاع، فجئ" بعلى" فطلب بإحضار منشارا، فسألت المرأتان عما سيفعله فأجاب أنه سيقسمه إلى نصفين لكل واحدة نصفا حتى يحل الخلاف، فسكتت إحداهما، وتنازلت الأخرى سريعا عنه للأولى، فرد "على" قائلا للثانية التى تنازلت: الله أكبر هذا ابنك، لو كان ابنها لرقت عليه وأشفقت، فاعترفت السيدة الأولى بأن الطفل ليس ابنها.

الإمام "على" استند للقرآن كثيرا فى أحكامه ومن بين أشهر الوقائع التى شهدها التاريخ ودلت على ذلك، حينما أتى بامرأة أنجبت بعد زواجها بستة أشهر، وهم برجمها عثمان بن عفان، فقال له "على": أن خاصمتك بكتاب الله، واستشهد بقول الله تعالى فى القرآن: (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) ثم قال: (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ) فحولين مدة الرضاع، وستة أشهر مدة الحمل. فقال لهم: عثمان ردوها.

ومن بين روائع الإمام "على" فى القضاء أيضا، أن غلاما وامرأة، أتيا عمربن الخطاب فقال الغلام: هذه أمى، حملتنى وأرضعتنى ثم انكرت ذلك وطردتنى وزعمت أنها لا تعرفنى، فأتوا بها مع أربعة أخوة لها، وأربعين قسامة يشهدون لها أن هذا الغلام مدع يريد أن يفضحها فى أهلها، وأنها بخاتم ربها ولم يتزوج بها أحد، فأمر عمر بإقامة الحد عليه، فرأى عليا الأمر فطلب الشاب أن يحكم بينه وبين أمه، فسأل "على" السيدة ألك ولى؟، فردت نعم هؤلاء الأربعة إخوتى، فقال لهم: حكمى عليكم جائز وعلى أختكم؟، فردوا عليه: نعم.

"على" استخدم دهاءه حيث قال أشهد الله وأشهد من حضر، إنى زوجت هذه المرأة من هذا الغلام، بأربعمائة درهم، وسأدفعها من مالى، وأعطى الدراهم للغلام وقال له: "خذها فضعها فى حجر زوجتك، وخذ بيدها إلى المنزل، وهنا صاحت المرأة وقالت:"الأمان يا ابن عم رسول الله، هذا والله ولدى، واعترفت بذلك، فقال عمر بن الخطاب قولته الشهيرة: لولا على لهلك عمر.

واستند "على" للقرآن فى واقعة شهيرة أيضا، حينما قتل عبدا مولاه، فأمر بقتله، فدعاه على فقال له: لماذا قتلت مولاك، فرد الغلام: غلبنى على نفسى، وأتانى فى ذاتى، فقال "على" لأهل المقتول: أدفنتم وليكم؟، قالوا: نعم، قال: ومتى دفنتموه؟، قالوا: اليوم، فطلب على بحبس الغلام لمدة ثلاثة أيام، ثم قال لأهل الضحية: إذا مضت ثلاثة أيام تعالوا لنا، فلما مضت ثلاثة أيام حضروا، فذهب على وعمر إلى قبر الضحية، فطلب على منهم الحفر واستخراج جثمانه فحفروا حتى انتهوا إلى اللحد، فقال لهم اخرجوا جثمانه من الكفن، فنظروا فى الكفن فلم يجدوا الجثة، فقال على بكل ثقة: الله أكبر والله ما كذبت ولا كذبت، سمعت رسول الله يقول: من يعمل من أمتى عمل قوم لوط ثم يموت على ذلك، فهو يؤجل إلى أن يوضع فى لحده، فإذا وضع فيه لم يمكث أكثر من ثلاث حتى تقذفه الأرض إلى جملة قوم لوط المهلكين، فيحشر معهم.

يقول الدكتور محمد عبدالعاطى، عميد كلية الدارسات الإسلامية بجامعة الأزهر، فى تفنيده للطريقة التى كان يستخدمها الإمام على بن أبى طالب فى الفصل، وعلى رأسها تنازع سيدتين على طفل، إنه لا يمكن أن تطبق الآن، لأننا أصبحنا فى دولة يحكمها دستور، والدساتير تخضع لمقاييس معينة عن طريق البرلمان، وهناك سلطات كل سلطة مستقلة تشريعية، قضائية، وتنفيذية، وهى لم تكن موجودة من قبل.

وأضاف، أنه فى عهد الخلفاء الراشدين لم تكن السلطات مقسمة هذا ولا يوجد دستور وبالتالى فنحن فى عصور مختلفة تماما، متابعا: بناء على ذلك الوسائل تتغير لكن الجوهر واحد".

وتابع: الإسلام لم يضع نظاما معينا للحكم ولم يضع أمرا ثابتا بحيث لو خرجنا عنه خرجنا عن الدين، مؤكدا أن مسائل الخلافة ومسائل الحكم والإمامة من فروق الدين أى من الفقه وليست من أصول الدين، ولا نستطيع أن نقول أن الخارج عليها يكون كافرا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة