أكرم القصاص - علا الشافعي

شيوخ الأزهر.. حراس قلعة الإسلام الوسطى

محمود شلتوت..الإمام الأكبر.. قائد ثورة الإصلاح والتجديد

الخميس، 17 مايو 2018 03:40 م
محمود شلتوت..الإمام الأكبر.. قائد ثورة الإصلاح والتجديد
كتب شوقى عبد القادر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

خيط رفيع يربط بين القاهرة والأزهر، ممتد منذ ألف عام.. شهدت العاصمة والمسجد، عبر التاريخ المشترك العديد من  الأحداث المحلية والعالمية، فى ذاكرة مصر بصفة عامة، وقلعة الإسلام الوسطى بصفة خاصة، على مدار تلك الفترة تواجد العديد من الأسماء، تجاوز تأثيرهم «قيادة المشيخة»،   فأصبحوا جزءًا من تاريخ الوطن، بمواقفهم  السياسية، والاجتماعية، وقبل ذلك إنتاجهم الفكرى المعبّر عن وسطية الإسلام.

بجمل معبرة وكلمات دالة عن سيرة ومسيرة الإمام محمود شلتوت، قال الشاعر الكبير كامل الشناوى، ناعيا شيخ الأزهر الذى وفاته المنية فى 12 فبراير 1963، «كلما التقيت بالشيخ محمود شلتوت، أحسست أننى أواجه تقوى ثائرة، تؤمن بالله والإنسانية والحياة، كانت عقليته متفتحة للمعرفة على اختلافها، وكان تبحره فى العلوم الإسلامية، وفهمه لحقائق الدين يثير الانتباه إليه، ولم أعرف بين رجال الدين من يفوقه فى قوة الجدل، وسلامة المنطق، والقدرة على الإقناع، والاستعداد للإصغاء إلى الرأى المعارض له بسماحة ذهنية وصدر رحب».
 
جزء كبير من الشهرة التى نالها الشيخ شلتوت، فضلا عن كونه أول من حمل لقب الإمام الأكبر، يمكن حصرها فى 3 أسباب، على الرغم من أنها متعددة، كان فى مقدمتها دعواه الدائمة لإصلاح الأزهر، حتى عندما تعرض للفصل، لم يتوقف عن هذه الدعوى التى نشر بعضا من ملامحها فى المجلات والصحف، وبعد عودته للعمل مرة أخرى ستمر فى طرح أفكاره، حتى عين شيخا للأزهر عام 1958، فوجد الفرصة مواتية لتحقيق بعض ما يتمناه لإصلاح المؤسسة، وصدر فى عهده القانون رقم 103 لسنة 1961، الذى بدأ فيه الأزهر مرحلة جديدة، منها إدخال الكليات العلمية للجامعة، افتتاح معاهد الفتيات، إنشاء مجمع البحوث الإسلامية، أما ثانى الأسباب هو ما تركه من إرث فكرى اعتمد فيه على العقل وليس النقل، أما ثالث الأسباب البحث الذى قدمه الشيخ شلتوت فى عام 1937، فى مؤتمر لاهاى للقانون الدولى المقارن، وحمل عنوان «المسؤولية المدنية والجنائية فى الشريعة الإسلامية» الذى بمقتضاه أقر الحضور، بصلاحية الشريعة الإسلامية للتطور، واعتبروها مصدرا من مصادر التشريع الحديث، وإنها أصيلة وليست مقتبسة من غيرها من الشرائع الوضعية ولا متأثرة بها.
 
المكون الثقافى الدينى فى حياة الشيخ شلتوت، يعود إلى انتمائه لمدرسة التجديد والإصلاح وروادها رفاعة الطهطاوى، ومحمد عبده، ومصطفى المراغى، وهى المدرسة التى كانت ترى أن الدين الإسلامى، هو دين عقل وعلم ويقين، وبفصل الدين عن العقل والعلم سيكون الطريق مفتوحا أم الغزو الفكرى لاجتياح الأمة الإسلامية. 
 
قبل أن يتولى الشيخ محمود، قيادة الأزهر،  كان يطلق على من يتحمل هذه المسؤولية  لقب  شيخ الإسلام،  وهو مسمى يطلق على الإمام المتبحر فى علوم الدين، كما كان يطلق عليه شيخ الجامع الأزهر، ومع صدور  القانون رقم 103 لسنة 1961م الخاص بتطوير الأزهر، تم إلغاء هيئة كبار العلماء وحل بدلًا منها مجمع البحوث الإسلامية، وبمقتضى هذا القانون  أصبح شيخ الأزهر هو الإمام الأكبر وصاحب الرأى فيما يتعلق  بالشؤون الدينية ويتم تعيينه بقرار من رئيس الجمهورية من بين أعضاء المجمع.
 
دعوة الشيخ شلتوت الإصلاحية، ووجهة نظهره أن التجديد لا النقل والتقليد،  هى الضمانة الوحيدة  للحفاظ على الحضارة الإسلامية، كانت مثار إعجاب وتقدير فى العديد من الدول، التى كرمت شلتوت  بمنحه العديد من الأوسمة، منها   وسام العرش من ملك المغرب 1960، ووسام من الملك محمد طاهر شاه ملك أفغانستان، ووسام من الفريق إبراهيم عبود رئيس جمهورية السودان، والدكتوراه الفخرية من جامعة ميدان بإندونيسيا وجامعة شيلى والجامعة الإسلامية بجاكرتا، والأستاذية الفخرية من حكومة الكاميرون.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة