ريحة الحبايب.. حفيدة الشيخ محمد رفعت تكشف: الريحانى كان صديقاً لجدى وعشق القرآن بسببه.. الحاجة هناء: بيت الشيخ كان مجمع أديان يلتقى فيه القساوسة والرهبان والمشايخ.. الشيخ كان يعشق موسيقى بيتهوفن وموتزارت

الخميس، 17 مايو 2018 11:00 ص
ريحة الحبايب.. حفيدة الشيخ محمد رفعت تكشف: الريحانى كان صديقاً لجدى وعشق القرآن بسببه.. الحاجة هناء: بيت الشيخ كان مجمع أديان يلتقى فيه القساوسة والرهبان والمشايخ.. الشيخ كان يعشق موسيقى بيتهوفن وموتزارت محمد رفعت
كتبت زينب عبد اللاه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-حكاية مكالمة الملك فاروق وقصة إسلام الضابط الكندى وإغراءات المهرجا الهندى وعزاء السيدة الفقيرة

-صوت السماء كان يعشق موسيقى بيتهوفن وموتزارت.. وأم كلثوم وليلى مراد تعلمتا منه المقامات الموسيقية.. وعبدالوهاب قال: حين يقرأ القرآن أصبح خادما تحت قدميه

- رفض عروض إذاعات برلين وباريس ولندن ولم يفتتح الإذاعة المصرية إلا بعد فتوى من شيخ الأزهر

 
تحمل بين يديها ملفا يحوى الكثير عن حياة جدها الراحل الشيخ محمد رفعت قيثارة السماء، ذاك الصوت القادم من الجنة، جمعت الحفيدة كل ورقة من أوراق هذا الملف على مدى عمرها الذى تجاوز الستين، ومن قبلها ظل والدها وإخوته عاكفين حتى وفاتهم على جمع تراث أبيها الذى لم يصل إلى آذننا حتى الآن سوى نصفه أو أقل. 
 
ومع بداية شهر رمضان الكريم الذى صار صوت الشيخ رفعت منارته التى تضىء وتطرب الآذان، بكلام الله حتى قيام الساعة تفتح حفيدته الحاجة هناء حسين ابنة أصغر أبناء الشيخ صندوق ذكرياته، وتكشف تفاصيل عن حياته لا يعرفها الكثيرون، تحكى عن كراماته وورعه وتعففه، وعن تفاصيل علاقاته بأهل الفن والأدب والقساوسة والرهبان، وعن التفاف أصحاب الديانات المختلفة حوله وإسلام الكثيرين منهم على يديه، تبكى وهى تتحدث عن سنوات الابتلاء والانكسار التى مرت عليه، وتبكى أيضا وهى تسعى لإنقاذ نصف تراثه الذى لم يصل إلى محبيه حتى الآن، وتخشى أن يفرغ الأجل قبل أن تحقق ما تسعى إليه.
حفيدة محمد رفعت (1)

ابن المأمور الذى فقد بصره طفلا فمنحه الله صوتا من السماء

تتحدث الحاجة هناء عن طفولة ونشأة جدها قائلة: الشيخ محمد رفعت اسمه بالكامل، محمد رفعت محمود رفعت محمد رفعت، ولد فى 9 مايو سنة 1882 فى درب الأغوات بشارع محمد على وتوفى فى نفس اليوم 9 مايو 1950، وكان شديد الجمال، وأصيب بالرمد وهو فى عمر سنتين مما قضى على نظره.
 
كان والد الشيخ رفعت يعمل مأمورا لقسم الجمالية، وأدرك أن ابنه لن يستطيع الالتحاق بمدرسة عادية فبدأ تحفيظه القرآن وهو فى سن 5 سنوات، حتى أتم الطفل حفظ ثلث القرآن، وبعدها ألحقه الأب بكتاب «بشتك» الملحق بمسجد فاضل باشا فى درب الجماميز بالسيدة زينب، ليتم الشيخ رفعت حفظ القرآن كاملا قبل سن 9 سنوات، ويصبح الطفل الضرير متميزا بين أقرانه بصوته الجميل.
حفيدة محمد رفعت (2)
توفى والد الشيخ رفعت وهو فى سن 9 سنوات، وتركه مسؤولا عن شقيقه محرم وشقيقته ووالدته وخالته الأرملة، وكان شيخه يرشحه لإحياء الليالى، حتى أصبح الصغير قارئا فى مسجد فاضل باشا وهو فى سن الـ15 سنة، ليكتسب الشيخ رفعت شهرة وصيتا واسعا قبل افتتاح الإذاعة المصرية، حتى أن التجار كانوا يأتون من كل المحافظات يوم الجمعة للصلاة فى مسجد فاضل فيمتلئ بالمصلين الذين يفترشون الشوارع المجاورة، لدرجة أن ترام رقم 5 الشهير قديما كان يتوقف عند المرور بالمنطقة لشدة الزحام. وأشارت حفيدة الشيخ رفعت إلى أن الكاتب الصحفى فكرى أباظة والشيخ الشعراوى كان كل منهما يحضر لصلاة الجمعة فى مسجد فاضل منذ الساعة الثامنة صباحا، حتى يجد مكانا للصلاة.
حفيدة محمد رفعت (3)

الشيخ رفعت لا يفتتح الإذاعة إلا بعد فتوى من شيخ الأزهر

«كان قلبه مليئا بعزة القرآن ولم يكن يسعى وراء مال أو شهرة».. هكذا قالت الحفيدة عن الجد، مشيرة إلى أنه كان ينشد تواشيح ومدائح نبوية وقصائد، إضافة إلى تلاوته للقرآن، وفى إحدى الليالى سمعه البرنس محمد على، ابن عم الملك فاروق، فرشحه لافتتاح الإذاعة المصرية بتلاوته، ولكن الشيخ الورع التقى خاف من هذا الاختراع الجديد الذى لم يكن قد وصل حتى إلى دول أوروبا، وخاف أن يتلو القرآن ويذاع من الراديو فى مكان لا يليق بجلال كلام الله، وحينها قال له شيخ الأزهر: «ربما يهدى الله بصوتك شخصا إلى طريق الله»، وهنا وافق الشيخ رفعت على افتتاح الإذاعة بسورة الفتح وبعقد قيمته 3 جنيهات، لتحدث الطفرة الكبرى فى شهرة الشيخ رفعت التى وصلت للعالم أجمع.
حفيدة محمد رفعت (4)

منزل الشيخ رفعت مجمع أديان وملتقى فنانين وقساوسة ورهبان

أشارت حفيدة الشيخ رفعت إلى أن منزل جدها تحول إلى ملتقى وصالون ثقافى اجتمعت فيه كل الأطياف والأديان بعدما ذاعت شهرته، فالتف حوله الفنانون والأدباء والمفكرون وعلماء الأزهر والقساوسة والرهبان وحتى المواطنون اليهود،  قائلة: «كان منزل الشيخ مكونا من 3 طوابق، الطابق الأول منه عبارة عن 3 منادر، يعقد بها صالون ثقافى يحضره فكرى أباظة الشاعر أحمد رامى، ومحمد التابعى، والشيخ زكريا أحمد، ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم ووالدها الشيخ إبراهيم، وليلى مراد ووالدها اليهودى قبل دخولها الإسلام ونجيب الريحانى».
 
 وأضافت: «كان عبد الوهاب يقول أنا صديق الشيخ رفعت حتى يقرأ القرآن فأصبح خادما تحت قدميه» 
وتؤكد أن جدها كان صديقا للعديد من القساوسة والرهبان الذين عشقوا صوته، موضحة أنه ربطته علاقة قوية بنجيب الريحانى وبديع خيرى، وأن الريحانى أسلم على يديه، وكان يبكى عندما يستمع إلى القرآن منه، وقال إنه عندما يكون عنده مسرح، والشيخ رفعت يقرأ فى الإذاعة لا يفتح الستارة حتى ينتهى الشيخ رفعت من القراءة.
حفيدة محمد رفعت (5)
تحمل حفيدة الشيخ رفعت من بين الأوراق التى تحملها مقالا كتبه الريحانى فى حب الشيخ رفعت بعنوان: «نزهة الحنطور مع الشيخ رفعت» يشير فيه الريحانى إلى فضل القرآن عليه وما تعلمه منه، بعد قراءته مترجما بالفرنسية وسماعه بصوت الشيخ رفعت قائلا: ما كاد هذا الصوت ينساب إلى صدرى حتى هز كيانى وجعلنى أقدس هذه الحنجرة الغالية الخالدة، وهى ترتل أجمل المعانى وأرقها وأحلاها، صممت على لقاء الشيخ رفعت، فالتقيته أكثر من مرة وتصادقنا»، ووصف الريحانى الشيخ رفعت بالعالم الكبير، وأن صوته هو الخلود بعينه، مؤكدا أن نبراته احتار فى فهمها العلماء، وأنه عندما سأل عبد الوهاب عن سر حلاوة هذا الصوت قال إنها منحة إلهية وعبقرية لن تتكرر». تشير حفيدة الشيخ رفعت إلى أن الريحانى كان يصطحب جدها فى أيام مرضه الأخيرة فى نزهة متكررة بالحنطور ليخفف عنه.
 
تتذكر الحفيدة تلك المكتبة الضخمة التى تركها جدها وحبه للقراءة فى كل المجالات وليست الكتب الدينية فقط، وقصص والدها عن أبيه، مؤكدة أنه كان يقرأ له الكتب وهو فى سن التاسعة فتفيض عيون الشيخ بالدموع، كما تتذكر حبه لسماع الموسيقى الكلاسيكية والأسطوانات الكثيرة التى كان يقتنيها لبيتهوفن وموتزارت، وتؤكد أن عمالقة الطرب مثل أم كلثوم وليلى مراد كان يتعلمون منه المقامات. تشير إلى أن علماء الأزهر ومنهم الشيخ الشعراوى أكدوا أن تلاوة جدها ومواطن الوقف لديه جعلتهم ينتبهون إلى معان كانت غائبة عنهم فى القرآن الكريم. 
حفيدة محمد رفعت (6)

أسرة كروان السماء وطقوسه وكراماته فى رمضان

تتحدث الحفيدة عن أسرة الشيخ رفعت وتشير إلى أنه تزوج جدتها زينب وهى من قرية الفرعونية وأنجبت له 4 أبناء، أكبرهم محمد الذى كان بمثابة سكرتيره الخاص، وعمها أحمد وعمتها بهية ووالدها حسين أصغر الأبناء، مؤكدة أنه كان يدلل ابنته الوحيدة وكانت قريبة منه، كما كان شديد الحنان على جميع أبنائه حتى أنه كان يبكى إذا مرض أحدهم ويترك الدنيا ويجلس بجواره حتى يشفى.
 
توضح أنه كان يحرص فى شهر رمضان، وقبل أذان الفجر، على أن يحمل «قلة» المياه ويتحسس المكان ليوقظ أبناءه ويسقيهم بنفسه، ويحرص على أن يكون قدوتهم، مشيرة إلى أن والدها كان طفلا عندما كان يصطحب أبيه إلى مسجد فاضل الذى رفض الجد رغم شهرته أن يتركه لينتقل إلى مسجد أكبر، وبمجرد وصول الشيخ المسجد كان الناس يتخطفونه ويحملونه ويظل كل منهم يقبل يديه، ورغم ضعف الشيخ كان يحرص على أن يقبل يد كل من يقبله، موضحة أن من بين هؤلاء جاء رجل رث الثياب يقبل يد الشيخ رفعت، فأمسك الشيخ بيديه ليقبلها، وأن والدها التفت إلى أبيه ليوضح له هيئة الرجل، فإذا بالأب يقول له: «قد يكون هذا الرجل البسيط رث الثياب أفضل عند الله من أبيك».
حفيدة محمد رفعت (7)
تشير الحفيدة إلى أن جدها الشيخ رفعت كان صوفيا، يتبع الطريقة النقشبندية، وكان دائما يجلس فى خلوته ويناجى ربه بصوت ضعيف ويبكى قائلا: «ارحمنى يارب أنا عبدك الضعيف»، ويظل يبكى حتى تبلل الدموع ثيابه، قائلة: «جدى كانت دموعه قريبة، ورقيق المشاعر، وسمعت من على خليل كبير المذيعين بالإذاعة أنه كان عندما يقرأ فى استديو الإذاعة القديم فى شارع علوى تنهمر دموعه حتى تبلل ملابسه».
 
تحكى الحفيدة أنه فى إحدى ليالى رمضان، وبعد أن أغلق الأبناء الأبواب استعدادا للنوم، استيقظ الأب وطلب من ابنه محمد أن يصحبه إلى شارع مارسينا بالسيدة زينب، فتعجب الابن ولكن الأب أصر وظل يصف الطريق لابنه حتى وصلا إلى مأتم، وطلب من ابنه أن ينادى صاحب المأتم، وعندما جاء قال له الشيخ رفعت: «لماذا لم تنفذ وصية والدتك وتحضر الشيخ رفعت للقراءة فى مأتمها»، فقال له صاحب المأتم: «أنا مش قد الشيخ رفعت وأحضرت شيخا بسيطا»، فقال له: «أنا الشيخ رفعت، واذهب واستأذن الشيخ الذى أحضرته، لأننى سأقرأ مكانه تنفيذا لوصية والدتك».
حفيدة محمد رفعت (8)

الشيخ يرفض إغراءات المهراجا الهندى والإذاعات العالمية 

 

تؤكد الحفيدة أن الشيخ رفعت كان يفضل القراءة فى الليالى التى لا يحصل فيها على أجر، ويشير إلى أنه يشعر بأنه تنزل عليه فتوحات من السماء أثناء القراءة، وكان يقول أشعر بأن من يدفع لى أجرا كأنه اشترانى.
 تحكى قصة مكالمة الملك فاروق التى رد عليها والدها، وكان طفلا ليسأل هل سيحضر الشيخ رفعت للقراءة يوم الجمعة فى قصر عابدين، فإذا بالطفل يسرع ليبلغ والده الشيخ رفعت الذى لم يهتز ولم يقم من مكانه ليشير لابنه أن يرد ويبلغ الملك أنه سيحضر بمشيئة الله.
حفيدة محمد رفعت ومحررة اليوم السابع (1)
كما تذكر قصة المهراجا الهندى حيدر باشا أباد الذى كان من أشد المعجبين بصوت الشيخ محمد رفعت ، وعرض عليه أن يحيى ليالى رمضان فى الهند بأى مبلغ يحدده، ولكن جدها رفض حتى وصل المبلغ إلى 100 جنيه فى اليوم وهو مبلغ كبير وقتها، ووسط المهراجا محمد عبدالوهاب لإقناع الشيخ رفعت، حتى أن عب دالوهاب قال له: «سأسافر معك»، ولكن الشيخ أصر على موقفه، وفضل إحياء ليالى رمضان فى مصر فى الإذاعة المصرية مقابل 100 جنيه فى الشهر كاملا.
حفيدة محمد رفعت ومحررة اليوم السابع (2)
وأشارت الحاجة هناء إلى أن شهرة جدها وصلت للعالمية، وطلبت إذاعات برلين وفرنسا وبريطانيا أن يفتتحها الشيخ رفعت بصوته ولكنه رفض، وعندما أصرت إذاعة لندن سجل لها أسطوانة بسورة مريم وأرسلها عن طريق البحر، مؤكدة أن الكثيرين أسلموا على يديه، ومنهم الضابط الكندى الذى جاء لمصر بعدما أعجبه صوت الشيخ رفعت وطلب مقابلته وأسلم على يديه والتقطت لهم الإذاعة صورة تذكارية.
 

صور الشيخ محمد رفعت (1)
صور الشيخ محمد رفعت (2)
 
صور الشيخ محمد رفعت (3)
 
صور الشيخ محمد رفعت (4)
 
 
صور الشيخ محمد رفعت (5)
 
صور الشيخ محمد رفعت (6)
 
صور مقالات عن محمد رفعت (1)
 
صور مقالات عن محمد رفعت (2)
 
مقال الريحانى عن علاقته بالشيخ رفعت
 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

بيتر

مش فيه شوية مبالغة

يعني دية الحفيدة ومعتقدش عاشت كل الاحداث دية .. فيه مبالغة في القصة ودراما زيادة

عدد الردود 0

بواسطة:

FaridBeh

تصحيح معلومة

أولاً : الريحانى كان مسيحياً ولم يشهر إسلامه ومات مسيحياً ودفن فى مقابر الأفباط بمصر (بس علشان نبقى على نور) .

عدد الردود 0

بواسطة:

ابو طويله

هو الشيخ رفعت كان عارف نجيب الريحانى من الافلام؟

وأزاى الشيخ كان بيروح السيما و هو كفيف؟

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة