أكرم القصاص - علا الشافعي

صور.. قارة أم الصغير أصغر واحة مصرية معزولة فى صحراء مطروح.. سكانها من أصول أمازيغية.. يعملون بزراعة النخيل والزيتون.. يحافظون على الفطرة ويتعاملون بالمقايضة ويتركون النقود.. ويتلقون هديا سنوية من مؤسسة الرئاسة

الأربعاء، 16 مايو 2018 05:00 م
صور.. قارة أم الصغير أصغر واحة مصرية معزولة فى صحراء مطروح.. سكانها من أصول أمازيغية.. يعملون بزراعة النخيل والزيتون.. يحافظون على الفطرة ويتعاملون بالمقايضة ويتركون النقود.. ويتلقون هديا سنوية من مؤسسة الرئاسة قارة أم الصغير" أصغر واحة مصرية معزولة فى الصحراء
مطروح – حسن مشالي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"قارة أم الصغير" تتبع مدينة سيوة إداريا وتبعد عنها حوالى 270 كيلو متر فى الشمال الشرقى لسيوة، وهى معزولة فى عمق الصحراء وتقع جنوب شرق مرسى مطروح بـ 300 كيلو متر، ولا توجد أى وسيلة مواصلات عامة للواحة، التى يبلع عدد سكانها حوالى 700 نسمة، يعيشون على الفطرة وزراعة النخيل والزيتون والمقايضة، ويتلقون بعض المساعدات من محافظة مطروح وبعض الجهات الأخرى، إلى جانب الهدية السنوية من رئاسة الجمهورية، والتى يسلمها محافظ مطروح للأهالى قبل بداية شهر رمضان من كل عام، وتتضمن سلعًا غذائية ومواد عينية ومساعدات مالية لكل فرد فى الواحة.

قارة أم الصغير" أصغر واحة مصرية معزولة فى الصحراء
قارة أم الصغير" أصغر واحة مصرية معزولة فى الصحراء
 

يبدأ طريق الوصول لواحة قارة أم الصغير، من مدينة مرسى مطروح عن طريق واحة سيوة، وعند "بئر النص" بالكيلو 150 بأخذ الاتجاه شرقًا على الطريق المؤدى إلى الواحة، وهو طريق فردى بطول حوالى 130 كيلو متر، ويخضع لرقابة قوات حرس الحدود، حيث يوجد عليه 3 نقاط مراقبة وتفتيش، ولا يسمح لأى شخص المرور إلا بعد الحصول على تصريح رسمى من مخابرات حرس الحدود.

احد مشايح واحة أم الصغير يعلم الأطفال القرآن
احد مشايح واحة أم الصغير يعلم الأطفال القرآن

 

 يستلزم السفر على الطريق بعد الحصول على تصريح، وجود سيارة مجهزة ويفضل أن يكون هناك سيارتين على الأقل، تحسبا لحدوث أى عطل، لعدم وجود أية خدمات أو حركة سفر على الطريق، وهو غير مغطى بخدمات الاتصالات.

المبانى الأثرية للواحة القديمة فى الخلفية ومسجد الواحة يمين الصورة
المبانى الأثرية للواحة القديمة فى الخلفية ومسجد الواحة يمين الصورة
 

يقدر عدد سكان الواحة بأقل من 700 نسمة، وهم من أصول أمازيغية ويتحدثون اللغة الأمازيغية إلى جانب اللغة العربية مثل أهالى واحة سيوة، ولا توجد لديهم أعمال أو أنشطة بخلاف زراعة النخيل والزيتون وبعض المحاصيل البسيطة، التى تكفى استهلاكهم المحلى، وتعتمد الواحة على ما يقدم من المحافظة والجهات الأخرى من مساعدات ومعونات غذائية من حين لآخر، ويحافظ أهالى الواحة على الفطرة ويعتزون بعزلتهم، وتسعى الدولة إلى ربطهم بها وتوفير الخدمات المتاحة.

اجتماع كبار أهالى قارة أم الصغير لاستقبال الزائرين
اجتماع كبار أهالى قارة أم الصغير لاستقبال الزائرين
 

ومن جانبه، أكد اللواء علاء أبو زيد محافظ مطروح، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن أهالى قارة أم الصغير يتمسكون بتواجدهم فى المكان رغم العزلة وقلة الخدمات، ويرفضون الانتقال إلى أى مكان آخر يكون قرين من العمران والخدمات، مشيرًا إلى أن بعض المحافظين السابقين، عرضوا على أهالى الواحة نقلهم إلى واحة سيوة أو أى مكان آخر يختارونه، من أجل توفير الخدمات اللازمة لهم، إلا أنهم رفضوا وتمسكوا بواحتهم.

إقامة مدرسة بالواحة المعزولة ساهم فى تعليم أطفالها
إقامة مدرسة بالواحة المعزولة ساهم فى تعليم أطفالها
 

وتعمل المحافظة وأجهزة الدولة على تقديم الدعم والمساعدة لأهالى قارة أم الصغير، ويسلم محافظ مطروح، هدية رئيس الجمهورية للأهالى قبل بداية شهر رمضان من كل عام، وهى عبارة عن كميات من السلع الغذائية والبطاطين ومبالغ نقدية، توزع بالتساوى على أبناء الواحة من الكبار والأطفال والنساء، فى تقليد سنوى منذ سنوات طويلة، يرجعه البعض إلى فترة الملكية فى مصر.

مبنى مدرسة قارة أم الصغير للتعليم الأساسى
مبنى مدرسة قارة أم الصغير للتعليم الأساسى
 

وشهد العقدان الماضيان توفير بعض الخدمات الضرورية بالواحة، من خلال إقامة مدرسة لتعليم أطفال الواحة، وتوفير مولد كهرباء لإنارة القرية، وبعدها تم تركيب خلايا طاقة شمسية، وتوفير بعض أجهزة التليفزيون لمتابعة ما يدور فى مصر من خلال أطباق الدش، ومؤخرًا تم توفير سيارة إسعاف تتمركز بالقرية للتعامل مع الحالات الطارئة، خصصت محافظة مطروح، خلال السنوات القليلة الماضية، سيارة للقرية تقوم بنقل أصحاب الحاجات من أهالى القرية أسبوعيا بالذهاب إلى واحة سيوة والعودة فى اليوم الثانى بعد قضاء حوائجهم، ولا توجد أية وسيلة اتصال تربط القرية بما هو خارجها، سوى تليفون ثوريا بمقر الوحدة المحلية يستخدم فى حالات الطوارئ.

أهالى الواحة يعتمدون على زراعة النخيل والزيتون
أهالى الواحة يعتمدون على زراعة النخيل والزيتون
 

يسكن أهالى الواحة فى بيوت من طابق واحد، مقامة بمادة الكرشيف وهى تتشكل من خلط الطين بالملح، وتقع البيوت على مقربة من البيوت الأثرية التى كان يسكنها أجداد السكان الحاليين فى أعلى ربوة مرتفعة.

حوض تخزين وتبريد المياه الجوفية لاستخدامها فى الشرب والزراعة
حوض تخزين وتبريد المياه الجوفية لاستخدامها فى الشرب والزراعة
 

ويشتغل الرجال فى أعمال زراعة النخيل والزيتون، باستخدام المياه الجوفية التى تندفع بقوة من باطن الأرض وهى فى حالة غليان، من إحدى العيون التى يتم إغلاقها وفتحها حسب الحاجة، عن طريق محابس مخصصة لذلك، وتصب المياه فى حوض كبير لتخزين المياه حتى تبرد ويمكن استخدامها فى الشرب أو الزراعة، فى ظل وجود أراضى خصبة للزراعة، رغم أن الأهالى لا يجيدون زراعة المحاصيل المختلفة ويعتمدون على الزراعة الشجرية، مثل النخيل والزيتون، وبعض المحاصيل الموسمية التى يحتاجونها للاستهلاك.

المياه الجوفية تندفع من باطن الأرض فى حالة غليان
المياه الجوفية تندفع من باطن الأرض فى حالة غليان
 

ويحصل أهالى الواحة على احتياجاتهم الحياتية، من البيئة المحيطة لهم ويتعاملون بالمقايضة فيما بينهم، فى تبادل السلع والخدمات، ولا يحتاجون للتعامل بالنقود إلا فى حالات محدودة، أو للحصول على احتياجاتهم من خارج الواحة بالسفر إلى سيوة أو مرسى مطروح.

الجانب الغربى من مدخل قارة أم الصغير
الجانب الغربى من مدخل قارة أم الصغير
 

وساهمت المدرسة التى أنشئت خلال السنوات الأخيرة، فى تعليم أطفال الواحة، بالإضافة إلى محو أمية معظم الكبار من الأهالى، وحصول أحد أبناء الواحة على مؤهل عالى، بعدما بدأ تعليمه فى سن متأخر عن طريق محو الأمية ويعمل حاليا مدرسًا بمدرسة الواحة إلى جانب عدد من المدرسين من خارج الواحة، الذين يقيمون فى استراحة مخصصة لهم خلال فترة الدراسة.

 
 
 
المبانى الأثرية للواحة أعلى ربوة مجاورة للمساكن الحالية
المبانى الأثرية للواحة أعلى ربوة مجاورة للمساكن الحالية

 

أحد المبانى الأثرية فى قارة أم الصغير
أحد المبانى الأثرية فى قارة أم الصغير

 

أحد أهالى واحة أم الصغير يحتمى من حرارة الشمس
أحد أهالى واحة أم الصغير يحتمى من حرارة الشمس

 

فتيات صغيرات يتعلم صناعة الخبز قارة أم الصغير
فتيات صغيرات يتعلم صناعة الخبز قارة أم الصغير

 

فتاتان يطحنان التوابل بالرحى الحجرى فى واحة أم الصغير
فتاتان يطحنان التوابل بالرحى الحجرى فى واحة أم الصغير

 

فتيات وسيدات قارة أم الصغير يبرعن فى صناعة الخوص
فتيات وسيدات قارة أم الصغير يبرعن فى صناعة الخوص

 

شباب وأطفال واحة أم الصغير يعملن فى صناعة الخوص
شباب وأطفال واحة أم الصغير يعملن فى صناعة الخوص

 

فتيات يرسمن بالحناء فى واحة قارة أم الصغير
فتيات يرسمن بالحناء فى واحة قارة أم الصغير

 

فتاتان ترتديان الزى التقليدى بواحة قارة أم الصغير
فتاتان ترتديان الزى التقليدى بواحة قارة أم الصغير

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة