أكرم القصاص

فى حفر المحفور ورصف المرصوف!

الثلاثاء، 15 مايو 2018 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ظاهرة مستمرة فى أغلب إن لم يكن كل المحافظات والأحياء والمدن.   نقصد بها ظاهرة «إعادة حفر المردوم، ورصف المرصوف بعد حفره»، وهى عمليات تقوم بها أحياء ومدن، يتم رصف الطريق، وسرعان مايتم حفره لنسيان تركيب المواسير أو الكابلات، وتلقى كل إدارة بالمسؤولية على إدارات أخرى. ويدفع المواطنون الثمن، والموازنة. 
 
نقول هذا بمناسبة ما جرى فى الجيزة، حيث ظهرت صور لطريق المريوطية بعد رصفه وفيه فتحات جراحية لتركيب بلاعات، وتساءل المواطنون عن السبب فى حفر طريق بعد رصفه، ولماذا لايتم التركيب قبل الرصف حتى لانحفر مرة أخرى.
 
 محافظة الجيزة، أصدرت بيانًا أكدت فيه «أن ما تم تنفيذه فى طريق المريوطية الغربى هو وضع للطبقة الرابطة الأولى وأعمال الحفر وتتم لإنشاء بالوعات الأمطار ليتم ربطها بمطابق الصرف الصحى، وأن تركيب بالوعات الأمطار يجب أن يتم بعد الطبقة الأولى الرابطة، حيث يتم بعدها أعمال الردم والبدء فى أعمال الطبقة النهائية الإسفلتية السطحية حتى لا تصبح مطابق البالوعات أعلى من مستوى الأسفلت. وأكدت المحافظة حرصها على المال العام».
 
صحيح أن الجيزة ردت بعد أيام من نشر الصور، لكن أن ترد متأخرًا أفضل من أن تصمت، ولاشك أن التوضيح أمر جيد، لكن الظاهرة لاتحدث فقط فى الجيزة، لكنها شائعة ومعروفة، تقوم بها أحياء فى القاهرة والمحافظات بشكل منهجى.
 
 وأتذكر يومًا أن مشروعًا للصرف الصحى فى بلدنا فى الثمانينيات، رأيت فيه بعينى عمليات حفر وردم عدة مرات على مدى عشرين عامًا، ومرة نسى، المقاول الباطن الذى أخذها باطن عن باطن،  نسى تركيب المواسير فى مناطق، وصب الخرسانة فى مواسير وبلاعات فانسدت.  وكل هذا محسوب من تكاليف مشروعات الصرف التى جرت بلا رقيب، وما جرى فى بلدنا جرى فى كل المراكز والمحافظات، والنتيجة إنفاق مليارات مضاعفة، وحرمان قرى ومدن من الصرف. ويوما ما وقف وزير إسكان وتعمير الحزب الوطنى ليعلن بكل فخر «أننا أنفقنا على الصرف الصحى فى مصر أكثر مما أنفقت أمريكا»، بما يعنى أننا ألقينا المليارات على الأرض، لم نستفد منها لغياب الرقابة والمحاسبة. 
 
بالعودة إلى محافظة الجيزة، وبعد النشر والتشيير أصدرت بيانًا، أكدت فيه أن الحفر بعد الرصف هو لحكمة تركيب بالوعات الأمطار لكن الحكمة المتوفرة فى الجيزة غائبة فى غيرها. ونرى أرصفة الشوارع وقد تم خلعها وهى سليمة، وتركيب غيرها، بينما تحرم مناطق أخرى من الرصيف مثلًا درجات سلم المشاة من كوبرى أكتوبر إلى عبد المنعم رياض مخلوعة من شهور ولا أحد ينظر لها. الميزانية يفترض أن تذهب لغير المرصوف فإذا بالسادة المحليين يرصفون المرصوف بعد خلعه، وهى ظواهر تتم على الهواء وتحتاج إلى وقفة أو قعدة أو لفتة أو همسة، فى إهدار بين فى وقت نحن بحاجة لكل مليم.
 
وفى كل مكان فى مصر تقع حالات خلع وتركيب ورصف المرصوف، على طريقة خروف نجيب الريحانى ويمتلك المحترفون أجوبة على أى سؤال وبيان على أى اتهام، ويبقى الإهدار أكثر الثقوب التى تتسرب منها الأموال، بنفس الطريقة فى نفس الأماكن من دون أن يقول لهم أى شخص «تلت التلاتة كام».    









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة