سعد الله ونوس، واحد من أهم كتاب المسرح فى الوطن العربى، وتحل اليوم الذكرى الواحد والعشرين على وفاته إذ رحل فى 15 مايو عام 1997، تاركا إرثا مسرحيا من أروع ما تحتويه مكتبة النصوص المسرحية فى الوطن العربى.
تميزت أعمال "ونوس" باستحضاره للتراث العربى، وإسقاطه على الواقع الحالى، من خلال منظور سياسى لما تشهده المنطقة العربية، وعرف بتأثره الشديد بالأحداث السياسية العربية، وربما أهمها نكسة عام 1967، التى كتب عنها "حفلة سمر من أجل خمسة حزيران"، واستطاع المسرحى السورى، من خلال نصوصه أن يجمع بين المتعة المسرحية والمعرفة العميقة والمعلومة المفيدة، والأسئلة، والهموم، والمواضيع الكبرى المصيرية.
وكانت لسعد الله نوس العديد من المسرحيات ذات الرؤية السياسية من بينها:
الملك هو الملك
مسرحية نشرت للمرة الأولى عام 1977، وتعتبر أشهر أعمال سعد الله ونوس على الإطلاق، وظف فيها ونوس مادتها التراث، ضاماً إياها بشكل حكاية شعبية مادتها مستقاة من إحدى حكايات ألف ليلة وليلة وفيها يروى بلباقة فنية كبيرة قصة ملك عبث برعيته وبأحوالهم، مقرراً فى إحدى الليالى اختيار أحد الأفراد وهو تاجر سابق خانه الدهر، وركبته الديون، وتآمر عليه شهبندر التجار، والقاضى والنظام نفسه، فتمنى أن يصبح سلطان البلاد ليشدد قبضته، ولو ليومين على العباد، وهنا تبدأ المسرحية حين ينصب التاجر سلطاناً على أبناء البلاد.
سهرة مع أبى خليل القبانى
صدرت سنة 1973 عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق سورية طرحت قضية الفن والتنوير فى سوريا والعالم العربى، تناولت مسيرة رائد المسرح العربى أبو خليل القبانى وجهوده الرائدة فى انطلاقة المسرح بداية من دمشق حيث انطلق المسرح الغنائى على يده فى الوطن العربى، وتسرد الصعوبات السياسية والدينية التى واجهته لإنشاء مسرح عربى فى نهاية القرن التاسع عشر.
الفيل يا ملك الزمان
تحكى قصة ملك ظالم له فيل مزعج ضار يرمز للقوة والبطش والجبروت يشكو منه الناس ويولولون ولا يجرؤ أحد منهم على الشكوى وبعد ذلك يأتى شخص اسمه زكريا يشجعهم على الشكوى فيتحفزون ويتدربون على ما سيقومون به وبعد ذهابهم إلى الملك ووصولهم إليه عبر الزينات والبهارج يتغير موقفهم ويسيطر الخوف عليهم من جديد فيقولون للملك الفيل يا ملك الزمان ويكررونها وعندما يسألهم ما شأنه لا يجرؤون على الشكوى وإنما يقولون أنهم جاؤوا يقترحون تزويجه. وافق الملك على فكرة رعيته وأمر فرماناته بإحضار فيله وأمر بمكافئة زكريا وتعيينه مرافقا دائما للفيل كما أمر بإقامة فرح عام ليلة العرس، وقد ترك سعد الله ونوس المسرحية دون نهاية.
حفلة سمر من أجل خمسة حزيران
مسرحية نشرت عام 1968، كتبها بعد نكسة حزيران 1967 وتتحدث عن الوضع بعد النكسة فى المجتمع العربى وأحداث الحرب منعت المسرحية من العرض فى عدد من البلدان العربية ثم عادت للعرض من جديد.
ملحمة السراب
مسرحية ذات أبعاد سياسية واقتصادية واضحة رصدت تفاعل القرية العربية الصغيرة أمام موجة الاستثمار الاقتصادى، عالجت المسرحية سير العديد من الشخصيات أهمها شخصية الشاعر الذى لا يجد له مكانا فى عالم الأضواء والضجيج ورجل الدين المتواطئ والفلاح غير القادر على التمسك بأرضه والنساء المنبهرات والانتهازيين والمستثمر وخادمه الذين اقتبسهما سعد الله ونوس من شخصية فاوست وخادمه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة