"اليوم السابع" داخل استراحة أعضاء هيئة تدريس أسوان بعد انتحار وكيل كلية الحقوق.. شهود العيان: وجود حذائه بالشرفة دليل على رواية انتحاره.. ويؤكدون: لم نسمع مشادات قبل الحادث.. وشقيقه: أخى ليس مريضا نفسيا

غموض وروايات كثيرة تركها وكيل كلية حقوق جامعة أسوان المنتحر، خلفه بعد حادث وفاته، الذى أثار جدلا وصدمة بين صفوف أعضاء هيئة التدريس وطلاب جامعة أسوان، وبرغم تحريات رجال مديرية أمن أسوان برئاسة العميد أسامة حلمى، مدير إدارة البحث الجنائى، التى قادت إلى انتحار الدكتور صافى.أ، بالسقوط من الطابق الخامس داخل استراحة هيئة التدريس بمنطقة النفق بوسط مدينة أسوان، إلا أن زملائه بالجامعة شنوا هجوما على رواية الانتحار، مؤكدين أن الدكتور لم يتوف منتحرا فكيف وهو ملتزم بصلواته ومشهود له بالاحترام والسمعة الطيبة.

ورصدت كاميرا "اليوم السابع" موقع الحادث بمبنى استراحة أعضاء هيئة التدريس، الذى شهد الواقعة فى الساعة السابعة والنصف صباحا يوم السبت الماضى، والتقى "اليوم السابع" بعدد من شهود العيان بالمنطقة، ليكشفوا تفاصيل الليلة الأخيرة فى حياة وكيل كلية حقوق أسوان، ومن جانبه كشف أحمد.ا، موظف داخل الاستراحة، قائلا: "فوجئنا بسقوط الدكتور صافى فى الساعة السابعة صباحا، وهرولنا جميعا إلى موقع سقوطه لنجده غارقا فى دمائه ولكن انفاسه ما زالت تتصاعد، على الفور تواصلنا مع الشرطة ومرفق الإسعاف لنقله إلى المستشفى، وبالفعل تم نقله إلى مستشفى أسوان الجامعى، لكنه قد فارق الحياة قبل إسعافه".

وتابع شاهد العيان، قائلا: "بعد نقل جثة الدكتور، رافقنا رجال المباحث والأدلة الجنائية إلى غرفته، وعثرنا على "حذاء" الدكتور بالشرفة التى شهدت سقوطه منها، مما يؤكد أنه خلع حذائه وألقى بنفسه".

فى حين اكدت الحاجة ف.م، أحد جيران العقار الملاصق لاستراحة أعضاء هيئة التدريس، أنها استيقظت على صوت يشبه صوت الانفجار، اصاب اسرتها بالهلع والفزع، وعندما خرجوا ليبحثوا عن مصدر الصوت، عثروا على جثة الدكتور، وكانت الدماء تسقط من فمه، وتم الاستغاثة بالمتواجدين داخل الاستراحة، لسرعة انقاذه ونقله إلى المستشفى".

مبنى استراحة أعضاء هيئة التدريس جامعة أسوان

وتابعت قائلة: "علاقتنا بالمتوفى تكاد تكون معدومة ولم نرى من المقيمين فى هذا المبنى سوى كل خير، فهم فى حالهم ولم نسمع أى مشادات خلافية أو مشاجرات بينهم ليلة الحادث، أو قبل ذلك".

موقع سقوط وكيل كلية حقوق أسوان بعد انتحاره

وبمواجهة مبنى استراحة أعضاء هيئة التدريس بمنطقة النفق، يتواجد مبنى فرعى لمدينة الطالبات بجامعة أسوان، الذى يعتبر المقيمين به من أهم شاهدى العيان على الواقعة، حيث أشارت الطالبة منى.ك، طالبة بالمدينة الجامعية، أنها فوجئت بالواقعة وشاهدت ما حدث فى الساعة السابعة والنصف صباحا، خلال ذهابها لأداء امتحان نهاية العام، حيث وجدت الدكتور غرقا بدمائه بعد أن هوى من أعلى، فلم تسمع قبل الواقعة أى مشاجرات أو مشادات كلامية قادمة من مبنى الاستراحة".

وأكد الدكتور "خيري.ع"، وكيل بكلية الحقوق بجامعة أسوان، خلال تحقيقات النيابة، أن زميله أقدم على الانتحار بإلقاء نفسه من شرفة الاستراحة الكائنة بالطابق الخامس، لافتا أنه مصاب بمرض نفسى وتنتابه نوبة تشنجات عصبية، خلال فترة إقامته داخل الاستراحة، ولم يتهم أو يشتبه أحد فى وفاته.

الدكتور صافى وكيل كلية حقوق أسوان

فى حين جاءت أقوال شقيق الدكتور المتوقى ويدعى صلاح.أ، خلال تحقيقات النيابة، مخالفة عن تحريات المباحث، حيث كشف أن شقيقه كان فى كامل قواه العقلية وليس مصاب بمرض نفسى كما تم ادعاء ذلك، وأن ما يتردد عن إصابته بتشنجات عصبية عارى تماما من الصحة، موضحا أن أسرته تنتظر تقرير الطب الشرعى للتأكد من عدم وجود شبهة جنائية بالواقعة.

بينما كشف نجل عم الدكتور المتوفى، ويدعى "فهد"، خلال التحقيقات، أن ابن عمه كان شخصية رائعة وكريم للغاية وملتزم وحسن الخلق والسمعة، وليس له ثمة خلافات شخصية مع أحد، حيث إنه معروف بكفاءته وحسن تعامله مع الطلاب، مؤكدا أنه لم يتهم أحدا بارتكاب الحادث".

ومن جانبها أمرت نيابة أسوان بالتصريح بدفن جثة الدكتور صافى،أ، بعد تشريح جثته بمعرفة الطب الشرعى، للوقوف على الصفة التشريحية، بعد أن كشفت المعاينة الأولية عن اصابته بكسور ونزيف بالمخ، اودى بحياته نتيجة سقوطه من أعلى، وتمكنت أسرة المتوفى من استلام جثته لدفنها بمقابر الأسرة بمحافظة أسيوط.

المبنى الذى شهد حادث الانتحار