دونالد ترامب على درب بلفور.. الرئيس الأمريكى يمنح ما لا يملك لمن لا يستحق.. واشنطن تنقل سفارتها رسميا إلى القدس.. كر وفر بالأراضى المحتلة وعشرات الشهداء ومئات المصابين.. وفريدمان: الإدارة الأمريكية تبارك النقل

100 عام مرت على وعد وزير الخارجية البريطانى جيمس بلفور الذى منح بموجبه أرض فلسطين للعاصابات اليهودية المتطرفة لإقامة دولة تجمع اليهود من الشتات فى فلسطين، والذى وصفه المؤرخين بأنه وعد من ما لا يملك لمن لا يستحق.

وعلى نفس المنوال سار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعترافه المشئوم بأن القدس عاصمة لإسرائيل فى ديسمبر الماضى، من خلال التوقيع على قرار لم يجف الحبر الذى كتب به حتى يتخذ قرارًا جديدًا ينحاز به لصالح الإسرائيليين من خلال نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس المحتلة.

مراسم نقل السفارة الامريكية من تل ابيب لللقدس

ويكتمل المشهد العبثى اليوم فى الأراضى الفلسطينية المحتلة من خلال الإعلان الرسمى عن نقل السفارة ووضع حجر الأساس لها بالقدس الغربية، حيث حضر الحفل وفدا أمريكيا رفيع المستوى ضم مستشار "ترامب" جيرارد كوشنر وابنة ترامب إيفكانا ووزير الخزانة وأعضاء بالكونجرس الأمريكى ممن أيدوا قرار الرئيس الأمريكى بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل .

قبلة من ايفكانا ترامب على وجه نتنياهو

ومن جانبه قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، فى رسالة مسجلة خلال مراسم افتتاح السفارة الأمريكية بالقدس، اليوم الاثنين، إنه لا يزال ملتزما بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

تدشين السفارة الأمريكية فى القدس

وأضاف ترامب، أن الولايات المتحدة تظل ملتزمة تماما بتسهيل اتفاق سلام دائم ستظل الولايات المتحدة صديقا عظيما لإسرائيل وشريكا فى قضية الحرية والسلام.

ومن جانبه، قال السفير الأمريكى لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، إن الإدارة الأمريكية تعطى الحق المشروع لأى دولة، وهو الحق فى اختيار العاصمة، وها هى إسرائيل تختار عاصمتها القدس، والإدارة الأمريكية تبارك ذلك بنقل سفارتها من تل أبيب للقدس.

السفير الامريكى فى تل ابيب

وأضاف "فريدمان فى كلمة ألقاها، أنه ينقل تهانى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إلى الشعب الإسرائيلى والحكومة بمناسبة تدشين السفارة الأمريكية للقدس.

وجاء ذلك فى وقت تشهد فيه الأراضى الفلسطينية المحتلة مواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلى عند الحاجز الأمنى بين قطاع غزة والجيش الإسرائيلى اسفر عن استشهاد العشرات من الفلسطينين وإصابة المئات.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن ضحايا المظاهرات بلغ عدد حتى الآن 41 شهيدًا بينهم 6 أطفال – بينهم طفلة أنثى - وشهيد من مسعفى الدفاع المدنى، فيما أصيب 1960 آخرين منهم 200 طفل و78 سيدة، وقد وصل 3 إصابات طفيفة بالرصاص المعدنى المغلف بالمطاط إلى مجمع فلسطين الطبى برام الله، موضحه أن هناك 28 حالة حرجة جداً من الجرحى و71 خطيرة، مشيرة إلى وجود 94 شهيدًا منذ مسيرات العودة (بينهم 11 أطفال) وأكثر من 11 ألفَ جريح، بينما هناك 131 شهيدًا منذ إعلان ترمب (بينهم 18 طفلاً وسيدة).

المواجهات فى الاراضى الفلسطينية المحتلة 

ومن جهتها، أعربت جمهورية مصر العربية فى بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الاثنين، عن إدانتها الشديدة لاستهداف المدنيين الفلسطينيين العزل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلى، وأكد البيان على رفض مصر القاطع لاستخدام القوة فى مواجهة مسيرات سلمية تطالب بحقوق مشروعة وعادلة، محذرا من التبعات السلبية لمثل هذا التصعيد الخطير فى الأراضى الفلسطينية المحتلة.

وأوضح البيان على دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وعلى رأسها الحق فى إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.