خالد صلاح يكتب: من تاريخ العقل والقوة

الأحد، 13 مايو 2018 10:00 ص
خالد صلاح يكتب: من تاريخ العقل والقوة الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مضخات مياه أثناء عبور خط بارليف
 
حفر النبى محمد، صلوات الله عليه، خندقا حول المدينة، كان العقل هو السلاح الذى حمى الدولة الوليدة، لم يراهن النبى على قوة الصحابة وجيش الملائكة الذى قاتل فى بدر، لقد فهم القائد درس «جبل أحد» جيدا، راهن فقط أن الدولة لا تحتمل غزوا مسلحا من قبائل الجزيرة، فاختار العقل، واختار حماية المجتمع من العدوان بالعقل، لم ينصت إلى الأصوات التى دعته للمواجهة المسلحة، ولا إلى حماسة الصحابة للجهاد المسلح، احتمى خلف الخندق حتى تنهار قوات الحصار دون مواجهة.
 
 
- من انتصر هنا، القوة أم العقل؟
طروادة فى الأسطورة اليونانية القديمة اختارت العقل، وتحصنت خلف الأسوار المنيعة فى مواجهة كل جيوش اليونان القادمة إليها من وراء بحر إيجة، كان اليونانيون لديهم كل عناصر القوة، يكفى أن الفارس المدعوم من الآلهة «أخيل» كان يقاتل فى صفوف الملك أجاممنون المهووس بالقوة، لكن حصون طروادة كسرت شوكة القوة اليونانية.
 
لكن المعركة حسمت لصالح اليونانيين حين استبدلوا القوة واختاروا مكانها العقل والحكمة والتخطيط، فبنوا حصان طروادة الشهير الذى مكن قوات اليونان من اختراق الأسوار القوية، أخفقت المجانيق والنيران والسيوف بينما نجح العقل.
 
 
- من انتصر هنا القوة أم العقل؟
ساق الرومان السيد المسيح إلى الصلب، المسيح كلمة الله المدعوم مباشرة من الرب نفسه بقوته وجلاله وقوته، المسيح الذى حمله الروح القدس إلى رحم العذراء مباشرة، كان يمكن للسماء أن تستخدم أقصى وأقسى عناصر القوة، لكن الصلب كان اختيارا عقليا قاد الدين الجديد نحو الانتصار، انتصرت كلمة الله بلا قوة، وانهزمت أمام ضعفها الإمبراطورية الأقوى عبر التاريخ، عجزت كل الجيوش أن تهزم هذا العقل اليسوعى الذى اختار أن يكون سلاحه التضحية لا البطش، الفداء لا القتل، انتصر يسوع، وانهزمت القوة التى ظنت أنها انتصرت بالقوة عند رفع الجسد على الصليب.
 
 
- من انتصر هنا.. القوة أم العقل؟
العقل هو من قاد الجيش المصرى لاختراع مضخات المياه عند العبور، كانت قوة إسرائيل مدعومة بترسانات السلاح من أقوى أمم الأرض، لكن العقل فرض واقعا جديدا فوق معادلات القوة، ثم صاغ العقل مشروع السادات للسلام، فاسترد الأرض دون استخدام للقوة، وبلا ترسانات سلاح وحوائط صواريخ.
 
 
 
- من انتصر هنا.. القوة أم العقل؟
لم تكن القوة وحدها عنوانا للنصر عبر التاريخ، كان العقل هو الجسر الوحيد، حتى لهؤلاء الذين لا يملكون القوة.
 
يمكنك أن تستلهم هذا الدرس التاريخى فى الحياة، فى العمل، فى الإدارة، فى المشاركة العامة، فى علاقاتك الاجتماعية، فى كل شىء وفى أى شىء.
 
عقلك هو سلاحك
 
وصبرك هو الحصن الذى يحتمى به هذا السلاح.
 
 //محبتى
 
 
حصان طروادة
 
 
السادات
 
اليوم السابع









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة