تحفة فنية معمارية بناها الملك رمسيس الثانى، عاشق بناء المعابد الجنائزية فى الدولة الفرعونية القديمة، وهو «معبدالرمسيوم»، والذى يضم عددًا من التماثيل الضخمة للملك رمسيس الثانى، وعددًا من النقوش التى تحكى طبيعة الحياة فى تلك الفترة من الدولة الفرعونية، حيث تسجل الصور والنقوش التى تزين جدار المعبد وقائع معركة قادش الشهيرة التى انتصر فيها الملك رمسيس الثانى على الحيثيين وكيفية تخطيطه للحرب، حيث يوجد من المعبد حاليًا بقايا تماثيل وأعمدة ضخمة تحطم جزء منها خلال الفترة الماضية، ومازالت أخرى موجودة حتى الآن.
.jpg)
أمر الملك رمسيس الثانى ببناء معبدالرمسيوم لكى يظهر عظمته ومكانته بين الملوك القدماء، حيث كان يحيط بالمعبد سور ضخم من الطوب اللبن، طوله 270 مترًا وعرضه 175 مترًا، وأغلب هذه المساحة مشغولة بالمخازن والمبانى الثانوية، حيث كان طول المعبد 180 مترًا وعرضه 66 مترًا، وعرف فى اللغة المصرية القديمة باسم «خنمت واست» بمعنى «المتحد مع واست» وأطلق عليه الأغريق اسم «ممنونيوم» ربما لتشابه تمثال رمسيس الثانى الضخم المقام بداخله بالبطل الأسطورى ممنون ابن تيثونس وآلهة الفجر ايوس. وكان المعبد يحمل فى العصور الفرعونية اسم «وسر ماعت رع» والذى كان ينطق «أوسى ما رع»، أما حاليًا فهو «معبدالرمسيوم» نسبة إلى رمسيس الثانى حيث خصصه لعبادة الإله آمون.
.jpg)
يقول صلاح الماسخ المفتش بآثار الأقصر، إن الفناء الأول المهدم حاليًا كان به صفان من الأساطين فى الجانب الجنوبى منه وكانت بمثابة صفى أمام قصر رمسيس الثانى الصغير الذى كان يتألف من صالة أساطين بها 16 أسطونا فى 4 صفوف، وتوجد فى واجهتها نافذة التجلى، وكذلك قاعدة العرش، وكان بها 4 أساطين فى صفين ويكتـنف صالة الأساطين وقاعة العرش العديد من الحجرات الجانبية، ويوجد خلف القصر أربعة بيوت للسيدات، كما كان يوجد بالفناء الأول صف من الأعمدة الأوزيرية لم يبق منها الآن إلا قاعدتا تمثالين للملك رمسيس الثانى، ويوجد فى مؤخرة هذا الفناء درج يوصل إلى مدخل الصرح الثانى وبقايا التمثال الضخم للملك رمسيس الثانى من الجرانيت الأسود، وقد صنع من قطعة واحدة، وبالرغم من أنه سقط وتهشم فإن بقاياه تدل على عظمته السابقة، فقد كان ارتفاعه حوالى 19 مترا، كما قدر وزنه بحوالى ألف طن تقريبًا، وعلى قاعدته مناظر تمثل الأسرى، ويحتمل أنه كان هناك تمثال آخر أمام البرج الأيمن للصرح الثانى.
.jpg)
ويقول الطيب عبدالله حسن، مرشد سياحى بالقرنة غربى الأقصر، إنه يحتمل أن ضخامة تماثيل كل من: أمنحوتب الثالث ورمسيس الثانى كانت هى السبب فى إطلاق اسم «ممنون» على هذه التماثيل، خصوصًا أن معبد تخليد ذكرى رمسيس الثانى قد شيد فى مكان غير بعيد من تمثالى ممنون.