سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12مايو 1971.. اجتماع قادة التنظيم الطليعى لوضع خطة لمواجهة السادات.. وشعراوى جمعة يعترف: «بدأنا متأخرين»

السبت، 12 مايو 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 12مايو 1971.. اجتماع قادة التنظيم الطليعى لوضع خطة لمواجهة السادات.. وشعراوى جمعة يعترف: «بدأنا متأخرين»

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استقل كل شخصين أو ثلاثة سيارة واحدة، وبدون السائقين لعدم لفت الأنظار إلى الاجتماع السرى والمهم لقيادة تنظيم «طليعية» الاشتراكيين، وهو التنظيم السرى الذى أنشأه جمال عبدالناصر داخل الاتحاد الاشتراكى، وكان شعراوى جمعة أمينة العام، بالإضافة إلى كونه وزيرا للداخلية، ويكشف «جمعة» فى «شهادة للتاريخ» إعداد «محمد حماد» عن «مركز الأهرام للنشر- القاهرة» أن الاجتماع كان فى مكتبه يوم 12 مايو «مثل هذا اليوم» 1971، ويؤكد: «فرضنا على الاجتماع قيودا كبيرة جدا من السرية، لأننا شعرنا فى الفترة الأخيرة بوجود متابعة لبعض تحركاتنا بواسطة بعض الأفراد الموالين لأنور السادات».
 
جاء هذا الاجتماع قبل ساعات قليلة من حسم السادات لصالحه للصراع بينه وبين المسؤولين الذين عملوا بجوار عبدالناصر، والمعروفة تاريخيا بـ«مجموعة 15 مايو»، وبعد يومين من اجتماع السادات بهم وتأكيده علنا على أنه لا توجد خلافات «راجع، ذات يوم 10 مايو 2018»، ويؤكد «شعراوى» أن الاجتماع ضم إلى جانبه من الوزراء وفى نفس الوقت قيادات بالتنظيم الطليعي، حلمى السعيد، سعد زايد، محمد فائق، سامى شرف، ومن أعضاء الأمانة الآخرين، أحمد شهيب، محمود أمين العالم، محمد عروق.
 
بدأ الاجتماع بشرح من شعراوى لتطورات الموقف الداخلى من أول شهر مايو، ويقول: «أطلعتهم على الأهداف التى يسعى أنور السادات لتحقيقها من وارء مناوراته، وشرحت لهم تفاصيل ما جرى فى إقالة على صبرى من منصبه نائبا للرئيس، وتحدثنا حول الصورة التى عليها الاتحاد الاشتراكى فى هذه اللحظة، وثورات الأعضاء ضد تصرفات أنور السادات وتحركاته الأخيرة، ثم شرحت لهم ماتم فى زيارة روجرز وزير الخارجية الأمريكية، وأكدت على أن موقف الأمريكان بصفة عامة، وكذلك فى التحركات الأخيرة لوزير خارجيتها فى المنطقة، ليس لها هدف غير تمييع القضية»، يضيف شعراوى: «أذكر أن مناقشاتنا انتهت إلى استنتاج قوى اتفقنا عليه جميعا وهو أن أنور السادات لا يريد المعركة، ويريد ضرب المؤسسات، وأنه خرج عن خط جمال عبدالناصر، وتراجع عن كل النقاط التى تم الاتفاق عليها أثناء ترشيحه، بل خرج عن كلمته التى قالها فى مجلس الأمة: «جئت على طريق عبدالناصر، وليس معى غير بيان 30 مارس، وهو دليل العمل».
 
كشف شعراوى فى آخر الاجتماع عن الحوار الذى دار بين السادات وجوزيف سيسكو وكيل وزير الخارجية الأمريكية فى اجتماعهما الذى لم يحضره أحد، وتم معرفة ما جرى فيه من حوار جرى بين سيسكو والقائم بالأعمال الأمريكى فى القاهرة «بيرجس»، وتم تسجيله سرا بأجهزة زرعتها الأجهزة الأمنية فى السفارة الأمريكية «راجع- ذات يوم 9 مايو 2018».
 
يشرح شعراوى رد الفعل الذى بدا على المشاركين فى الاجتماع: «ثارت ثائرة الحاضرين، وغضبوا جميعا، وقالوا لم يعد الأمر يتوقف عند حدود أنه لايريد المعركة، وأنه يسعى بشتى الطرق إلى تأجيلها بدون مبرر، لكنه بهذا الكلام الذى قاله لسيسكو يدخل نفسه فى خانة الخيانة»، ووسط ثورة الحاضرين من هول ماسمعوه للتو، أشار البعض إلى «ضرورة تدخل القوات المسلحة»، لكن تم رفض هذا الكلام، واتفقنا على ضرورة وضع خطة لمواجهة سياسية مع أنور السادات، وأن نتصدى لخطه وسياسته بالجماهير، وتوعيتها بأن السادات لا يريد المعركة، ويريد إلغاء المؤسسات القائمة، ويؤكد شعراوى، أنه لتنفيذ هذه الخطة وقع الاختيار على لجنة مكونة من، محمود أمين العالم، وعبدالهادى ناصف، ومحمد عروق، ويوسف غزولى، وعادل الأشوح تكون مهمتها اختيار الأفراد القادرين على حمل هذه الرسالة والتوجه بها إلى الجماهير والتصدى للسادات، وفى الوقت نفسه تقوم بفرز الأعضاء المترددين الذين بدأوا فى سياسة إمساك العصا من المنتصف، أو أولئك الذين أعلنوا انحيازهم للسادات».
 
يعترف «شعراوى» بأنهم تصوروا أن هذه الإجراءات التى تم إقرارها فى الاجتماع كافية، «لكن تطور الأحداث أثبت أننا للأسف الشديد كنا قد بدأنا متأخرين جدا، وللحق فقد سبقنا أنور السادات بخطوات كثيرة لتحقيق مخططاته»، ويكشف أنه بعد انتهاء اجتماعه بقادة التنظيم الطليعى، عقد اجتماعا آخر فى مساء اليوم نفسه «الأربعاء 12 مايو» مع مجموعة تنظيمية تتعامل معه مباشرة وكان معه محمد عروق، واستمر الاجتماع إلى ما بعد منتصف الليل وتم فيه مناقشة نفس القضايا التى أثيرت فى الاجتماع الأول».
 
انتهى هذا الاجتماع، ويؤكد شعراوى: «بدأنا متأخرين جدا، وكان السادات قد سبقنا، فقرر إقالتى فى اليوم التالى مباشرة 13 مايو 1971».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة