قال محمد جاد الزغبى، الباحث فى الشؤون الشيعية، إن هناك مصالح بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لا يوجد عداء بينهما كما يتصور البعض بسبب التلاسن الحاصل بين قيادات البلدين حاليا.
وسرد "الزغبى"، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، تفاصيل العلاقات بين واشنطن وطهران، قائلا: "من ينظر لتطور العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران سيجد أن المتاجرة بالشعارات هى سيدة الموقف منذ بداية السيطرة الأمريكية على إيران فى عهد الشاه، إذ تدخلت بالقوة الجبرية لإنقاذه من ثورة قومية بزعامة محمد مصدق، صاحب قرار تأميم منشآت النفط الإيرانية لصالح الشعب".
وأضاف الباحث فى الشؤون الشيعية: "عندما استهلك الشاه رصيده وفقد سيطرته لصالح الملالى بزعامة الخمينى، اتحد الغرب كله لتمكين الخمينى من القفز على مقعد السلطة فى إيران بالقوة الغاشمة، إذ جاء من باريس محفوفا بالحماية الغربية، وسكت عنه الغرب عندما أعدم واعتقل كل شركاء الثورة على الشاه، بل دمر قوة الملالى الكبار المخالفين له وانفرد بمنهج ولاية الفقيه وحده كحاكم مطلق".
وعن رؤيته لفكرة العداء، يقول الزغبى إنه "رغم شعارات العداء لأمريكا وإسرائيل التى انتهجها الخمينى، فقد كان أشد توثيقا للتحالف مع الأمريكيين من نظام الشاه نفسه، ويبدو أنه تعلم درس الشاه جيدا، الذى استهلكته أمريكا بالطاعة العمياء، فعمد لتقنين العلاقة بينهما اعتمادا على تناقض أساليب الحكم بين الحزبين الجمهورى والديمقراطى، ولهذا سارع بعقد تحالف موثق مع الجمهوريين بزعامة رونالد ريجان ضد نظام جيمى كارتر، ونفذ الخمينى اتفاقه مع ويليام جوزيف كيسى مدير حملة ريجان الانتخابية، لاستمرار حصار السفارة الأمريكية فى طهران وعدم المبادرة بحل الأزمة حتى تنتهى الانتخابات بنجاح ريجان، وهو ما تم بالفعل، وبعدها تولى وليام كيسى رئاسة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA لتصبح العلاقات الأمنية بين الجانبين على أعلى مستوى، وهو ما ساهم بعد ذلك فى أن يخالف الخمينى كل شعاراته المعادية لأمريكا ويقبل دعمها له بالسلاح الإسرائيلى ضد العراق فى الفضيحة الشهيرة المعروفة باسم إيران كونترا".
وتابع الباحث محمد جاد الزغبى: "رغم استمرار شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل فإن الولايات المتحدة وإسرائيل غضّتا الطرف تماما عن المشروع النووى الإيرانى حتى اكتمل، بينما المفاعل النووى العراقى أوزيراك تم إجهاضه بضربة عسكرية مباشرة من إسرائيل، فضلا على اغتيال قائد الفريق الدكتور يحيى المشد فى العاصمة الفرنسية باريس، وتم تحطيم الجيش العراقى نفسه بعد ذلك فى حرب الخليج، ونحن لا نحتاج لفت النظر لمدى الاختلاف فى رد الفعل الأمريكى فى الحالتين، ثم كان التنسيق الكامل بين الطرفين فى احتلال العراق بعد ذلك فى عهد جورج بوش وتسليمه لإيران تسليما كاملا، ناهيك عن استغلال السلاح النووى الإيرانى كفزّاعة مناسبة لاستنزاف ثروات الخليج بالبعبع الإيرانى الذى ما كانت لتقوم له قائمة لولا الدعم الأمريكى".
وأكد "الزغبى" أن الجارى على الساحة الآن بين طهران وواشنطن لا يمكن النظر له بمعزل عن هذه الحقائق، وبالتالى فإنه فى ضوء هذا يمكننا أن نفهم أن الاختلاف الواقع على الساحة بينهما، لو افترضنا جديته، سيكون اختلافا على الغنيمة بين اللصوص، بعدما تسببت أحداث سوريا والتحالف الروسى الإيرانى على كعكعة الغاز فى أن يشعر الجمهوريون بأن أطماع إيران زادت عن الحدود الموضوعة لها، وهذا هو المبرر الوحيد الذى يمكن أن يصل بالعلاقات بينهما للعصا الغليظة أو الحرب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة