الفرنسية: حماس تتبنى "المقاومة السلمية" فى مواجهة إسرائيل

السبت، 12 مايو 2018 09:25 ص
الفرنسية: حماس تتبنى "المقاومة السلمية" فى مواجهة إسرائيل زعيم حماس قى قطاع غزة يحيى السنوار
(أ ف ب)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتمد حركة حماس منذ أسابيع استراتيجية جديدة تتمثل فى دعم الاحتجاجات السلمية كأداة جديدة تختبرها فى مواجهة إسرائيل فى ما يبدو أنها وضعت بصورة مؤقتة الخيار العسكرى جانبا، بعد أكثر من عشرة أعوام من سيطرتها على قطاع غزة وثلاث حروب مدمرة.

وفى أول لقاء لزعيم حماس قى قطاع غزة يحيى السنوار مع وسائل الإعلام الأجنبية الخميس، قال انه لا يرى ضيرا من اقتحام آلاف الفلسطينيين السياج الحدودى مع اسرائيل خلال احتجاجات مقررة الاثنين والثلاثاء تزامناً مع افتتاح السفارة الأمريكية فى القدس وذكرى نكبة فلسطين.

ويرى محللون سياسيون ان حماس تسعى من خلال لجوئها إلى المقاومة السلمية إلى لفت انتباه العالم والضغط على حكومة إسرائيل لإنهاء حصارها المحكم الذى تفرضه على قطاع غزة منذ أكثر من عقد، دون المغامرة بالإنزلاق نحو حرب جديدة مع الدولة العبرية.

وتتهم إسرائيل حركة حماس التى تحكم القطاع الفقير وخاضت ثلاث حروب ضدها منذ نهاية 2008، باستخدام الاحتجاجات التى انطلقت فى ذكرى يوم الأرض فى 30 مارس، غطاء لإستخدام العنف.

ومنذ يوم الأرض، يتجمع الآلاف من الفلسطينيين بصورة أسبوعية فى إطار "مسيرة العودة" قرب الحدود للمطالبة بحقهم فى العودة إلى بلداتهم التى هجروا منها فى 1948. ولم يلجأ الفلسطينيون إلى إطلاق النار وإنما قاموا برشق الحجارة ودحرجة الإطارات المشتعلة باتجاه السياج الفاصل حيث يتمركز القناصة الإسرائيليون.

وقام متظاهرون بسحب جزء من الأسلاك الشائكة التى يضعها الجيش على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودى، متحدين الخطر عبر الإقتراب منه.

واستشهد 53 فلسطينيا وأصيب المئات بجروح برصاص القوات الإسرائيلية منذ بدء "مسيرة العودة"، ولم تسجل إصابات فى الجانب الإسرائيلى، وتوعدت اسرائيل بالتصدى لأى محاولة لتخريب السياج وتسلل المتظاهرين عبره.

وردا على سؤال عما يتوقعه من الاحتجاجات الاثنين والثلاثاء المقبلين، قال السنوار "لا أحد يستطيع أن يتصور ما الذى سيكون بالضبط، ولكن نستطيع أن نضمن شيئا واحدا وهو ان هذا الحراك سلمى".

وتساءل السنوار وهو الرجل القوى فى حماس "ما المشكلة عندما يكسر مئات الاف المواطنين السياج الفاصل، هذه ليست حدوداً"، مشيرا إلى أن إسرائيل لم ترسم حدودها.

وأضاف "لا أتوقع أن يقبل أحد بهذه الحالة فى القطاع لا يمكن ان نموت ببطء، وآمل الا نصل الى مرحلة للتفكير بخيارات أخرى".

وتواجه حركة حماس المسلحة عزلة متزايدة منذ سنوات بفعل الحصار. وتعتبر إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى حماس "منظمة إرهابية"، وتطالب بتخليها عن سلاحها والاعتراف بإسرائيل.

وتراجع الاهتمام العالمى بغزة بعد اندلاع الحرب فى سوريا واليمن بشكل خاص ومع تولى دونالد ترامب الحكم ووعده لإسرائيل بأن يكون أكبر داعميها فى تاريخ أمريكا.

ويقول استاذ العلوم السياسية جمال الفاضى أن "حماس اتجهت للاحتجاجات السلمية لأن الخيارات الأخرى مُكلفة لها وللشعب، الاتجاه نحو السلمية يحشد رأياً دولياً متعاطفاً مع القضية الفلسطينية وغزة وهو الأنسب فى هذه الظروف فى ظل غياب موقف عربى داعم أو حتى موقف دولى متعاطفلا أنه يؤكد أن "الخيارات محدودة أمام حماس".

ومن جانبه يقول استاذ العلوم السياسية فى جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة "اقتنعت حماس أن المقاومة المسلحة غير مجدية فى الوقت الحالى على الأقل، أى المواجهة المسلحة لن تكون فى صالح الفلسطينيين وحماس".

الا انه يتابع "ليس واضحاً أن التظاهرات السلمية خيار إستراتيجى لحماس لأن هناك عناصر مؤثرة فى الحركة لم تسقط المقاومة المسلحة".

ومن جانبه يقول القيادى فى حماس باسم نعيم "لسنا هواة موت وشعبنا يحب الحياة والاستقرار والسلام، إذا كانت هناك إمكانية لتحقيق اهدافنا بالطرق السلمية والقانونية سنفعل ذلك، ان لم يكن ذلك متاحا فمن حقنا المقاومة بكل الطرق".

ويتابع "المطلوب فورا كسر ورفع الحصار بدون شروط".

وأكد السنوار الخميس أن الاحتجاجات "ستتواصل وليس لها سقف زمنى محدد"، مؤكدا أن الأوضاع فى القطاع "صعبة، ولا يستطيع شعبنا أن يصبر أكثر من ذلك".

وحذرت الأمم المتحدة من أن القطاع الذى يتجاوز سكانه المليونى نسمة على وشك الإنزلاق إلى كارثة إنسانية إذ يعانى من أزمات حادة فى الكهرباء والمياه والصحة والتلوث البيئى.

ومع توقع تجمع الآلاف على طول الحدود الاثنين والثلاثاء ومخاوف من أن يحاول متظاهرون اقتحام السياج الفاصل وأن يؤدى ذلك الى مزيد من إراقة الدماء، أعرب السنوار عن الأمل إلا تطلق إسرائيل النار على "الاحتجاجات "السلمية". ولكن نعيم قال "إذا إتجه الاحتلال نحو التصعيد فى العدوان فالمقاومة جاهزة للرد".

ويقول أبو سعدة "لا أرى اى افق الا إذا صار حمام دم وسقط آلاف الشهداء للضغط على إسرائيل، حينها فقط يمكن إيجاد حل للحصار"، وتاتى هذه الاحتجاجات فى حين بات من الواضح فشل حماس فى تحقيق المصالحة مع حركة فتح بزعامة محمود عباس رغم الاتفاق الموقع بينهما فى 12 اكتوبر الماضى.

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة