اقرأ ما كتبه أحمد حسن الزيات فى العدد الأول من الرسالة

السبت، 12 مايو 2018 03:24 م
اقرأ ما كتبه أحمد حسن الزيات فى العدد الأول من الرسالة أحمد حسن الزيات
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يحسب للأديب الكبير أحمد حسن الزيات، الذى تمر اليوم ذكرى رحيله الـ50 أنه رأس تحرير واحدة من أهم المجلات الثقافية فى مصر والعالم العربى وهى مجلة الرسالة التى صدر عددها الأول فى 15 يناير 1933.
 
وبهذه المناسبة نستعرض المقدمة التى كتبها الزيات وصدر بها العدد الأول، حيث يقول: وأخيراً تغلب العزم المصمم على التردد الخوار فصدرت الرسالة: وما سلط على نفوسنا هذا التردد إلا نُذُر تشاع وأمثال تروى، وكلها تصور الصحافة الأدبية فى مصر سبيلا ضلت صواها وكثرت صرعاها فلم يوفِ أحد منها على الغاية، والعلة أن السياسة طغت على الفن الرفيع، والأزمة مكنت للأدب الرخيص، والأمةمن خداع الباطل فى لَبْس من الأمر لا تَمَّيز ما تأخذ مما تدع! فلما تناصرت على هذه الوساوس حجج العقل، ونوازع الواجب، وعِدَات الأمل، أُصبحت الأسباب التى كانت تدفع إلى النكول بواعث على الإقدام وحوافز للعمل، لأن غاية (الرسالة) أن تقاوم طغيان السياسة بصقل الطبع، وبهْرجَ الأدب بتثقيف الذوق، وحيرة الأمة بتوضيح الطريق.
 
أجل هذه غاية الرسالة! وما يَصْدِفنا عن سبيلها ما نتوقع من صعاب وأذى، فإن أكثر الناهضين بها قد طووا مراحل الشباب على منصة التعليم، فلا يعييهم أن يُخلقوا بُرْد الكهولة على مكتب الصحافة، والعملان فى الطبيعة والتبعة سواء، ومن قضى ربيع الحياة فى مجادب ذلك، لا يشق عليه أن يقضى خريفها فى مجاهل هذا!
 
أما مبدأ الرسالة فربط القديم بالحديث، ووصل الشرق بالغرب. فبربطها القديم بالحديث تضع الأساس لمن هار بناؤه على الرمل، وتقيم الدَّرَج لمن استحال رقيه بالطفور! وبوصلها الشرق بالغرب تساعد على وجدان الحلقة التى ينشدها صديقنا الأستاذ أحمد أمين فى مقاله القيم بهذا العدد. 
 
والرسالة تستغفر الله مما يخامرها من زهو الواثق حينما تَعِد وتتعهد. فإن اعتمادها على الأدباء البارعين والكتاب النابهين فى مصر والشرق العربى، واعتصامها بخلصانها الأدنين من أعضاء لجنة التأليف والترجمة والنشر، وهم صفوة من خرَّجت مصر الحديثة فى مناحى الثقافة، إذا اجتمعا فى نفسها مع ما انطوت عليه من صدق العزم وقوة الإيمان أحدثا هذه الثقة التى تِشيع فى الحديث عن غير قصد.
 
على أن للرسالة من روح الشباب سندا له خطره وأثرهُ، فإنهم أحرص الناس على أن يكون لثقافتهم الصحيحة مظهر صحيح. وما دامت وجهة الرسالة الأحياء والتجديد، وطبيعة الشباب الحيوية والتجدد، فلا بد أن يتوافيا على مشروع واحد!
 
فإلى أبناء النيل وبَردى والرافدين نتقدم بهذه الرسالة، راجين أن تضطلع بحظها من الجهد المشترك فى تقوية النهضة الفكرية، وتوثيق الروابط الأدبية، وتوحيد الثقافة العربية، وهى على خير ما يكون المخلص من شدة الثقة بالمستقبل.
 
 
003

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة