دائما نعانى من القصور فى النظرة، دائما نفكر تحت أقدامنا ونبحث عن مهرب من المسئولية، ثقافتنا " خلينى مدارى" رغم أن هذه المداراة قد تكلفنا الكثير وهذا التهرب من المسئولية قد تكون عاقبته كارثية، لكن ماذا نفعل فى العقلية المصرية الغريبة.
هذه العقلية نفسها هى التى يتعامل بها البعض داخل مؤسسات الدولة فى مواجهة جماعة الإخوان الإرهابية ، فالكل اكتفى بما يقوم به بالجيش والشرطة فى التصدى للخلايا الإخوانية ومطاردة المسلحين واقتحام أوكارهم الإرهابية وإفساد مخططاتهم ، ولم يفكر أحد من المسئولين أو المؤسسات الأخرى فى ممارسة دوره الطبيعى فى تلك المواجهة.
لأن القضية بالتأكيد مع هذا التنظيم الإجرامى ليست فقط من يحملون السلاح منه أو من ينفذون مخططاته الإجرامية لنشر الفوضى، فلو كان هؤلاء هم الخطر الوحيد لكان كافيا لمواجهتهم والقضاء عليهم رجال الجيش والشرطة الذين لا ينامون ويضحون بأنفسهم من أجل تأميننا.
لكن القضية أكبر وأخطر ، القضية للمرة الألف هى لعبة العقول وغسيل المخ التى ما زال هذا التنظيم يمارسها بوسائل مختلفة بهدف تجنيد أجيال جديدة وضمهم الى التنظيم الإرهابى ، ولم يتحرك أحد من أى مؤسسات مصرية مسئولة عن الفكر والثقافة والتعليم لمواجهة هذا المخطط الذى يتم على مستوى كبير وفى أماكن كثيرة وعبر مؤسسات تحمل أسماء لا ترتبط بالإخوان حتى تتحرك بحرية وتمارس مهامها فى التجنيد دون أن يدرى عنها أحد شيئا.
هذا المخطط الإخوانى الخبيث يتم من خلال ما يسمى بلجان الأشبال داخل التنظيم الإرهابى الذى ما زال يصر على الإختراق المجتمعى وإصطياد الطلبة والنشء فى سن مبكر للسيطرة عليهم وللأسف يفعل هذا بكل حرية لأنه لم يجد من يتصدى له من تلك المؤسسات المسئولة عن هذه المواجهة والتى بدلا من أن تستوعب الشباب فى هذه السن المبكرة من خلال برامج ودورات، تتركهم فريسة لهذا التنظيم ومن على شاكلته.
واحدة من أبرز الحيل التى يستخدمها التنظيم الإخوانى فى التجنيد للطلبة ما يسمى بأكاديميات تنمية المهارات المغرية جدا للشباب حيث تروج لهم وهم إكسابهم مهارات عصرية وتأهيلهم للحياة والتفوق، وتحت تأثير الفراغ وفى الوقت نفسه الإغراءات التى تقدمها تلك الأكاديميات يسعى اليها الشباب لتبدأ مهمتها فى " غسل الدماغ" عبر تدريس الأفكار والمناهج الإخوانية بشكل غير مباشر وبحجة انها تعلمهم مفاهيم النجاح مثل الصفات الواجب على المسلم التحلى بها، أو أهمية العمل الجماعى، والثقة بالنفس، وتنظيم الوقت.
ثم تبدأ تلك الأكاديميات فى المرحلة الأخرى وهى تنظيم أنشطة ثقافية ودورات الكترونية ورحلات داخلية تكون أشبه بمعسكرات التجنيد السرية لهؤلاء الشباب من خلال بث المزيد من الأفكار الإخوانية الأكثر تعمق.
وجزء من هؤلاء الشباب يتم انتقاؤهم لتنظيم رحلات خارجية لهم بدعوى أنها رحلات تدريبية راقية، وتكون الوجهة دائما إلى تركيا أو ماليزيا، حيث يتواجد عناصر التنظيم الإخوانى بكثرة، وهناك يتم استكمال مهمة التجنيد بعد تأهيل المستهدفين عقليا وفكريا.
الأمر ليس حديثا فى الهواء، وإنما مخطط يتم على الأرض عبر أكاديميات يمكن أن يكون بعضنا سمع بها أو سنسمع عنها قريبا إن لم ننتبه، وتحمل أسماء يصعب أن نربطها بالإخوان مثل " ليدرز" أو نوح أو جيل أو متميزون أو 3d .
وكل هذه الأكاديميات وغيرها كثير فى مناطق مختلفة والتى تكثف نشاطها بشدة فى المدارس والأندية الرياضية لاصطياد الشباب تحصل رسوما بشكل عادى جدا ممن يرغبون فى دوراتها التدريبية حتى لا يشك فى أمرها أحد، لكنها فى الوقت نفسه ممولة بمبالغ ضخمة من أجل تنفيذ برامج إبهار وإغراء للشباب للسيطرة عليهم وغسل عقولهم بسهولة.
هذه الأكاديميات والتى يديرها ويشرف على عملها الإخوانى الهارب الى قطر محمود جمال الدين شعراوى ، وإن كان ظاهرها المغرى هو التدريب والتأهيل لكن باطنها الذى خطط له الإخوان هو التجنيد والتأهيل للإخوان وليس للعمل، فهل ننتبه ونتحرك ونتحرى الدقة فى طريقة عمل هذه الأكاديميات ومن يعملون بها ومن منحها التراخيص ، وهل نجد خطط حكومية وبرامج من وزارات الشباب والثقافة والتعليم لإستيعاب الطلاب خاصة فى فترة الإجازة الصيفية التى تنشط فيها أكاديميات الشر الممولة لتخريب عقول أبناء مصر .
هل تدرك مؤسسات الدولة والمجتمع المدنى الوطنية أن كل شاب أو طالب تركناه لهذه الأكاديميات هو للأسف مشروع إرهابى جديد يتم تصنيعه بإهمالنا وقد يقتلنا يوما ما .
انتبهوا ايه السادة وتحملوا المسئولية كما يتحملها بشجاعة رجال الجيش والشرطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة