أكرم القصاص - علا الشافعي

صور.. انهيار تاريخى لعملة إيران.. التومان يصل لأدنى مستوى له على مر العصور.. الدولار = 6300 تومان.. و10 عوامل تشرح علاقة الاتفاق النووى بالكارثة الاقتصادية.. وتوقعات بوقوف الحرس الثورى وراء التجارة فى الدولار

الإثنين، 09 أبريل 2018 09:30 م
صور.. انهيار تاريخى لعملة إيران.. التومان يصل لأدنى مستوى له على مر العصور.. الدولار = 6300 تومان.. و10 عوامل تشرح علاقة الاتفاق النووى بالكارثة الاقتصادية.. وتوقعات بوقوف الحرس الثورى وراء التجارة فى الدولار التومان الإيرانى
كتب: محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شهدت العملة الإيرانية "التومان"، انخفاضا تاريخيا اليوم الإثنين بعد أن وصل سعر الصرف مقابل الدولار إلى 6300، وهو أدنى مستوى لعملة البلاد الغنية بالنفط على مر العصور، إذ فقدت العملة فى الأشهر الستة الأخيرة فقط نحو 30% من قيمتها؛ لأسباب تتعلق بالسياسات الداخلية المصرفية والسياسات الخارجية لطهران التى تنفق ـ بالدولار ـ بسخاء على تمويل الحروب والنزاعات والعمليات الانفصالية فى اليمن وسوريا والعراق وغيرها.

 

467769ad-ce94-4b29-a602-6c7bd3852742
 

سعر الإقفال فى تعاملات اليوم بمكاتب الصرافة فى إيران

 

من خلال النقاط العشرة التالية نوضح أسباب هذا الانهيار الرهيب فى سعر الصرف وفارق القيمة بين سعر البنك المركزى الذى حدد الدولار بـ3781 تومانًا، بينما بلغ السعر فى السوق السوداء ضعف هذا الرقم، مع توقعات بأن تشهد العملة انهيارا متزايدا فى الأيام المقبلة.

 

أولا: زيادة الطلب على الدولار خلال أيام عيد النوروز (بداية العام الشمسى الفارسى الجديد 21 مارس) إذ يفضل مئات آلاف من الإيرانيين قضاء عطلتهم خارج البلاد، فضلا عن حاجة التجار والمستوردين إلى العملة الأمريكية؛ لشراء السلع والمنتجات اللازمة للأعياد من خارج البلاد.

 

ثانيا: أسباب الانهيار الاقتصادى منها ما له علاقة مباشرة بالسياسات المصرفية للدولة ومنها ما له علاقة بمجموعة اعتبارات أخرى مؤثرة فى الاقتصاد والناتج المحلى الإجمالى مثل الجفاف وبوار الأراضى والذى يترتب عليه ارتفاع أسعار الخضر والفاكهة فضلا عن مشاكل قطاع الصناعة، وتوقف أغلب المصانع بسبب الاضرابات العمالية وترك الحرفيين المصانع واتجاههم إلى التجارة.

 

صورة الخمينى تتصدر التومان الإيرانى المنهار
صورة الخمينى تتصدر التومان الإيرانى المنهار

 

ثالثا: تناقض السياسات المالية بين الحكومة (حسن روحانى والمجموعة الاقتصادية) والحكام الفعليين للبلاد (مؤسسة المرشد ـ البنك المركزى ـ الحرس الثورى)، فحسن روحانى يرى فى ضرورة اللجوء إلى الاقتصاد النيوليبرالى الأكثر انفتاحا على النظام المالى العالمى، بينما يود على خامنئ الاعتماد على نظام "الاقتصاد المقاوم" وطبعا ـ وفقا للأوزان النسبية وللدستور ـ كلمة المرشد والحرس الثورى هى العليا.

 

رابعا: هذا هو السبب الذى جعل حسن روحانى يقدم خطة إصلاح اقتصادية إلى مجلس الشورى (البرلمان) يوم 19 ديسمبر الماضى أدت إلى نشوب موجة الاحتجاجات العارمة فى يوم 27 ديسمبر والممتدة حتى الآن.

 

خامسا: هناك مجموعة من العوامل الضمنية المؤثرة على عدم استفادة إيران من الاتفاق النووى، ومن فارق الميزان التجارى ومن إجمالى الصادرات، وهو أنها تبيع بضائعها بالآجل واليورو (وليس الدولار) وأحيانا كثيرة تبيع النفط عن طريق المقايضة مع السلع الأخرى للدول (الهند على سبيل المثال) وهذا كان أحد أهم أسباب اعتراض الراحل هاشمى رفسنجانى على سياسات البلاد المالية، وقد قال مرة إن "الهنود يضحكون علينا".

 

الدولار مقابل التومان
الدولار مقابل التومان

 

سادسا: بعض الإجراءات الدولية المترتبة على العقوبات الدولية مثل حرمان إيران من استخدام نظام التبادل المصرفى الدولى "سويفت"، لذلك إذا زرت إيران لن تتمكن من استخدام "الفيزا كارت" وستكون مضطرا لأخذ أموال كاش معك.

 

سابعا: تخوف رؤوس الأموال والمستثمرين من الذهاب إلى إيران والاستثمار فى البلاد بسبب حالة عدم اليقين حول سياسات الحكومة وقوانين الاستثمار الأجنبى والغموض الكبير حول اندماج البلاد فى النظام المالى العالمى وترقب لمرحلة ما بعد قرار ترامب المتوقع يوم 12 مايو.

 

ثامنا: البنك المركزى الإيرانى لديه 94 مليار دولار احتياطى نقدى، فضلا عن الديون المستحقة لإيران عند الصين والهند والعراق وعدد آخر من الدول التى تتعامل معها، وليس من المتوقع انهيار العملة أكثر من ذلك على مستوى السعر الرسمى طالما الدولة تدعم العملة وتتدخل فى سعر الصرف.

 

مواطن إيراني يوضح الفارق بين الدولار والتومان
مواطن إيراني يوضح الفارق بين الدولار والتومان

 

تاسعا: أساس المشكلة فيما يتعلق بالسوق السوداء هو المضاربات التى يلجأ إليها تجار العملة، وهو طبعا عمل غير قانونى وغير أخلاقى جعل الناس لديهم فوبيا من الاحتفاظ بعملتهم المحلية، المعلومات الميدانية تفيد أن المضاربات تلك تتم بعلم وبتنسيق مع الحرس الثورى للحصول على الدولار من منازل المواطنين، وبالتالى فإن الاستنتاج الأكثر منطقية يقوم على أن الحرس الثورى هو الذى يدير تلك العملية للحصول على ما يمول به مشروعاته الخارجية فى اليمن وسوريا وغيرهما.

 

عاشرا: تعود أهم الأسباب إلى تخوف المواطنين من انهيار كارثى مضاعف ـ يفوق هذا الانهيار ـ بعد أن ينسحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق النووى ويصدر قرارا بإعادة العقوبات مرة أخرى على البلاد، يوم 12 مايو المقبل؛ لأن النظام لم يستجب إلى دعوات التفاوض بخصوص البرنامج الصاروخى الباليستى وتعديل الاتفاق والكف عن إمداد الحوثيين بالصواريخ فى اليمن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة