قالت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، أن فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجرى الذى من المتوقع أن يقود حزبه للفوز فى الانتخابات البرلمانية، غدا الأحد، هو نفسه ذلك المعارض الليبرالى الذى تحول إلى بطل يمينى متشدد ليس داخل المجر فقط ولكن فى أنحاء أخرى من أوروبا.
وتروى الصحيفة فى تقريرها السبت، كيف بدأ أوربان حياته السياسية خلال الأيام الأخيرة للشيوعية فى المجر كمنشق ليبرالى يسعى لطلب منحة مالية لتمويل أبحاثه عن الديمقراطية الشعبية عام 1988 من مؤسسة يديرها رجل الأعمال المجرى الأمريكى جورج سوروس.
وتشير إلى أن أوربان، يقود حزبه للفوز بالإنتخابات البرلمانية، ليس كرجل دوله موالى للغرب كما كان يبدو مسبقا، ولكن كبطل لليمين المتشدد وكسوط للمجتمع المدنى، بما فى ذلك مؤسسة سوروس، وتجسيد لوعد الليبرالية الفاشل فى أوروبا الشرقية ما بعد الحرب الباردة.
وتقول الصحيفة أن المجتمعات فى جميع أنحاء أوروبا الوسطى والشرقية تهيمن عليها شخصيات مشابهة - بعضها من قبل سياسيين مثل أوربان، فقدوا الاهتمام بالمشروع الديمقراطى الليبرالى الذى أعقب انهيار الشيوعية عام 1989، وآخرون من قبل أولئك الذين لديهم دوافع مختلفة مستغلين تنامى سخط الناخبين من الليبرالية.
وقال جيرى بيهى، أحد كبار مساعدى فاكلاف هافيل، أول رئيس للتشيك، "إنها ظاهرة على مستوى المنطقة.. فلقد أثبتت الديمقراطية أنها مشروع صعب للغاية على هذا الجيل من السياسيين".
وتضيف أن فى أوائل التسعينات، مع دخول المنشقين البارزين مثل هافل وليخ فاليسا فى بولندا، كان من المفترض على نطاق واسع أن المنطقة سوف تنتقل بشكل طبيعى إلى دول ديمقراطية واقتصادات السوق. وتوقع الناخبون أن تتطابق مستويات المعيشة مع تلك الموجودة فى أوروبا الغربية، خاصة مع انتقال العديد من الدول الشيوعية السابقة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى.
وقد ازدادت الحريات الشخصية والثروة، ولكن الطبيعة الفوضوية لهذه العملية، بالإضافة إلى الأزمة المالية العالمية عام 2008، كانت تعنى أن التوقعات غالباً ما تتجاوز التقدم. فى بعض البلدان، كان ينظر إلى خصخصة أصول الدولة على أنها تفيد المستثمرين الأجانب والسياسيين الفاسدين، فى أكثر الأحيان، من المواطنون العاديون.
وقد شعر السياسيون بالمزاج العام وتحولوا نحو اليمين، وهو ما شهدته التشيك وبولندا مؤخرا، لكن لا أحد يجسد الإتجاه الغاضب من أوروبا الشرقية ما بعد الشيوعية أكثر من فيكتور أوربان الذى كانت رحلة تحوله من أكاديمة ليبرالى ‘إلى شعبوى غير ليبرالى هى الأكثر قوة من معاصريه فى المنطقة. فاستخدم منحة سوروس لدراسة تاريخ المجتمع المدنى فى جامعة أكسفورد، وحارب الشيوعية كمنشق من وراء الستار الحديدى، ومن ثم كسياسى يمين الوسط ساعد فى توجيه المجر إلى الاتحاد الأوروبى وحلف شمال الأطلسى.
والآن أصبح أوربان بطلاً شعبوياً بالنسبة لستيفن بانون، المخطط الاستراتيجى السابق لدى البيت الأبيض. وهذا التحول هو موضع نقاش واسع حيث يعتقد بعض المعاصرين أنه تحول أيديولوجى ويرى أخرون أنه أستاء من الليبراليين الكوزموبوليتانيين، لكن الأغلب يشعر أن تحول أوربان كان رد واقعى لمشهد السياسة المجرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة