أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد الدسوقى رشدى

من يطرق على أبواب عودة الإخوان؟

السبت، 07 أبريل 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
دائما وليس أحيانا يأتى رد الفعل على فعل ما، خير رادع لكل من يفكر فى ارتكاب الفعل يوما ما، تكرار رد الفعل الغاضب على طرح ما سواء كان سياسيا أو فكريا رسالة حاضرة ومستقبلية فى وجه كل من يفكر فى إعادة الطرح طمعا فى ظهور أو تحقيقا لمصلحة، من هنا يمكنك القول إن طرح فكرة المصالحة مع الإخوان كان فعلا لابد منه، حتى يقرأ من لم يجيد قراءة عقول المصريين رد فعل الغاضب والرافض للفكرة من الأساس.
 
على مدى السنوات الماضية حاول بعض من أهل الإعلام والسياسة والنخبة المصرية طرح فكرة المصالحة مع الإخوان بعضهم فعل ذلك على سبيل النقاش الفكرى، وبعضهم أطلق دعوته بحثا عن مكانا بين الضوء، وجزء ثالث ألقى بطرحه بين الناس لإرضاء أطراف معينة، بعضهم تحدث عن مصالحة واضحة، وكثير منهم تحدثوا عن مصالحة بشروط، ولهم جميعا وصلت رسالة واحدة واضحة وصريحة بتوقيع الشعب المصرى لا مصالحة مع الإخوان، ولا قبول لفكرة تقسيم الجماعة إلى حملة سلاح وأهل دم، ومنظرين وأهل استديوهات وشباب لأن الفئة الأولى كان تقتل وتخرب، والفئة الثانية تشجع وتحتضن وتحرض وتشمت، لذا يبقى السجن مناسبا لأهل الفئة الأولى ويبقى النبذ متوافقا مع أداء عناصر الفئة الثانية.
 
الملخص المفيد من كل تجارب أطروحة المصالحة مع الإخوان السابقة أنه لا أحد فى مصر يريد المصالحة مع الإخوان، ولا أحد هنا مقصود بها الشعب قبل الدولة.
 
ما يحدث على الأرض فى مصر الآن يخبرنا بأنه لا عودة قريبة للإخوان، وتلك قضية يتفق عليها الطرفان دون تنسيق الشعب والسلطة الحاكمة، ويرعى هذا الاتفاق دماء الشهداء ومشاهد الفوضى وفيديوهات التحريض والكراهية والشماتة والغل الإخوانى ضد مصر والمصريين.
 
الطرح الأخير لفكرة المصالحة مع الإخوان لم يكن مباشرة ولم يكن واضحا مثلما حدث فى مرات سابقة، ولكنه يدور فى نفس الفلك على طريقة بالونة الاختبار أن وجدت القبول، انتقلنا تحت مظلة ضوضاء فرقعتها إلى المرحلة الثانية وهكذا، هذه المرة كان نجم الشباك هو عماد الدين أديب لم يتحدث صراحة عن المصالحة، ولكنه طرح فكرة الحوار الذى يهدف إلى احتواء المتعاطفين مع الإخوان ولكنه أساء شرح فكرته فى حضرة محاور أساء الفهم أو ربما تعمد انتزاع اللقطة من فم الرجل ومن بين كلماته، وهذا أمر يخص نوايا المحاور، أما يخص طرح عماد الدين أديب فقد غاب عنه القراءة الصحيحة لعدة أمور أولها كان واضحا جدا فى أن عماد الدين أديب لم يدرس تجارب طرح فكرة المصالحة السابقة وردود فعل الناس عليها، وبالتالى لم يؤسس أرضية صلبة يستطيع الانطلاق من خلالها للدفاع عن فكرته التى هزمت قبل أن يمر الليل على ميلادها.
 
الأمر الثانى هو السطحية وتلك مشكلة أغلب من يقدمون أنفسهم عالمون ببواطن تنظيم الإخوان المسلمين وهم لا يعلمون عن الجماعة سوى القشور، أخطأ عماد الدين أديب فى شرح المستويات الإدارية وأنواع العناصر الإخوانية وترتيبها داخل التنظيم، ثم أخطأ حينما حاول أن يقدم طريقة للتعامل مع عناصر الإخوان تناسب وضعا وظرفا سياسيا واجتماعيا مستقرا كان يمكن أن يفلح قبل 30 يونيو، لأن الفوارق الإدارية التى كان يتحدث عنها بخصوص المحب للإخوان أو المتعاطف معهم أو العضو التنظيمى كلها ذابت بعد أن رفع الإخوان شعار حرق مصر انتقاما لإزاحة مرسى من السلطة، بعد أن اكتشف الناس بأنفسهم أن الجماعة وعناصرها بعضهم يقتل وبعضهم يمول وبعضهم يهدد وبعضهم يحرض وبعضهم يشمت، وبالتالى وجدوا أنفسهم أمام لعبة تقسيم أدوار تجعل التعامل مع الإخوان ككتلة واحدة أمر حتمى.
 
لم يقرأ عماد الدين أديب رسائل حسن البنا جيدا على ما يبدو، لأن فى كثير من سطور مؤسس جماعة الإخوان اعترافا بأهمية فئة المحبين أو المتعاطفين الذى أراد عماد الدين أديب خلع ثوب الإخوان عنهم، فلو عاد إلى أدبيات الإخوان لأدرك أن الجماعة فى أوقات محنتها تعتمد على المحبين وتديرهم لصالحهم، وكان البنا يقول دائما إن المحبين والمتعاطفين هم العامود الذى تتكئ عليه الجماعة وقت الهزيمة، لذا يبدو الطريق الصالح هو إلغاء فكرة التعامل مع الإخوان كطرف تسعى الدولة للتفاوض أو التصالح معه، هو طريق واحد مظلته القانون والتشريعات يسير عبره كل إخوانى بعد أن يخلع عنه ثوب الجماعة ويرتضى أن يعيش فى هذا الوطن وفق ضوابطه وشروطه ومعاييره وقوانينه لا وفق لتصورات جماعة لأنه لا وجود لجماعة الإخوان فى المستقبل المصرى.
 
لذا لا تقلق لن تحدث المصالحة، ولكن تبدو الأمور فى حاجة إلى دراسة ملف أهم، وهو غلق الباب أمام أى عودة مستترة للإخوان، وأبواب الإخوان معروفة، العودة من باب الإضطهاد والمظلومية وربما يكون أضعف الأبواب لأن الناس فى شوارع مصر أصبحت على يقين من دموية الجماعة وإرهابها وعنفها وطمعها، ثم باب الدين وهو أيضا مغلق بقوة لأن الخطاب الإخوانى الدينى فضحته ممارسة السنوات الماضية بجلاجل، ثم باب النشاط الاجتماعى والتغلغل داخل المساجد وهو مايحتاج إلى سيطرة أكبر من الأوقاف على المساجد والزوايا الصغيرة ونشاط أكبر من المجتمع المدنى، حتى يقطع طريق عودة الإخوان عن طريق مساعدة الفقراء وغيرهم، ثم يتبقى باب السياسية والإعلام الذى يحتاج إلى ملء مساحات الفراغ الموجودة حتى لا يصدر لك الإخوان وجوها تحصل على الشهرة وتكسب شعبية وتمهد لهم الأرض قبل أن تخلع القناع ونكتشف خدمتها فى مكتب الإرشاد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ATEF

المخدوعين وليس المتعاطفين

ما فهمته من الأستاذ عماد أديب هو يقصد المخدوعين فى أخوان الشياطين وليس المتعاطفين مع العلم بأن المخدوعين كثر .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة