أدانت محكمة فى سول، اليوم الجمعة، الرئيسة الكورية الجنوبية المعزولة بارك جون هيه، بإساءة استخدام السلطة وتلقى رشى بالإكراه، وجاء قرار المحكمة بسجن الرئيسة المعزولة بارك جون هيه 24 عاما صادما فى الوسط السياسى الكورى الجنوبى، وعلى الصعيد الشعبى أيضًا، حيث أشعل الحكم الغضب الشعبى بين مؤيدى الرئيسة المعزولة لتجتاح العاصمة سول مظاهرات عارمة، تأييدًا لرئيسة كوريا الجنوبية المعزولة بارك جون هيه، بعد أن قضت المحكمة بسجنها فى فضيحة فساد.
ومن جهته، قال القاضى كيم سي-يون، "إن المتهمة مذنبة بإساءة استخدام السلطة"، مضيفًا أن "بارك"، أجبرت شركات على التبرع بإجمالى 77.4 مليار وون (72 مليون دولار) لمؤسستين تسيطر عليهما صديقتها المقربة "شوى سون-سيل"، ومن المقرر أن يتم النطق بالحكم بعد صدور القرارات بشأن التهم الأخرى التى تواجهها، فيما لم تحضر الرئيسة السابقة جلسة اليوم الجمعة.
أحد المتظاهرين يحمل صورة بارك جون هيه
وفور صدور حكم المحكمة بسجن رئيسة كوريا الجنوبية السابقة، اندلعت تظاهرات عارمة، اليوم الجمعة، فى العاصمة سول، تأييدًا لـ"بارك جون هيه"، التى مازالت تتمتع بنفوذ سياسى وشعبى لدى قطاع كبير من مؤيديها اللذين خرجوا فى مظاهرات عدة منذ عزلها من منصبها وخضوعها للمحاكمات، وذلك فى وقت تخرج فيه مظاهرات مضاده مناهضة لفساد الرئيسة المعزولة.
وجاءت تلك المحاكمات بعد أن توصلت النيابة العامة فى كوريا الجنوبية، إلى أن "بارك" تواطأت مع صديقتها تدعى "تشوى" فى جمع ملايين الدولارات كتبرعات قسرا من الشركات الكبرى لتأسيس مؤسستين ثقافية ورياضية، ووصفت النيابة العامة هذه التصرفات بأنها انتهاك لحقوق الشركات التى يكفلها الدستور المتمثلة فى حرية الإدارة وحق التصرف فى الملكية، معتبرة أن استلام مبالغ هائلة من شركة "سامسونج"، هو رشوة مقدمة من نائب رئيس الشركة "لى جيه يونج" عن طريق تواطؤها مع "تشوى".
تظاهرات
وأشارت النيابة العامة، إلى أن سامسونج اضطرت للتبرع بالمبلغ لتأسيس المؤسستين، غير أنه فى نفس الوقت يعتبر رشوة قدمتها طمعًا فى تلقى دعم الحكومة لمرحلة توريث "لى" حق إدارة الشركة، فيما أشار قاضى التحقيقات، إلى أن ضمن أسباب إصدار مذكرة الاعتقال إلى إمكانية ممارسة "بارك" نفوذها على المتورطين فى الفضيحة لتغيير أقوالهم، حيث ظلت "بارك"، تنفى التهم الموجهة لها منذ بداية تحقيق النيابة العامة، علاوة على أنها لا زالت تتمتع بنفوذها سياسيا، بالإضافة إلى إمكانية محاولتها تدمير الأدلة.
ولم يكن قد حدد الإدعاء فى كوريا الجنوبية الاتهامات الرسمية الموجهة إلى الرئيسة المعزولة، لكنه قال - فى وقت سابق - إنه يشتبه بقبولها رشاوى وباستغلالها للسلطة والإكراه وتسريبها أسرار دولة، وذلك حتى صدور حكم المحكمة، اليوم، بتوجيه تهم إساءة استخدام السلطة وتلقى رشى بالإكراه.
تظاهرات مؤيدة لرئيس كوريا الجنوبية المعزولة بعد إدانتها بالفساد
ورئيسة كوريا الجنوبية المعزولة بارك جوين هيه، تبلغ من العمر 65 عامًا، وهى ابنة الرجل الكورى الجنوبى العسكرى بارك تشونج هيه، وهى أول امرأة تنتخب رئيسة للبلاد، وباتت أول رئيس يتم عزله على هذا النحو، وكانت قد حصلت على أعلى نسبة تأييد منذ اعتماد النظام الديمقراطى عند انتخابها فى العام 2012.
ويذكر أن أمضت رئيسة كوريا الجنوبية السابقة بارك جوين هيه، التى باتت السجينة "503"، ليلتها الأولى فى زنزانة فارغة، قبل صدور الحكم بإدانتها، اليوم، وقضت "بارك" تلك الليلة فى زنزانة انفرادية فى مركز سيول للاحتجاز بعدما أصدرت المحكمة أمرًا بتوقيفها رهن التحقيق، والتقطت لـ"بارك" صورة نصفية وأعطيت أغراضا شخصية وصينية للطعام وبطانية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية يونهاب.
جانب من التظاهرات
جانب من المظاهرات الؤيدة للرئيسة المعزولة
صورة الرئيسة المعزولة
متظاهرون مؤيدون لبارك جون هيه
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة