محمود سعد الدين

كيف نفهم النسب المئوية للمشاركة فى انتخابات الرئاسة؟

الخميس، 05 أبريل 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لعل النسب المئوية أهم الأدوات الحسابية التى يمكن من خلالها قياس المؤشرات العامة للأرقام النهائية لنتيجة الانتخابات الرئاسية، بارتفاع وانخفاض النسبة، يمكن أن نقف على دلالات التصويت المختلفة، وفى المقال الرابع من سلسة مقالات تحليل نتيجة الانتخابات الرئاسية، سأستعرض عددا من النسب المختلفة التى تضعنا على أول الطريق لفهم التركيبة التصويتية الجديدة للمجتمع المصرى فى 2018.
 
أعلى نسب تصويتية لموسى كانت من نصيب محافظات شمال سيناء والبحر الأحمر والوادى الجديد، بواقع %5.27 للأولى، و%5.29 للثانية و%4.79 للثالثة، وهو أمر يعكس أن المحافظات التى تضم كتلًا من القبائل العربية، هى المحافظات التى حصل فيها مرسى على مراكز متقدمة مقارنة بباقى محافظات الجمهورية، ووقوفا على حقيقة الأرقام عند الحديث عن نسب متقدمة لموسى يجب الإشارة إلى أن أعلى رقم عددى حصل عليه موسى كان فى محافظة القاهرة بواقع 76 ألف صوت وأقل رقم عددى كان فى جنوب سيناء بواقع ألفى صوت.
 
فى المقابل أعلى نسب تصويتية لصالح الرئيس عبدالفتاح السيسى كانت فى محافظة المنوفية بواقع %98.24 وتلاها محافظة كفر الشيخ بواقع %98.07، وتحليل حصول كفر الشيخ على هذه النسبة المرتفعة فى التصويت يمكن الربط بينها وبين المشروعات القومية فى المحافظة مثل مشروع الأسماك ببركة غليون ومحطة الطاقة الكهربائية بالبرلس، وبمناسبة الحديث عن نسب المحافظات، فالأرقام تشير إلى النسب المئوية لعمليات التصويت لصالح السيسى جميعها تتحرك بين %98.24 و%94.59، ولم تشهد أى  محافظة نسبة أقل من %90 أو حتى نسبة فى منطقة الثمانينات، فى حين إذا ما أجرينا المقارنة مع انتخابات 2014، فنسب تصويت السيسى بالمحافظات تتحرك بين %98.62 و%94.03.
 
وانطلاقا من نفس أرضية التحليل الرقمى للنسب المئوية فى الانتخابات وتحديدا فى مربع المشاركة، فالنسب المئوية للمشاركة فى جميع محافظات الجمهورية يمكن تصنيفها لـ4 قطاعات مختلفة، القطاع الأول هو المحافظات التى تجاوزت نسبة الـ%50 فى المشاركة وهى 3 محافظات الوادى الجديد وجنوب سيناء والغربية، أما القطاع الثانى فهو المحافظات التى تلعب فى منطقة الأربعينات وهى 18 محافظة، وهو القطاع الأكبر ويضم محافظات مثل، المنوفية، الشرقية، بنى سويف، الفيوم، القليوبية، وتعد محافظة بورسعيد هى الأعلى فى هذا القطاع بنسبة مشاركة %48.50، بينما محافظة الإسماعيلية هى الأقل بنسبة %40.10.
 
أما القطاع الثالث وفق الترتيب النسبى للمشاركة فيضم 7 محافظات، تتحرك فى منطقة الثلاثينات، واللافت أن هذا القطاع يضم 3 محافظات بها كتل تصويتية كبيرة عدديا كالقاهرة التى بلغت الأصوات الصحيحة فيها 2 مليون و332 ألف صوت، والإسكندرية التى بلغت الأصوات الصحيحة فيها مليونا و309 آلاف صوت، والجيزة التى بلغت الأصوات الصحيحة بها مليون و612 ألفًا.
 
الملفت أن القطاع الرابع فى النسب المئوية للتصويت وهو القطاع الذى تنخفض فيه نسب التصويت عن %30، تمثله فى انتخابات 2018، محافظتان، بينما فى انتخابات 2014 لم يمثل بأى محافظة لأن كل نسب المشاركة كانت أعلى من %30، وهو أمر يحتاج لمزيد من الفهم عن أسباب تراجع النسب فى محافظة مثل قنا وأسوان، لأن محافظة مثل قنا حققت نسبة مشاركة فى 2018 بواقع %29.96، بينما كانت فى 2014 نسبة تقارب %33.75، وبالمثل محافظة أسوان حققت فى 2018 نسبة %29.82، بينما حققت فى 2014 %35.95.
ربما تكون جرعة اليوم من التحليل المعلوماتى لنتيجة الانتخابات الرئاسية ثقيلة لكنها بالتأكيد تحمل دلالات تقودنا لفهم عقل المصوت المصرى، وغدًا مقال جديد ومعلومات جديدة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة