حكاية اليوزباشى الذى أساء لـ"عبد الناصر" طالبًا.. ومدحه رئيسًا

الخميس، 05 أبريل 2018 10:00 م
حكاية اليوزباشى الذى أساء لـ"عبد الناصر" طالبًا.. ومدحه رئيسًا حكايات سبتمبر
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك واقعة طريفة منسية فى تاريخ العسكرية المصرية أحياها  "مصطفى بهجت بدوى" أحد ضباط الدفعة اللاحقة للرئيس جمال عبد الناصر فى كتابه "حكايات سبتمبر: على هامش عهود فاروق و عبد الناصر و السادات".
 
  إذ يروى "بهجت" أن اللواء  عبد المنعم الشاذلى، مدير نادى هليوبوليس، كان مدربًا برتبة اليوزباشى فى الكلية الحربية سنة 1937 عندما كان جمال عبد الناصر طالبًا فيها، وفى جولة تفتيشية على طابور انصراف الطلبة إلى إجازة نهاية الأسبوع كان الشاذلى هو الموكول إليه التفتيش، وكأنما لم يجد من بين طلبة الكلية الحربية سوى "عبد الناصر " ليمارس فيه سخريته.. وأمام الملأ وجد الشاذلى أمامه فتى طويلا نحيلا أسمر الوجه حاد النظرات كبير الأنف فوجه إليه هذه الكلمات من غير مناسبة:
" أنت إيه..؟ جى منين ..؟  تلاقيك أحسن واحد فى عيلتكم".
 
ويضيف بدوى: " ومرت السنوات، وقامت ثورة 52، ونسى الجميع تلك الكلمات العارضة التى عفا عليها الزمن ومرت على الكلية الحربية ومن أمثالها الكثير والكثير، ونسى الجميع الحكاية فيما عدا اثنين: جمال عبد الناصر ("الفيل" " المتضرر" ) وعبد المنعم الشاذلى ( العقرب اللاذع)".
كتاب
 
 ويستطرد بدوى: "ترقى عبد المنعم الشاذلى إلى رتبة اللواء وعين قائدا لسلاح المدرعات، وفى سنة 1958 وبعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا، وفى 14 من شهر يوليو 1958 كان عبد الناصر رئيس جمهورية مصر العربية المتحدة قد استقل سفينته الحرية (يخت "فاخر البحار" سابقًا) فى زيارة إلى صديقة الحميم "جوزيف تيتو" رئيس جمهورية يوغوسلافيا.. وشبت ثورة فى العراق .. فرأى عبد الناصر أنه من المناسب التشاور مع قادة الاتحاد السوفيتى (خروشوف بالذات) إذ إن موازين القوى أخذت تميل أكثر وأكثر إلى حركات التحرر الوطنى التى كان فيها قطب روحى، وبدلا من أن يعود عبد الناصر بحرًا عاد بالطائرة التى رؤى أن تهبط فى مطار حربى وهو مطار "أبو صرير" حيث كان فى استقباله رسميًا قادة القوات وقد اصطفوا لتحيته، ومضى عبد الناصر يصافحهم الواحد تلو الآخر إلى أن وصل إلى اللواء عبد المنعم الشاذلى (ياه) فابتسم عبد الناصر وهو يصافحه قائلا: أيوه ياشاذلى .. دلوقتى أنا إيه؟
 
استحضر الشاذلى على الفور حكايته العابرة القديمة فى الكلية الحربية منذ قرابة عشرين سنة وأجاب على سؤال عبد الناصر قائلا بصوت عالى: "يافندم سيادتك أحسن واحد فى العالم!"
ويختم بدوى الواقعة قائلا: "واشتهرت هذه الحكاية طويلا – وإن لم تسجل كتابة – إلى أن طواها النسيان، ولكنى ارتأيت  أن أبعثها ومن جديد وأسجلها فى استطرادات هذا الكتاب نظرًا لطرافتها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة