متلازمة خالد عبد العزيز فى وزارة الشباب والرياضة.. 4 سنوات من "الشو" والتلميع وبطولات فيس بوك و"صفر كبير" فى الأداء.. نزيف متواصل فى مراكز الشباب.. تطفيش عشرات اللاعبين من مصر.. والقانون "خارج نطاق الخدمة"

الأربعاء، 04 أبريل 2018 08:00 م
متلازمة خالد عبد العزيز فى وزارة الشباب والرياضة.. 4 سنوات من "الشو" والتلميع وبطولات فيس بوك و"صفر كبير" فى الأداء.. نزيف متواصل فى مراكز الشباب.. تطفيش عشرات اللاعبين من مصر.. والقانون "خارج نطاق الخدمة" الوزير خالد عبد العزيز ووزارة الشباب والرياضة ونادى الزمالك
حازم حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

4 سنوات قضاها المهندس خالد عبد العزيز وزيرا للشباب والرياضة، منذ اختياره لتولى الحقيبة فى وزارة المهندس إبراهيم محلب مطلع مارس 2014، وعلى مدى السنوات الأربع اشتعلت عدة أزمات كبرى فى الوزارة، أو مع أندية ورياضيين، وسارت أمور أخرى بهدوء، لتبدو الصورة العامة عادية، كأنك أمام وزارة ووزير طبيعيين، ولكن النظر الجاد والعميق فى المبنى الضخم المطل على ميدان سفنكس بالجيزة، يؤكد أن أداء المهندس خالد عبد العزيز ينحاز لـ"الشو" أكثر من الإنجاز، وللجعجعة أكثر من الطحن، وأن محصلة الوزارة فى السنوات الأربع "صفر" كبير للأسف.

حالة "عبدالعزيز" فى وزارة الشباب والرياضة تصل إلى درجة "المتلازمة"، التى تشير إلى منظومة من الأعراض والتوصيفات المصاحبة لحالة ما من الحالات، والآن ونحن نقف على أعتاب مرحلة جديدة، مع بدء ولاية رئاسية ثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي، واحتمال تكليفه حكومة جديدة عقب أداء اليمين الدستورية مطلع يونيو المقبل، ربما يكون من المفيد، بل من الواجب، إعداد كشف حساب للمهندس خالد عبد العزيز، الذى يتولى إحدى أهم الحقائب الوزارية، خاصة فى مرحلة تخوض فيها الدولة صراعا جادا وحقيقيا مع الإرهاب، وبجانب الخطاب الدينى وأثره فى المعركة، لا شك فى أن وزارة الشباب والرياضة بإمكاناتها وقوتها البشرية وأذرعها التنفيذية وانتشارها الجغرافى، يمكنها أن تكون عاملا حاسما فى المعركة، وغياب أى إسهام إيجابى من جانبها فى الملفات الحيوية المفتوحة، يوجب الاقتراب والحساب، ليس فقط لتقييم المهندس خالد عبد العزيز بما يستحقه، وتفكيك شبكة العلاقات العامة والتلميع التى يحيط نفسه بها، ولكن أيضا لاستكشاف ثغرات الوزارة وشروخها التى تعمّقت طوال سنوات توليه إدارتها، سعيا لضبط أوضاعها وتحسين أدائها، وعلاجها من "متلازمة خالد عبد العزيز".

 

وزير العلاقات العامة وصفحة الفيس بوك

أول ما يسترعى انتباه أى مهتم بحقيبة الشباب والرياضة، هو النشاط الدؤوب لوزيرها، والحضور الدائم والقوى، ولكن ليس فى الأندية ومراكز الشباب والفعاليات الرياضية والثقافية، وإنما عبر صفحات الجرائد والمواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى، فالمهندس خالد عبد العزيز يملك قدرا كبيرا من مهارات العلاقات العامة، يجيد توظيفه بشكل يسمح له بالحضور والانتشار واللمعان الدائم، ويوظف صفحته الشخصية عبر "فيس بوك" فى التعليق على كثير من الأمور، والإطلال من كل النوافذ، وجعل نفسه مادة يومية دائمة فى كل المتابعات الإخبارية لأنشطة وتحركات الوزراء، بشكل يجعل نشاط "أكاونت الوزير" أكبر من نشاط الوزير نفسه.

على الجانب المقابل لهذا الحضور والنشاط الافتراضيين، لا يبدو أن المهندس خالد عبد العزيز مشغول بدرجة كافية بملفات وزارته المتعددة والمتراكمة وبالغة التعقيد، إلا ما يتوفر فيه قدر من "الشو"، ففى الوقت الذى يتابع فيه مسابقة "إبداع" لطلاب الجامعات، التى تُنظم بدعم كريم من إمارة الشارقة، يغيب الوزير عن ملفات الأندية الشعبية ومراكز الشباب، ويتغيب عن الوزارة فى كثير من الأيام، ولا يحضر فى مواعيد منتظمة، ويترك كثيرا من الملفات والموضوعات لمساعديه وموظفى مكتبه، حتى أصبح شائعا داخل الوزارة – بحسب مصادر من الديوان العام نحتفظ بهويتها درأ للإضرار بها – أن الوزير لا يظهر إلا حيثما كانت هناك كاميرات وصحفيون و"شو" ولمعان، أما الملفات المُتخمة بالمشكلات والتعقيدات والحاجة للجهد، دون منظرة وبروز، فلن تجد الوزير هناك، وعليك البحث عنه فى مناطق أخرى.

 

وزير الأندية الرياضية وعدو مراكز الشباب

فى أحدث نشاطاته عقد المهندس خالد عبد العزيز اجتماعا أمس الثلاثاء مع مجلس صندوق التمويل الأهلى لرعاية النشء والشباب والرياضة، لبحث الأعمال الجارية بالنادى الإسماعيلى الجديد وملاعب نادى الاتحاد السكندرى بالغابة الترفيهية، واستاد المنيا الرياضى، و استاد جامعة الزقازيق، فى الوقت الذى يتجاهل تماما ملفات أكثر من 4 آلاف مركز شباب فى مدن وقرى مصر، تعانى 40% منها تقريبا، بحسب مؤشرات ومعلومات من مسؤولين بالوزارة وعدد من مديرياتها بالمحافظات، من مشكلات فى البنية التحتية والتجهيزات وتهالك المنشآت، مع تجميد حصة كبيرة منها بسبب توقف انتخابات المراكز سنوات، وسيطرة موظفين ينتمون لجماعة الإخوان على عدد منها فى قرى الدلتا والصعيد، وتسوية الميزانيات والاشتراكات ورقيا وخارج أى متابعة أو رقابة جادة من الوزارة، وهى الصورة الفادحة التى أكدت المصادر أنها تهدر عشرات الملايين سنويا من أموال الاشتراكات وميزانيات المراكز، فضلا عن تراجع العضويات وتحول كثير من المراكز لخرابات وأماكن مهجورة.

بحسب إحصائيات رسمية، تراجع عدد مراكز الشباب بالقرى 1.7% فى السنة الأولى لتولى المهندس خالد عبد العزيز مهام منصبه، إذ سجلت فى 2014 حوالى 3728 مركزا، مقابل 3794 فى العام السابق، بتراجع 66 مركزا، وهى الوتيرة نفسها التى استمر الأمر عليها نتيجة انتهاء عقود بعد المراكز المؤجرة، وتهدم غيرها، وإغلاق مراكز أخرى بسبب تراجع خدماتها، لتكون حصيلة السنوات الأربع التى قضاها الوزير خالد عبد العزيز فى منصبه فقدان مصر لعشرات من مراكز الشباب، وفقدان المراكز المتهالكة لعشرات الآلاف من روادها، وسيطرة جماعة الإخوان وعناصرها على مراكز أخرى، وتحول بعض المراكز لخرابات وأوكار لتجارة وتعاطى المخدرات، فى تقصير واضح وجريمة فادحة، سواء كانت متعمدة أو حسنة النية، تجاه شباب مصر وواقعهم ومستقبلهم، ومعركة الوجود التى تخوضها الدولة المصرية مع جماعات الإرهاب وقيم التطرف والعنف، ما يوجب على الجهات التنفيذية وفى مقدمتها وزارة الشباب والرياضة تكثيف جهودها وزيادة مواقعها، وليس التقاعس والإهمال وخسارة المواقع القائمة.

 

وزير خسارة المواهب ورعاية "التجنيس"

بجانب الأداء السيئ للغاية من وزارة الشباب والرياضة والوزير خالد عبد العزيز فى ملف مراكز الشباب، تبرز واحدة من القضايا المزعجة فى قطاع الرياضة، والتى لا يقل أداء الوزير فيها سوءا عن ملف المراكز، وهى قضية التقصير فى رعاية اللاعبين وأبطال الرياضات الفردية، واضطرار بعضهم للخروج من مصر والحصول على جنسيات دول أخرى.

فى السنوات التى تولى فيها الوزير خالد عبد العزيز فقدت مصر عددا من اللاعبين والمواهب المبشرة، ربما يصعب حصره بسبب غياب المعلومات الوافية عن الملف، ولكن يمكن استعراض مؤشرات أداء الوزير والوزارة بشكل عام فى هذا الملف، مع من خرجوا فى إدارته، أو خرجوا قبل وصوله لمنصبه وتقاعس عن محاولة استمالتهم للعودة أو تلافى أسباب خروجهم، تاركا الثغرة نفسها قائمة لخروج آخرين، رغم حديثه المتواصل عن تدشين صندوق للتمويل الرياضى بتضافر جهود عدد من الوزارات، وبميزانية مبدئية يُرجح أن تبلغ مليارا ونصف المليار لرعاية المواهب الرياضية، وهو ما لم يحدث وظل فى إطار العلاقات العامة و"الشو" والاستهلاك الإعلامى فقط.

قبل شهور حصل شاب مصرى اسمه طارق عبد السلام على الميدالية الذهبية فى بطولة أوروبا للمصارعة، ولكنها لم تكن من نصيب مصر، فقد حصدها "طارق" لدولة بلغاريا التى لعب باسمها، وسبب خروجه ولعبه لبلد غير مصر، هو أنه تعرض لإصابة خلال لعبه لمصر، ورفض الاتحاد المصرى للمصارعة تحمل نفقات علاجه، وتقاعست وزارة الشباب والرياضة منذ إصابته وحتى بدء لعبه لصالح بلغاريا فى العام 2017 عن علاجه، ما اضطره لرفع علم بلد آخر، بينما كان الوزير خالد عبد العزيز مشغولا بالأندية الكبرى وحفلات "الشو".

عقب الأزمة وعد الوزير خالد عبد العزيز ببحث الأمر وتداركه، وطُرحت عدة حلول عملية، منها تشكيل لجنة مشتركة من الوزارة واللجنة الأوليمبية ومسؤولى الاتحادات الرياضية لبحث الأزمات والمشكلات التى يواجهها اللاعبون، مع إصدار جواز سفر رياضى يمنع هروب اللاعبين، ويتم تجديده بقرارات وزارية، أو إصدار جواز سفر مجمّع للاعبى المنتخب، على أن تكون له مدة محددة، بامتيازات تُسهل استخراج التأشيرات داخل السفارات، ويكون للاتحاد حق الاحتفاظ به، وغيرها من الحلول والأفكار، بجانب اقتراح تعديل اللوائح المالية ولوائح المكافآت وحوافز اللاعبين، وهو ما استهلكه الوزير خلال الأزمة لعدة أيام، ثم تجاهله تماما فى وقت لاحق، لتستمر الأزمة على حالها، ويستمر نزيف المواهب والكفاءات المصرية.

قصة طارق عبد السلام يمكن الوقوع على نماذج شبيهة لها فى ألعاب أخرى، ومع عشرات الأسماء، لم يفتح وزير الشباب والرياضة ملفاتهم، ولم يبحث أسباب خروجهم، ولم يجتهد لسد الثغرة القائمة ووقف نزيف المواهب والكفاءات، فتكرر الأمر مع معاذ محمد لاعب رمى القرص الذى يلعب لإمارة قطر، ومحمد عبد الفتاح "بوجى" لاعب المصارعة الذى يلعب لمملكة البحرين، وخالد أسامة وإبراهيم شبل ونور أشرف وأحمد مجدى، لاعبى كرة اليد الذين يلعبون لقطر، وحسين ياسر المحمدى وأحمر ياسر المحمدى لاعبى كرة القدم اللذين يلعبان لقطر، ونجم المصارعة الرومانية كرم جابر الذى تلقى عروضا عديدة للحصول على جنسية قطر واللعب باسمها، بجانب عروض من الولايات المتحدة الأمريكية، والقوس مفتوح والحالات متكررة بالعشرات، والوزير فى "سابع نومة".

 

وزير فرد الصدر و"القانون خارج الخدمة"

فى أزمة نادى الزمالك الأخيرة اتخذ وزير الشباب والرياضة موقفا حادا من النادى ومجلس إدارته، وبعيدا عن أداء المجلس ورئيسه، ونحن لا ننحاز لأى طرف من الطرفين، كان المدهش أن موقف الوزير جاء مضادا لموقف الوزارة نفسها، فيما يبدو أنه انحياز مباشر وشخصى لرجل الأعمال ممدوح عباس، الرئيس السابق لمجلس إدارة الزمالك.

تعود المشكلة لصدور حكم بالحجز على أموال نادى الزمالك وفاء بمديونية لصالح رجل الأعمال ممدوح عباس، قال إنه منحها قروضا للنادى خلال رئاسته له بين عامى 2006 و2013، وبينما قال محامى وزارة الشباب والرياضة أمام المحكمة إن الجهة الإدارية رفضت هذه القروض بسبب عدم قانونيتها، اتخذ الوزير موقفا مضادا لما أقر به القانونيون التابعون للوزارة، ناهيك عن تجاهل هذه الأزمة وقضية الـ67 مليون جنيه طوال السنوات الأربع الماضية.

على الجانب المقابل لهذه الأزمة التى لا يمر يوم دون تعليق الوزير عليها أو إدلائه بتصريح بشأنها، استغلالا لكون الزمالك ناديا جماهيريا وموضوعا مطروحا بقوة على موائد عشرات الملايين من المهتمين والمتابعين، لا يظهر اسم الوزير ملحقا بأى من القضايا والملفات الملحة الخاصة بالوزارة، المسرح المغلق فى الديوان العام الذى تطلب الوزارة آلاف الجنيهات لتأجيره، مئات الأندية ومراكز الشباب المغلقة، فساد العاملين فى المديريات والإدارات الشبابية بالمحافظات ومخالفات الاشتراكات والميزانيات، ملف الألعاب الفردية "الشهيدة" وتجاهل لاعبيها، قصور خطط وبرامج الإعداد للبطولات الدولية والأوليمبية فى الألعاب الفردية وألعاب ذوى القدرات الخاصة، وشكاوى مئات اللاعبين من ضعف الرعاية والاهتمام، وإهمال الرياضيين الحاليين والسابقين، مثالا بطل العالم والبحر المتوسط السابق فى كمال الأجسام محمد سعد، الذى توفى قبل شهور إثر أزمة صحية وسط إهمال وتجاهل تامين من وزارة الشباب والرياضة والجهات المعنية.

بجانب كل هذه الملاحظات، لن تعبر على لجنة أو مديرية أو إدارة أو نادٍ أو مركز شباب أو جهة من جهات وتوابع وزارة الشباب والرياضة، ويكون العبور آمنا ودون ملاحظات، غالبا ستلفت انتباهك مشكلة، وبالمشكلة ستصل لأخرى، ومن مشكلة لمشكلة سيمتد الحبل المُلقى على الغارب، وتستطيل قائمة المشكلات والقصور والإهمال والتراجع والأداء السيئ فى ديوان عام وزارة الشباب والرياضة وفروعها، برعاية وإشراف، أو بتجاهل وإهمال، الوزير خالد عبد العزيز، الذى يجد فى الوقت نفسه ما يكفى من ساعات وطاقة للإدلاء بتصريحات عن كل كل كبيرة وصغيرة فى الزمالك، أو عن مدح هيكتور كوبر والجهاز الفنى للمنتخب، أو متابعة مسابقة إبداع لطلبة الجامعات، أو مهاتفة نائب أو رئيس لجنة بالبرلمان، أو الإطلالة من شاشة برنامج تليفزيونى، أو مهاتفة صحفى والتصريح لصحيفة، وكل ما يمكن أن يصيب الاقتراب منه والمداومة على ممارسته باللمعان والحضور والشهرة، ولا مانع من قليل من التصريحات الحادة و"فرد الصدر" فى القضايا الجماهيرية الساخنة، فقليل من البهارات يُصلح الإطلالة ويزيدها أثرا، وهكذا فقط تحيا وتزدهر "متلازمة خالد عبدالعزيز".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

جيفارا

شابووووة لليوم السابع

بصراحه تقرير اكثر من رائع وحقيقى لما عليه الحال فى هذه الوزارة الغايه فى الاهميه ودى فعلا حريه صحافه بالفعل وياريت لو الوزير معترض يرد بصراحه على كل ماجاء فى التقرير المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

جيفارا

فعلا رائع وحقيقى

بصراحه تقرير اكثر من رائع وحقيقى لما عليه الحال فى هذه الوزارة الغايه فى الاهميه ودى فعلا حريه صحافه بالفعل وياريت لو الوزير معترض يرد بصراحه على كل ماجاء فى التقرير المحترم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة