بعد أعوام من التهديدات الإرهابية التى تعيشها الدول الأوروبية خاصة بلجيكا، تنامى منذ عام 2016 حالة من الرعب فى البلاد بسبب الإسلاميين المتشددين، وذلك بعد تعرض البلد الأوروبى لهجمات انتحارية عرفت إعلاميا باسم "هجمات بروكسل"، والتى راح ضحيتها 32 شخصا بعد تفجير محطة مترو أنفاق "ماليبيك" ومطار بروكسل الدولى.
وأصبح الفكر الإسلامى المتشدد فى بلجيكا من أبرز ما يؤرق المواطنين فى البلاد وخاصة المسلمين المعتدلين، حيث تتمتع الجالية المسلمة بعدد كبير وتتصدر الديانة فى المركز الثانى كأكبر ديانة فى البلاد.
وفى محاولة من الحكومة والمسئولين البلجيكيين، خرجت العديد من القرارات الداعية إلى تحجيم الفكر المتطرف خاصة الذى يتمثل فى "حزب الإسلام" ذات الميول المتشددة، والمعروف فى بلجيكا بتمسكه بالتشدد الدينى، والتى يراها المسئولون صعب الاندماج مع تقاليد الدولة، وذلك بالتزامن مع إعلان الحزب عن مرشحه وبداية انعقاد مناظرات لمؤيدى الحزب، وهو ما يثير الخوف من إقناع العديد من المواطنين للانضمام إليه.
ومن أبرز ما يقلق ويثير شكوك المسئولين فى بلجيكا تجاه هذا الحزب هو تصرف مرشح الحزب الإسلامى للانتخابات المقبلة، بعد رفضه مصافحة المذيعة إيمانويل برايت، فى أحد البرامج التى سيجرى فيها مناظرة لعرض برنامجه وأفكاره، مطالبا باحترام معتقداته فى هذا الجانب.
وأكد رضوان احروش المرشح لرئاسة الحزب الإسلامى ببلجيكا، أنه لا يوجد قوانين تحرم تلك المعتقدات وأنه من الواجب أن يتم احترام وجهة نظره ومعتقداته، وهو ما يدل فى نظر المسئولين أن هذا الفكر هو منهج له سوف ينتشر فى البلاد حال فوز الحزب بمقاعد فى البرلمان.
وقالت وكالة "بلجا" البلجيكية، إن النائب الاتحادى ريتشارد ميلر والتابع للحزب الليبرالى ببلجيكا، أكد فى بيان له، أنه يريد حظر الحزب الإسلامى.
ويأتى بيان النائب بعد وقت قصير من نشر الحزب بيانه الخاص بتأسيس الحزب واستعداده لخوض الانتخابات المقبلة.
وأكد ميلر، بأنه قلق من فوز الحزب الإسلامى بالكثير من المقاعد فى الانتخابات المقبلة، فالحزب لديه مرشحين فى 28 بلدية بروكسل والوالون.
وفى مستهل هذا الأسبوع، قال رضوان أحرووش، أحد مؤسسى الحزب الإسلامى، إن حزبه يريد إقامة دولة إسلامية وتقديم الميثاق الإسلامى فى بلجيكا، وقال ميلر إن هذا "غير مقبول".
ويقول ميلر، "يمثل هذا المشروع تهديدًا لحريتنا وللحقوق الأساسية التى تشكل جزء من دستورنا"، وأضاف، لقد تحدثت إلى وزارة العدل حول التهديد الذى يمكن أن تشكله هذه الاقتراحات على المساواة فى بلجيكا.
وذكر النائب الاتحادى حقيقة أنه يريد حظر الحزب منذ عام 2012، وهو يدعى أنه يسيء استخدام حقوق الإنسان فى الترويج لأفكاره.
وقال النائب الليبرالى إنه يشعر بالقلق من أن الحزب قد يفوز بالكثير من المقاعد خلال الانتخابات القادمة، لأنه يناشد المتدينين، ويعمل على استعطافهم، ويعتقد أيضًا أن الأحزاب الأخرى "ذات الميول الطائفية" قد تميل إلى تشكيل تحالف مع الحزب الإسلامى لضمان الأغلبية.
وللتعامل مع هذا الاحتمال، قدم ميلر اقتراحين لتعديل الدستور، أحدهم ينص على بقاء الدولة علمانية ومحايدة.
ومن جهة أخرى تسعى لجنة برلمانية مؤلفة من سياسيين ولغويين وإيديولوجيين فى بلجيكا، لإخضاع المسجد الكبير فى العاصمة الأوروبية بروكسل لإشراف لجنة تعبر عن الإسلام "البلجيكى" بعد أن وجدوا أن الآلاف من الذين درسوا فى هذا المسجد اتجهوا إلى تبنى نهج متشدد حتى أن بعضهم ذهب للالتحاق بصفوف داعش فى سوريا والعراق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة