أكرم القصاص - علا الشافعي

الدكتور عبدالمنعم سعيد لـ"اليوم السابع":المطالبة بدعم الدولة للأحزاب كارثة.. ويجب حل الأحزاب الصغيرة.. تحالف "المصريين الأحرار" و"مستقبل وطن" ضرورة لإنعاش الحياة السياسية.. و"الوفد" قادر على قيادة المعارضة

الإثنين، 30 أبريل 2018 11:00 ص
الدكتور عبدالمنعم سعيد لـ"اليوم السابع":المطالبة بدعم الدولة للأحزاب كارثة.. ويجب حل الأحزاب الصغيرة..  تحالف "المصريين الأحرار" و"مستقبل وطن" ضرورة لإنعاش الحياة السياسية.. و"الوفد" قادر على قيادة المعارضة جانب من الحوار
حوار - إيمان على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
- «دعم مصر» لديه كوادر محترفة وسينجح فى تكوين حزب قوى.. وقدرة الأحزاب على المنافسة فى الانتخابات الرئاسية المقبلة مرهونة بقدرتها على توفير التمويل الذاتى
 
قال الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر والمحلل السياسى: إن الأحزاب السياسية أمامها فرصة خلال الأربع سنوات المقبلة للنضوج ومواجهة ما لديها من ثغرات، حتى تستطيع المنافسة فى الانتخابات الرئاسية عام 2022، مؤكدا أن هذا يمكن أن يحدث بشروط، أهمها القدرة على التمويل الذاتى، والتحالف فيما بينها بخلق صيغة اندماجية، وخلق كوادر متفرغة للعمل الحزبى فقط.
 
دعا «السعيد»، فى حواره لـ«اليوم السابع» أحزاب «مستقبل وطن» و«الوفد» و«المصريين الأحرار» للتكتل فى كيان واحد، وعدم البحث عن الزعامة الوهمية، مقدما عددا من الاقتراحات لإصلاح أحوال الأحزاب فى مصر حتى تستطيع المنافسة فى الانتخابات.. وإلى نص الحوار:
 

- كيف ترى المشهد السياسى الراهن؟

الحقيقة إحنا لأول مرة نبقى عارفين مصر رايحة على فين من 10 سنين فاتت، فنحن نسير فى إطار تشريعى يحكمه دستور 2014، وبرؤية مصر 2030، التى تتضمن خطة تنمية مصر اقتصاديا واجتماعيا، وبالفعل بدأت ترجمة الكثير من المشروعات، خاصة التى تربط النهر بساحل البحر الأحمر.
 

- وكيف ترى الوضع الحزبى فى مصر؟

هناك عدد من القضايا والملفات على الساحة السياسية تحتاج لمعالجة، خاصة بعد الانتخابات التى تمت بطريقة صحيحة ومنضبطة دستوريا وقانونيا، واكتشفنا خلالها أنه لا يوجد منافسون، وهذا الأمر غير مرتبط بأن هناك رئيسا يحظى بشعبية كبيرة مثل عبدالفتاح السيسى، بل يؤكد وجود قصور وفراغ كبير فى الحياة السياسية، فمن أبدوا رغبتهم فى الترشح كان لديهم عوار قانونى وسياسى.
 

- وكيف نواجه هذه القصور؟

الأحزاب لم تكن فاعلة، وليس لديها برنامج أو شجاعة لدخول الانتخابات، وهو يجعلنا فى حاجة لقانون جديد للأحزاب يقلل عددها الحالى، فوجود 105 أحزاب يؤكد أن القضية هى الزعامة، ونحن نريد أحزابا تثبت وجودها فى الانتخابات، وإذا فشلت فى الحصول على مقعد فى الانتخابات، يتم حلها أوتوماتيكيا، وقد يفصل المشرع بين انتخابات البرلمان والانتخابات المحلية، فلا يمكن قبول وجود حزب ليس له عضو فى أى نشاط مؤسسى، كما أن أعضاء البرلمان المستقلين لا بد أن يمروا باختبار قبل ترشحهم، بتقديم 5 آلاف توكيل، حتى يتم التأكد من أنهم أشخاص ذو حيثية وشعبية.
 

ولكن البعض أكد أن هذه الدعوة غير دستورية؟

- لم أبحث مدى دستوريتها، ولكن يمكن مناقشتها، ووضع أطرها التشريعية والقانونية، لأن لدينا أحزابا لا قيمة لها.
 

ولماذا تطالب بوضع شروط على المرشح المستقل؟

- حتى يكون نائبا معترفا به سياسيا، وله ثقل وسط أهالى دائرته، ولا يكون دوره اللعب على كل الحبال بالبرلمان، كما أن كثرة المستقلين تضعف الأحزاب ومكانتها فى الساحة السياسية.
 

ولكن هناك أحزابا تطالب بدعم مادى من الدولة؟

- هذه كارثة، فالأحزاب شغلتها العمل للوصول للسلطة والحكومة، فإذا الدولة منحتها أموالا، فكيف ستكون علاقتها بها؟ وإذا استطاع الحزب الاعتماد على نفسه، بأن يكون لديه قدرة ذاتية على التمويل، فسيكون له مكانة جيدة على الساحة، وهناك دول اشتراكية مثل روسيا تدعم الأحزاب، ولكن لا يمكن أن يوجد هذا فى أى دولة ديمقراطية، بل يحدث فى أمريكا على سبيل المثال بإحداث مساهمة مالية للانتخابات الرئاسية، بشرط أن يكون المرشح حاصلا على %5 على الأقل من الأصوات، وما نحتاجه فى مصر هو عدد أقل من الأحزاب، ولكن أكثر فاعلية ولديه توجه سياسى وفكرى وقادر على تمويل نفسه.
 
- هناك قضايا عدة مرتبطة بالأحزاب، من بينها التمويل وخلق كوادر ونشاط أكثر فاعلية، فهى تحتاج لإعادة النظر من خلال ورش عمل تضم قادة حزبيين وأساتذة سياسيين، فمعظم الأحزاب الموجودة فى العالم بها كوادر محترفة، وبعضها مهمته الرئيسية كيف نأتى بتمويل مشروع للحزب، بالاعتماد على تبرعات المواطنين والأنشطة التى تستطيع أن توفر دخلا، ومعظم الأحزاب لديها عناصر متفرغة لهذا العمل، وليس مجموعة هواه، والأحزاب الأيديولوجية فى مصر كان دائما لديها هذا الكادر، ومنها الأحزاب الشيوعية قديما وجماعة الإخوان، ولكن الآن ليس لدينا أى حزب به كوادر من أى نوع، لذلك يجب خلق عناصر متفرغة، لديها احتراف فى الدعاية والاجتماعات، وتهيئة المناخ للتحالفات وإدارة الحملات وقت الانتخابات.
 

وماذا عن ائتلاف دعم مصر.. وهل ينجح فى تكوين حزبه؟

- ائتلاف دعم مصر به ملامح كثيرة تشبه الحزب، وله مواقف فى القضايا الوطنية، ولديه كوادر سياسية محترفة، وبه ديمقراطية داخلية،  وسينجح فى تكوين حزب بأعضائه الملتزمين، ولا بد أن يعتمد على التمويل الذاتى.
وهل يمكن أن يتفوق على حزب الوفد؟
- هناك تطورات محمودة بحزب الوفد من خلال القيادة الجديدة المتمثلة فى بهاء أبوشقة وهانى سرى الدين كسكرتير عام.
 

وفى اعتقادك من سيقود الساحة السياسية المقبلة؟

- مازال محل تقييم، ولو أن هناك دورين لحزبين، فيمكن أن يتمثلا فى «دعم مصر» و«الوفد»، فالأول يمكن أن يقوم بالدور الداعم لبرنامج الدولة من خلال تبنى هذا البرنامج، أما الثانى فيمكن أن يتزعم المعارضة، بمعنى أن يكون متوافقا فى القضايا الوطنية العريضة ومختلفا فى البرامج التفصيلية والأولويات وتوزيع الموارد الموجودة.
 

وكيف سيكون دور الأحزاب الأخرى مثل «المصريين الأحرار» و«مستقبل وطن» وغيرها؟

- آن الأوان أن يكون هناك تحفيز لتحالف هذه الأحزاب معا، لأنها متقاربة من حيث الشكل والمضمون، إن تكتلوا فسينجحوا فى إخراج كتلة برلمانية تزيد على 100 عضو، أيا كان الشكل الذى يفضلونه، سواء اندماج أو تحالف، والحقيقة أن من يرفض ذلك يكون لأسباب فردية، وأدعو كل كيان أن يفند 10 أسباب على الأقل لتكون أمام الشارع مبررا لرفضه بشأن تحالف الأحزاب.
 

وماذا عن الأحزاب الصغيرة وكيف ندعوها للاندماج؟

- عدم اندماجها نوع من التهريج والعبث السياسى، فنحن لدينا 9 أحزاب فقط من بين 100 حزب يمكن أن تكون نواة لأحزاب كبيرة.
 
وللأسف هناك أمراض بالساحة الحزبية وميول انقسامية، ونحن نحتاج جديا لإنقاذ الساحة السياسية والحزبية وإعادة ترتيبها، بشكل يضمن تفاعلا سياسيا صحيا وليس تفاعلا مرضيا لا يخرج قيادات ولا منافسين على المناصب القيادية فى الدولة، وأشك أن من يتحدثون عن المحليات لديهم أعضاء قادرين على المنافسة، فالأحزاب تحتاج إلى مواجهة نفسها، والشجاعة فى الاتحاد، والأهم من ذلك الجدية.
 

وهل تتوقع قدرة الأحزاب على الدفع بمرشح رئاسى يستطيع المنافسة فى الانتخابات الرئاسية التى ستجرى بعد 4 سنوات؟

- مصر ولادة، والمقارنة بعد الرئيس السيسى صعبة، ولكن هناك شخصيات عدة يمكن أن تقود، والأحزاب ستكون قادرة على الدفع بمرشح، ولكن بشرط أن تكون أكثر نضجا ولديها قيادة وإدارة للحزب، وأن تعمل على خلق شبكات اتصال فى المجتمع وحضور فى الشارع، ويكون لديها كوادر قادرة على الحركة والتحليل السياسى، وذلك إذا صححت أوضاعها، وأدركت أن الوضع الحالى غير صحى واستمراره غير مقبول.
 

وماذا عن حزب الغد؟

- حزب الغد وموسى مصطفى موسى حصل على فرصة، وبورصة اسمه ارتفعت خلال الفترة الماضية، ولكن الأمر يتوقف على استغلاله لهذه الفرصة، وقدرته على بناء حزبه وتقربه للشارع.
 

وما تحليلك لاحتلال الأصوات الباطلة المركز الثانى فى الانتخابات الرئاسية؟

- بلغ إجمالى الأصوات الباطلة مليونا و750 ألف صوت، وهذه الكتلة تمثل المعترضين الحريصين على أداء واجبهم الوطنى، ولكن لعدم وجود منافسة، قرروا إبطال أصواتهم، وهذه ظاهرة مؤقتة حدثت فى جولتين انتخابيتين، كانت لهما ظروف استثنائية، ولكن حال وجود قائمة وشخصيات متنوعة، فالأمر سيختلف، ولن تأخذ المركز الثانى بل من الممكن أن يصل الأمر لمرحلة الإعادة.
 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة