محمد الدسوقى رشدى

الحقيقة وراء أزمة صلاح واتحاد الكرة

الإثنين، 30 أبريل 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تلك هى الحدوتة باختصار.. لا تظلموا محمد صلاح، ولا تساهموا فى تحقيق غرض من يريد الترويج لوجود صراع بين الدولة ونجمها فى ملاعب أوربا، واجعلوا تلك الأزمة نقطة انطلاق لتحديث ومنهجة المنظومة الرياضية فى مصر.
 
لا أحد فى اتحاد الكرة يكره محمد صلاح، هو نجم اللعبة ورمز الاتحاد وسفيره الأفضل منذ عشرات السنوات فى كل المحافل الدولية، كيف يكره أحد فى منظومة الرياضة المصرية الفرخة التى تبيض لها ذهبا ببريق عالمى؟
 
قبل كأس العالم البطولة التى غابت عنها مصر كثيرا وتعود إليها من جديد لتقدم نفسها للمجتمع الكروى العالمى وفى ظرف سياسى دولى يقتضى ظهورا مصريا مستقرا ومشرفا فى كل مكان، من المؤكد أنه لا أحد فى اتحاد الكرة ولا المؤسسات الرياضية يريد أن يكسر محمد صلاح فرس رهان الدولة المصرية على تقديم نموذج مشرف للمشاركة فى كأس العالم بروسيا، وبيقين لا ريب فيه لا أحد فى الدولة المصرية يرغب فى تشويه الفرعون قبل محطته المهمة نحو تحقيق ضربة قياسية جديدة بمشاركة أول لاعب مصرى فى نهائى دورى أبطال أوربا، وهنا سيقفز السؤال مشروعا ومشفوعا بالخوف على صلاح وصورة مصر، إذًا ما سبب أزمة اتحاد الكرة مع محمد صلاح وكيف وصل بها الحال إلى وضع يسعى معه هواة الصيد فى الماء العكر لتعظيم حجم الأزمة واستغلالها؟
 
يدفع صلاح الذى غرق حتى أذنيه فى منظومة احترافية تعلم معها أن كل خطوة بحساب وكل ضحكة بقانون وكل تصريح لا يتم إلا وفق عملية مؤسسية مدروسة بدقة، ثمن تعامله مع منظومة كروية داخل اتحاد الكرة المصرية غاب عنها الاحتراف منذ سنوات طويلة، هذا هو سر الأزمة الحقيقى الفجوة، فجوة بين لاعب نجح وأصبح جزءا من منظومة محترفة يسأل بداخلها عن كل ما يفعل وبين اتحاد كرة مصرى اعتاد أن يدير أموره بالتراضى وبالمحبة بعيدا عن اللوائح والقوانين، يحدث هذا الاشتباك الناتج عن غياب الإدارة المحترفة فى اتحاد الكرة كل أسبوع تقريبا بسبب الحكام مرة وقوائم اللاعبين مرة أخرى وفى مواقف مختلفة مثل عقود اللاعبين وحقوق البث وغيرها، ولكنه دائما ما كان يجد حلا بالتراضى، فى هذه المرة الأزمة تفاقمت لأن طرفها لاعب هو الأشهر فى العالم الآن، ولأن التراضى ليس جزءا من الحل مع أندية أوربية لا تعرف سوى لغة القانون واللوائح المنظمة لأى عمل رياضى.
 
ضع الأمور فى نصابها، ولا تقل إن صلاح يتعرض لهجمة من الدولة لكسره، بل قل إن صلاح كان نصيبه أنه أول محترف حقيقى حقق كل هذا النجاح يصطدم بأزمة العشوائية داخل اتحاد الكرة، تعامل مع الأمر بهذا الشكل حتى تقطع الطريق على هؤلاء الذين يسعون بخبث لتحويل الأمر إلى فتنة، انظر إلى خلايا وكتائب الإخوان وقد بدأت تستغل ما حدث بعد خلطه بكثير من الأكاذيب والبهارات لإعادة تصدير صورة تروج لوجود خصومة بين الدولة المصرية ونجمها الرياضى الأول.
 
نعلم جميعا منذ زمن أن لحظة الاصطدام مع المنظومة الاحترافية العالمية قادمة لا محالة، كنا نتمنى أن يتدارك المسؤولون عن الرياضة فى مصر الأمر بتعديلات فورية قانونية وإدارية تقلل تلك الفجوة وتحمى مصر ونجومها من أى ضرر، وربما يكون ما حدث مع محمد صلاح مؤشرا مهما لضرورة الإسراع والتعجيل بدراسة أوضاع الإدارة والقوانين الرياضية فى مصر بحيث ينتهى زمن الإدارة بالفهلوة والعشوائية والمحبة داخل اتحاد كرة القدم المصرى الذى عاش كثيرا يدير أموره على طريقة معلهش ياكابتن مجدى خليها علينا المرة دى.
 
باختصار هى ليست عداوة ولا خصومة ولا مؤامرة ولا كراهية ولا حتى لعبة تصفية حسابات، هى فقط حصاد لفكرة العشوائية ونتيجة لمنظومة رياضية مترهلة إداريا وقانونيا، وميراث لفكرة راسخة فى أروقة اتحاد الكرة والمؤسسات الرياضية المصرية تخص الإدارة بالصدفة والمحبة و«عديهالى المرة دى».






مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الرحمن حسن

أين رئيس إتحاد الكرة من كل هذا ؟

أبو ريدة رئيس الإتحاد المصرى وعضو الإتحاد الدولى ، على دراية وإطلاع بالنظم والقوانين الدولية للعبة كرة القدم ، كيف يترك التصرفات العشوائية داخل الإتحاد ليظهر بهذا الضعف والمهانه ، ولا يتدخل بحرفية لتعديل المسار .

عدد الردود 0

بواسطة:

محسن محمود

حان الوقت لتوقيف الفهلوة

كلام المقال مظبوط جدا. نتعامل مع كل امورنا اما بمعلهش المرادي او الفهلوة و الضحكة الصفراء الغبية. حان الوقت لكي نرفع من مستوي مصر من خلال احترافية تعاملاتنا المحترمة

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الحليم سيد

جميع مؤسساتنا علي هذا المنوال

نعم أنا اؤيد كلام سيادتكم جملةً وتفصيلاً ولكن هذا مرض شائع في مصرنا الحبيبة ألا وهو المحاباه والمجاملات والتي تؤدي الي وضع الرجل المناسب في المكان الغير مناسب الذي يؤدي الي فشل ذريع وتخبط وعدم نجاح أو توفيق ثم نتهم الاخرين بأنهم سبب فشلنا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة