صور..باريس تحتضن ندوة حول الشراكة الاستراتيجية مع مصر..المركز الدولى للدراسات الجيوسياسية يناقش خطر الإرهاب وحركات المتطرفة المرتبطة بفكر الإخوان..نقاش حول أبعاد التحالف الإستراتيجى الفرنسى المصرى الجديد

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 08:21 م
صور..باريس تحتضن ندوة حول الشراكة الاستراتيجية مع مصر..المركز الدولى للدراسات الجيوسياسية يناقش خطر الإرهاب وحركات المتطرفة المرتبطة بفكر الإخوان..نقاش حول أبعاد التحالف الإستراتيجى الفرنسى المصرى الجديد ندوة حول العلاقات المصرية الفرنسية فى باريس
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظم المركز الدولي للدراسات الجيوسياسية والتحليلات الاستشرافية (CIGPA) برئاسة البروفسور والفيلسوف والسفير التونسى السابق فى اليونسكو الدكتور مازرى حداد، ندوة حول التحديات الاستراتيجية للتحالف الفرنسى المصرى، وشملت محاور الندوة مناقشة خطر الإرهاب والحتمية الديمقراطية والشراكة الاقتصادية.

07a0c366-5628-47af-9293-e18e0f08c8ae

ونشر المركز الدولى للدراسات الجيوسياسية والتحليلات الاستشرافية، تفاصيل النقاشات التى جرت فى الندوة التى احتضنتها العاصمة باريس 29 مارس الماضى، بحضور نخبة متميزة من الوزراء والمستشارين السابقين فى الشؤون الخارجية لكلا البلدين، وكان الهدف تقييم إمكانية إحياء العلاقات الفرنسية المصرية على جميع المستويات الدبلوماسية بهدف خلق قوة دافعة جديدة للعلاقات الأوروبية العربية التي تعاني من أزمة عميقة في سياق الإرهاب الدولى، وفضلا عن الغياب الكبير للولايات المتحدة الامريكية لتلعب فرنسا دورها في شغل المساحات الفارغة فى المنطقة الحيوية من العالم.

7dc54f70-282e-4fd1-9d51-52996977f224

وسلط المركز الضوء على أسباب وبوادر الأمل فى ظهور محور جديد فى باريس / القاهرة ، بقيادة الرئيس السيسي وماكرون ضد ما يعرف بقبضة واشنطن الخانقة على المستقبل السياسى للدول العربية.

9d64fcb9-813a-440a-9cd4-8eecac246abb

وتناولت الندوة التحالف الاستراتيجى الفعال وتقديم تفسيرات منطقية للتوجه الفرنسى الجديد تجاه مصر ودول جنوب المتوسط بشكل عام، وكشف الأبعاد وبلورة الأهداف المحتملة له، من حيث الأسباب، والأهداف، والنتائج، والتداعيات الجديدة، وأثرها الايجابى على مستوى العلاقات الثنائية، وفى محاربة الإرهاب العالمى، وحركات المتطرفة المرتبطة بفكر التنظيم الإخوانى الذى تفرعت عنه كافة التنظيمات الارهابية المتنوعة ، ودورها فى تفاقم ظاهرة الإرهاب وفى زعزعة استقرار جنوب المتوسط وتهديد أوروبا.

89e98ebe-8121-4a10-bdb3-75257acb0e42

كما بحثت الندوة فى مدى تأثير إعلام الإخوان المسلمين والمال السياسى لكل من قطر وتركيا على منظمات حقوق الانسان ورؤيتها للأحداث فى مصر على وجه الخصوص، كما بحثت كيفية تحقيق التوازن بين الحريات والأمن، ودور المؤسسة الدينية فى تحقيق ذلك.

99a63fc2-8e20-4e78-8557-6ced5bd2eaa6

وتمكنت الندوة فى مُخرجاتها الأساسية من بلورة رؤية عامة حول التوجه الفرنسى تجاه مصر، وأثر العلاقة بين الجانبين على التعاون المشتركة بينهما، وكذلك مواجهة التحديات المشتركة بهدف الوصول لحالة الاستقرار على كافة المستويات.

89488f86-37d0-45fc-bf93-56463c7df1b0

شارك فى الندوة كوكبة من وزراء مصريين وفرنسيين سابقين وبرلمانيين وخبراء وعدد من المفكرين والإعلاميين الفرنسيين وقيادات سياسية وأمنية ؛ أبرزهم الدكتور عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية الذى بعث مداخلة مكتوبة قراها الدكتور الحداد والدكتور محمد العرابى؛ وزير الخارجية السابق، والدكتور مفيد شهاب ؛وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق وزير سابق للشؤون القانونية والبرلمانية، والدكتورة مشيرة خطاب ؛ وزيرة الأسرة والسكان سابقا والرئيسة السابقة للجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة والمرشحة السابقة لمنصب مدير عام اليونسكو، والبروفسور عادل المهنى؛ استاذ محاضر فى كلية الاقتصاد بجامعة باريس، رئيس الجمعية الأورو متوسطية للتنمية المستدامة في مصر.

c51bb635-cf36-412b-b008-723e456c430a

ومن فرنسا هوبير فيدرين، الأمين العام السابق للإليزيه فى عهد الرئيس فرانسوا ميتران ووزير الخارجية السابق فى عهد الرئيس جاك شيراك، وهرفى دى شاريت، وزير الشؤون الخارجية السابق والرئيس السابق لغرفة التجارة العربية الفرنسية، وفيليب فوليو، النائب فى الحزب الفرنسى الحاكم "الجمهورية إلى الأمام" ، رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية الفرنسية المصرية، وهنرى جينو ؛ كبير مستشارى الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، وعراب اتحاد الأورومتوسط ؛عضو في حزب الجمهوريون، والبروفسور مارك لافيرن الخبير الجيوسياسى، ومدير مركز الأبحاث CNRS ، المدير السابق لمركز الدراسات والتوثيق الاقتصادي والقانوني في القاهرة، والبروفسور شارل سان برو؛ الأستاذ جامعي ؛والمؤرخ والكاتب فرنسي، مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية في باريس، والصحفى رونو جيرار ؛ الخبير فى شئون الشرق الأوسط، وكبير محرري صحيفة Le Figaro اليومية.

c65ac81c-79d7-4d2d-97be-1304452d8dc5

وتناولت الندوة ثلاثة محاور أساسية تفرعت منها جلسات نقاشية مثمرة أدارها الدكتور مازرى حداد رئيس مركز سيجبا مع القاعة التى كانت تمتلئ بنحو 300 من نخبة مكونة من بعض السياسيين والبرلمانيين والمثقفين الفرنسيين والعرب ورموز المجتمع المدنى الفرنسى وبعض الأكاديميين والباحثين ورجال الاعلام.

d5a67084-1c74-4a54-b3a2-e44763438714

تطرق المحور الأول إلى مراجعة شاملة للعلاقات الفرنسية المصرية منذ عهد عبد الناصر إلى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، تحدث فيها البروفسور مارك لافيرنى عن ملف العلاقات الثنائية الفرنسية المصرية، منذ الحرب الباردة إلى إعادة ترتيب نظاما إقليميا في تمخض.

 

كما تحدثت الدكتورة مشيرة خطاب عن جانب من العلاقات الثقافية المصرية الفرنسية: (ما بعد الماضي و آفاق المستقبل  ) كما تطرق فيها البروفسور شارل سانت برو إلى موضوع (الاختلافات والتقارب بين فرنسا ومصر ، منذ أزمة قناة السويس إلى اللقاء بين ماكرون والسيسى).

 

أعقب المداخلات جلسة نقاش حيوى مع القاعة فيما تركز المحور الثانى على ملف ( الإرهاب ، الإخوان المسلمون ، الحقوق الاقتصادية ، الحريات السياسية: التحديات الكبرى لمصر المعاصرة) تطرق فيه الوزير هرفيه دو شارريت إلى موضوع ( فرنسا ومصر فى مواجهتهما لاضطرابات الشرق الأدنى والأوسط) فيما تناول الوزير مفيد شهاب فى بحث ضخم (مسؤولية المجتمع الدولى فى محاربة الإرهاب العالمى.) وركز الصحفى رونو جيرار مداخلته على اشكالية ( انكفاء الحركات الإسلامية وعودة الواقع الوطني إلى الشرق الأوسط : الانموذج المصرى) أعقبت الجلسة نقاش مع القاعة.

 

أما المحور الثالث فتركز على أبعاد الشراكة الاقتصادية والتوافق الجيوسياسى من منظور التحالف الإستراتيجى الفرنسى المصرى الجديد قام فيها الوزير هوبير فيدرين  بالحديث عن العلاقات الثنائية الفرنسية المصرية بعنوان: ( أية سياسة عربية لفرنسا، بين القوة العظمى الأمريكية، السوفيتية الجديدة والتوسع الصيني؟،  كما تحدث هنرى جينو، كبير مستشارى الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، عن ( الاتحاد من أجل المتوسط (UPM) ، ضرورة جيوسياسية لفرنسا وللعالم العربى) فيما تناول الوزير الدكتور محمد العرابى سياسة مصر الدولية والإقليمية واليات ومحاور العلاقات المصرية الفرنسية بمداخلة تحت عنوان (هل فشل الشرق الأوسط الكبير (GMO) الإسلامي الأطلسي في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين فرنسا ومصر؟ ).

 

واختتم المداخلات البروفسور عادل مهنى بالحديث عن الجوانب الاقتصادية للعلاقات الثنائية بمداخلة حملت عنوان:( الشراكة الفرنسية المصرية بين الممانعة والاستمرارية ) . وأعقبت المداخلات جلسة نقاش فكرى.

 

واستهل الدكتور مازري الحداد رئيس المركز الفكري CIGPA اعمال الندوة بكلمة الافتتاح رحب فيها بالحضور وقام باستعراض الوضع الراهن في مصر ومحيطها الاقليمي والمعطيات والتحديات القائمة بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية المصرية ،التي تواجهها أهم وأكبر دولة عربية التي يتجاوز عدد سكانها 100 مليون نسمة، ودافع عن مصر قيادة وشعبا أمام مزاعم الإعلام الإخوانى والأجندات السياسية لبعض المنظمات الحقوقية التى تتعامل مع "الكيان القطرى" وعرض تحت الصدام القائم بين رأيين متعارضين لا يمكن التوفيق بينهما. - بالنسبة للبعض؛ عرض رأى الإخوان المتأسلمين وحلفائهم في أوروبا من جمعيات اسلامية وحقوقيين وإعلاميين؛ بأن مصر تعيش تحت "ديكتاتورية عسكرية"، وما الانتخابات المعلنة سوى "خدعة" سياسية، ولهذا يتوجب مقاطعتها.

 

وعرض الرأي الآخر، ولاسيما المراقبون والمحللون الذين هم على دراية بالواقع الاجتماعى والسياسى والاقتصادى والأمنى فى هذا البلد، فى قراءة موضوعية للحدث وكيف تعد الانتخابات الرئاسية استحقاقا بمثابة خطوة حاسمة فى العملية الديمقراطية التى تشهدها مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013 والتى أدت إلى استقالة محمد مرسي، ثم انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي فى مايو 2014 ، والذى نجح فى الفوز بولاية ثانية مدتها أربع سنوات.

 

وأوضح الدكتور مازرى الحداد بأن المسار الديمقراطي في مصر ليس بالهين ولا يمكن مقارنة التجربة الديمقراطية المصرية الحديثة بالديمقراطيات الغربية العريقة والراسخة في المجتمعات والأذهان منذ قرون، موضحا أن الديمقراطية ثقافة وعقلية فردية واجتماعية قبل أن تكون عملية اقتراعية وحسابية.

 

وأكد أن البناء الديمقراطى فى مصر تعكسه ثلاثة عوامل بل قيود أولها الاصلاح الاقتصادى العاجل والشامل، والمواجهة الصارمة للإرهاب، والسيطرة على ارتفاع عدد السكان بالتوعية والبيداجوجية (مليون مولود كل 10 أشهر).

 

وركز حداد على محاور العلاقات بين البلدين والتحديات المشتركة، في إطار مكافحة خطر الإرهاب العالمي، وتنامي التنظيمات المتطرفة وتهديدها لأوروبا، والشراكة المتعددة بين الجانبين، وللوصول إلى وطرح مجموعة من الاستفسارات حول العلاقة بين رؤية منظمات حقوق الانسان، والتأثير الإعلامي للإخوان المسلمين، والمال السياسي لقطر وتركيا في أوروبا وعلى وجه الخصوص فرنسا وشرح حداد كيف يمكن لمصر أن تحقق التوازن بين ترسيخ القيم الديمقراطية وتعزيز السلم بين الحريات الفردية والأمن الجماعي ودور المؤسسة الدينية الرسمية في هذا الاطار .

 

بدوره أكد الوزير مفيد شهاب فى توصياته خلال الندوة أن الإرهاب والتطرف يشكلان تهديداً مستمراً للسلم والأمن فى كل دول العالم، ويجب إدانتهما والتصدى لهما بصورة شاملة، من خلال إعتماد استراتيجية شاملة فاعلة، وجهد دولى منظم تقوده الأمم المتحدة، داعيا الأمم المتحدة إلى أن تكون المحور الأساسى لتوحيد مجالات التعاون فى مجال مكافحة الإرهاب.

 

وأكد أنه من الضرورة تيسير تدفق المعلومات بين مختلف الأجهزة المعنية بمكافحة العمليات الإرهابية فى الداخل ومع مختلف الدول، وخاصة تلك المعنية بمكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. ولا شك أن كفالة التعاون بين هذه الأجهزة على مستويات ثنائية وجماعية، يعتبر عاملاً حاسماً فى وأد الجرائم الإرهابية قبل وقوعها، داعيا لبذل محاولات جادة لتسوية النزاعات الدولية والإقليمية سلمياً، مما يسهم فى تفويت الفرصة أمام المنظمات الإرهابية فى استغلال معاناة الشعوب والضيق الذى تشعر به نتيجة أوضاع ظالمة فرضت عليها.

 

فيما أكد مدير مرصد الدراسات الجيوسياسية بباريس الدكتور شارل سان برو، في مداخلته أن مصر شريك أساسي لفرنسا في العالم العربي الغارق في الأزمات وتشغل مكانة مهمة في السياسة العربية لفرنسا في ظل التقارب الاستراتيجي في وجهات النظر بين البلدين حول القضايا الإقليمية لا سيما لإيجاد حل عادل لمأساة الشعب الفلسطيني والتصدي لخطر التطرف والإرهاب وتعزيز الروابط بين ضفتي المتوسط.

 

وأكد "برو" أنه في الوقت الذي لم تتردد فيه الولايات المتحدة في عهد باراك أوباما في دعم وصول الإخوان للحكم، فإن فرنسا لم تتجاوز حدودها ومن هنا شهدت العلاقات المصرية الفرنسية دفعة جديدة، لافتا إلى أن تعزيز التعاون بين فرنسا ومصر يحمل مدلولا جيوسياسيا له أهمية كبرى، مشيرا إلى مواجهة مصر تحديات الحرب على قوى الكراهية والإرهاب.

 

واعتبر أن الدبلوماسية الفرنسية لا يجب أن تأخذ في الحسبان مناورات الأوساط الأيديولوجية المتواطئة مع الجماعات الرجعية والمتشددين الذين يريدون جر مصر إلى الفوضى، مشيرا إلى وجود تواطؤ بين النزعة اليسارية والتعصب الديني الزائف وأنه لا يجب على فرنسا أكثر من أي طرف آخر التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

 

وأكد المحلل الفرنسي أن مصر بحاجة لمساعدة أصدقائها في الحرب الشرسة التي تخوضها ضد تنظيم الإخوان الإرهابي والمجموعات الإرهابية في سيناء، مشيرا إلى وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي عقب توليه رئاسة البلاد في 2014 باستعادة عظمة مصر وإلى ما تتطلبه هذه المهمة الجسيمة من إمكانية الاعتماد على أصدقاء موثوق فيهم وليس على دول مواقفها غير واضحة.

 

ورأى سان برو أنه آن الأوان لفرنسا أن تعزز سياستها العربية من خلال تحالفات ملموسة مع دول تشاركها نفس الشواغل والتحليلات وخاصة الدول التي تحارب التطرف في الصفوف الأمامية مثل مصر والإمارات، محذرا من ناحية أخرى من خطر حدوث مواجهة بين شمال وجنوب المتوسط وإلى ضرورة تجنب ذلك بتعزيز الروابط بين الحضارات المختلفة.

 

بدوره أكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيبس لجنة الشئون الخارجية في مجلس النواب في مداخلته أهمية دور مصر وفرنسا في منطقة الشرق الأوسط، في ظل التغيرات العديدة التي أعقبت ما يسمى بالربيع العربي وبروز ظواهر جديدة اثرت على الأمن الإقليمي والدولي.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة