لم تترك المرأة مجالا فى الحياة إلا وقامت باقتحامه، ولم تعد هناك مهنة مقتصرة على الرجال فقط، حتى حراسة السيارات.
"الحاجة بشرى" لم تملك أى اختيار عقب مرض زوجها إلا العمل معه لتربية الأبناء، وخاضت مجال العمل معه فى حراسة السيارات حتى ورثتها بناتها واستكملن طريق العمل الشاق.
ففى داخل شارع السكة القديمة، أهم وأقدم الشوارع التجارية فى مدينة المنصورة يوجد جراج كبير للسيارات، "الحاجة بشرى" تجلس على كنبة صغيرة وأمامها وابور الجاز وقططها العشرين، هى المسئولة عن حراسة الجراج منذ سنوات طويلة حتى وصل عمرها إلى 78 عاما.
وتقول بشرى أحمد مندور،تزوجت منذ 60 عاما ورزقها الله بسبع أبناء هم، "أشرف ويعل محاسب، وآمال وعطيات وابتسام تعملن فى الجامعة، و فؤاد سائق، وسهير وصفاء تعملن فى حراسة السيارات داخل الجراج".
وتضيف الحاجة بشرى، " بعد فترة لم يستطع زوجى الاستمرار فى مهنته سائق بسبب المرض، وانتقلنا إلى إحدى الجراجات لحراسة السيارات وعملت معه فى غسل وتنظيف السيارات فى الجراج، حتى تعلمت قيادة السيارات لركنها فى الجراج وأمام العمارات على شارع البحر، لافتة إلى أن الجراج كان وقفا إلى الأمير التركى (محمود أغا جاويشيان ) ولم ينجب أبناء، فكان ريع تأجير الجراج و19 مبنى من المبانى الأخرى مخصصة للصرف على الفقراء و الغلابة وإطعام الحيوانات.
وتقول بشرى، إن القطط كثيرة لديها وتقوم بإطعام ورعاية أكثر من عشرين قطة، والحمد الله أكملت مشوارى بتربية أبنائى حتى تزوجوا.
و تقول سهير 58 سنة إبنة الحاجة بشرى، أعمل سائسة منذ كان عمرى 9 سنوات ، و تعلمت قيادة السيارات لمرض والدى، وتضيف:" العمل الشريف لا يعرف فرقا بين الرجل والمرأة ، والسعى وراء لقمة العيش دفعنى لممارسة تلك المهنة التى تحتاج إلى صبر و طول بال، وتعودت عليها على الرغم من غرابتها و كثيرا ما واجهنا مواقف صعبة فى العمل، واستمر عملى أيضا بعد زواجي الذى دام 22 عاما".
وتقول الإبنة الصغرى صفاء 40 سنة، " أعمل أيضا فى نفس المهنة، و بالرغم من حصولى على بكالوريوس خدمة اجتماعية ، إلا أننى لم أحاول ان أبحث عن عمل اخر و قررت الاستمرار فى العمل أنا و زوجى مع والدتى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة