خالد عزب يكتب: اليهود العرب فى إسرائيل- رؤية معرفية

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 12:00 ص
خالد عزب يكتب: اليهود العرب فى إسرائيل- رؤية معرفية غلاف كتاب اليهود العرب فى إسرائيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر حديثًا عن مكتبة الإسكندرية كتاب "اليهود العرب فى إسرائيل- رؤية معرفية"، وقد بُنى هذا الكتاب على رسالة للدكتوراه للباحث الدكتور  عمر كامل من معهد العلاقات الدولية التابع لقسم العلوم السياسية التابع لكلية العلوم الاجتماعية والفلسفية بجامعة لايبزيج بألمانيا، ترجمته الدكتور شيرين القبانى- باحث أكاديمى بمكتبة الإسكندرية.
 
فى مقدمة الكتاب يوضح الكاتب سبب اهتمامه بمعالجة قضية حساسة مثل الدراسات اليهودية والبحث فى قضايا المجتمع الإسرائيلى،  ويدلل على عمق الهوة المعرفية بين العرب وإسرائيل وضرورة تفعيل الاهتمام المعرفى لدراسة الآخر الإسرائيلي. وعلى الرغم من وجود بعض الأكاديميين العرب الذين يتمتعون بمستوى جيد ومعرفة لا بأس بها باللغة العبرية؛ فإن نشاطهم الأكاديمى ينحصر فقط فى ترجمة مقتطفات من الصحف العبرية إضافة إلى الدراسات اللغوية المقارنة.
 
وعلى العكس من ذلك تمامًا، يلاحظ المؤلف أن المؤسسة الأكاديمية الإسرائيلية لها تفوقها الواضح على مثيلتها من المؤسسات العربية، فالمؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية نجحت فى تطوير طرق ومناهج لبحث ودراسة الآخر العربي. وتبنى كثير من أبنائها منهجية البحث العلمى فى تناول المجتمعات العربية، وبذل العديد منهم الكثير من المشاق للذهاب إلى المجتمعات العربية، ولم ينحصر هذا فقط على مجتمعات عربية عقدت اتفاقيات سلام مع إسرائيل، بل تعداها إلى تلك التى ما زالت فى حالة عداء رسمى مع الدول العبرية. وعليه فإن دءوبية الأكاديميين الإسرائيليين وانكبابهم على دراسة الآخر العربى،  بغض النظر عن تسخير هذه الدراسات لأهداف سياسية جعل النصيب المعرفى الإسرائيلى بالمجتمعات العربية يفوق النصيب المعرفى العربى بإسرائيل. وعلى تلك الفكرة الأساسية بنى المؤلف قراءته فى هذا المؤلف الهام.
 
وتأخذنا الرحلة إلى البداية مع الفصل الأول والذى يفتح أمامنا المعالجة النظرية للمجتمع الإسرائيلى وتركيبة اليهود العرب فى بنية هذا المجتمع. وقد وقع الاختيار على المثقف الإيطالى أنطونيو جرامشى (1891-1937)، أو بالأحرى أفكاره النظرية حول كيفية بناء وتشييد طبقة معينة لنظام هيمنى يسعى للسيطرة على كيان الدولة والمجتمع. فأهل البحث والدراية فى الشئون الإسرائيلية سواء فى العلوم الاجتماعية أو السياسية يميلون على الأغلب فى شرح الداخل الإسرائيلى إلى أن الدولة العبرية ومنذ لحظات المهد الأولى يسيد فيها اليهود الأوروبيون، وقد جرت العادة على تسميتهم بالإشكناز، على مقدرات يهود الشرق المعروفين بالتعميم تحت مصطلح اليهود سفاراد أو السفارديم. وفى شرح للسيادة الإشكنازية على السفارديم يميل الرأى،  إلى ثنائية المثاقفة، والتى ترى فى اليهود الإشكناز، أبناء ثقافة حضارية أوربية لها التفوق فى مقابل السفارديم، كأبناء ثقافة عربية إسلامية متأخرة. من هنا كان اختيار لجرامشى لشرحه الهيمنة فى إطار توافق بين المنهجية الاقتصادية بالعامل الثقافى؛ حيث يرى جرامشى أن المصلحة الاقتصادية لها الأولوية فى بناء هيمنة طبقة على طبقة، وبالتالى تشكل الحجر الأساسى لشرح الهيمنة فى أى مجتمع، وأن البعد الثقافى، إنما يوظف لإرساء الهيمنة الاقتصادية وجعلها واقعًا مُسَلَّمًا به.
يقوم الفصل الثانى بدراسة العلاقة التاريخية بين يهود الشرق الإسلامى،  أو كما يطلق عليهم "يهود الإسلام" فى مواجهة اليهود الأشكناز، أو كما يطلق عليهم "يهود أوروبا المسيحية"، وهى مسميات تعبر عن واقع تاريخى،  انعكس فى نشأة أسلوب حياة دينى يهودى تأثر ثقافيًّا ودينيًّا بأوروبا المسيحية، يعُرف بالمنهج الأشكنازى،  ونمط حياة يهودى آخر، نشأ وترعرع فى أحضان الثقافة العربية الإسلامية، وأخذ من عاداتها وتقاليدها كثير؛ بحيث يمكن لنا أن نقول إن هناك يهوديتين، يهودية إسلامية، ويهودية أوروبومسيحية. ويستعرض هذا الفصل أيضًا كيف كان ليهود الإسلام السبق الدينى والمعرفى،  فى مقابل يهود أوروبا المسيحية منذ نشأة الإسلام وإلى القرن الثامن عشر.
وانفرد الفصل الثالث باستعراض المصطلحات المستخدمة فى الكتاب من جهة، ومن جهة أخرى الإطار النظرى الذى اتبعه الباحث فى طرح فكرة الكتاب وشرحه، ولعل أهم هذه المصطلحات، هو مصطلح الصهيونية: لقد ولدت الأيديولوجية الصهيونية فى أوروبا. أما من نادى بها فكان الصحفى النمساوى تيودور هرتزل (1860-1904)، الذى نادى فى حياته بالصهيونية السياسية؛ حيث أدرك أن استيعاب اليهود فى مجتمعات إقامتهم الأوروبية لا يمكن أن يمثل حلًّا للمسألة اليهودية. فلم تكن أوروبا المستنيرة فى القرن التاسع عشر فى وضع يتيح لها تقبل مواطنيها من اليهود باعتبارهم جزءًا من النسيج الأوربي. لقد أراد هرتزل بتلك الأيديولوجية الصهيونية الحصول على إجابة للمعاداة السامية الأوروبية. فمثل كل الشعوب الأوروبية، كان من الضرورى أن يحصل الشعب اليهودى هو الآخر على وطن له بحدود محددة ومعروفة. إلا أنه وبصورة مختلفة عن كل الشعوب الأوروبية، كان لزامًا أن يكون هذا المواطن الخاص بالشعب اليهودى -الأوروبى خارج الحدود الجغرافية لأوروبا؛ لا لشىء غير رفض أوروبا إعطاء يهودها الحق فى إقامة دولة يهودية فى إطار الجغرافيا السياسية الأوروبية. كان لزامًا أن يكون هذا الوطن خارج المكان، بعيدًا عن الحدود الجغرافية، فكان هذا الوطن الجديد لليهود، فلسطين، وبعد وفاة هرتزل غادر حاملو لواء الأيديولوجية الصهيونية الساحة الأوروبية على شكل موجات هجرة متتالية؛ وذلك حتى يتمكنوا من تحقيق عملهم الصهيونى فى الشرق. وبالفعل كانت إسرائيل حينما أعلن مؤسسها وأول رئيس لوزرائها دافيد بن جوريون (1973-1886) فى مايو عام 1948، كانت كيانًا أوروبيًّا. لم يكن آباء الدولة العبرية من الأشكناز يهتمون بيهود البلدان العربية، ولكن حينما جاءت النازية وتولى الحكم هتلر وعملية الإبادة الجماعية لليهود الأوروبيين التى تمت فى عهده، ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية، وجد مؤسسو الدولة العبرية فى فلسطين أنفسهم فى موقف صعب، حيث كانت دولتهم قد أسست، إلا أن مواطنيها أو من كان يتوقع لهم استيطان فلسطين من يهود أوروبا، قد تمت إبادة أعداد كبيرة منهم فى أوروبا، والأحياء منهم لم يكونوا بتلك الأعداد المرجوة للمشروع القومى الجديد. لذا قررت الزعامة الإسرائيلية استجلاب هؤلاء اليهود، مع تعهد الدولة العبرية باتخاذ "إجراءات تربوية من أجل تحرير يهود الشرق من سلوكهم البربرى الذى سكن واستقر فى مظهرهم وسلوكهم وعاداتهم وتقاليدهم كجزء من ثقافة عربية إسلامية متخلفة" وعليه فقد رافق وصول هؤلاء اليهود من البلدان العربية عدد من التدابير الحكومية مما يمكن أن نطلق عليه اسم "إعادة تأهيل اجتماعي"، بما يتيح لهم خلع اللباس الحضارى العربى المتخلف، وارتداء ثوب الحضارة الأوروبية كما يشكله نمط الحياة الأشكنازية.
 
ويستعرض الفصل الرابع الهيمنة الأشكنازية فى إسرائيل انطلاقًا من المنهجية الجرامشية فى كيفية بناء وتوطيد هيمنة فريق مجتمعى على آخر. وذلك من خلال ثلاثة محاور؛ المحور الأول يلقى الضوء على الأب الروحى والمؤسس الحقيقى للهيمنة الأشكنازية للصهيونية ذات الصبغة الاشتراكية على مقدرات المجتمع الإسرائيلى،  دافيد بن جوريون، وكيف تمحورت قوتها حول حزب ماباى،  الذى ظل يحكم إسرائيل لأكثر من ثلاثة عقود متواصلة. ثم المحور الثاني؛ أى مفهوم الدولة الإسرائيلية التى تكونت بعد عام 1948 وعلاقتها المتداخلة بحزب ماباى،  ثم نتابع البحث من خلال تحليل وإيضاح الدور المحورى الذى لعبه المثقف الإسرائيلى فى بناء الهيمنة الأشكنازية وتحقيق المشروع الصهيونى فى فلسطين. ومن دور المثقف إلى دور الدين فى الدولة العبرية على التعميم، وبالأخص فى علاقته العضوية بالهيمنة الأشكنازية. وأخيرًا يستعرض المحور الثالث، طبيعة المجموعة المهيمنة، من هى،  وكيف تكونت، ومن شارك فيها، أو بالأحرى كان له حق المشاركة فيها، ويُختتم هذا الفصل باستعراض الفرق التى عارضت الهيمنة الأشكنازية، من هى،  ولِمَ عارضت الهيمنة، وكيف كانت صور معارضتها للهيمنة الأشكنازية.
 
أما الفصل الخامس فيتناول تمرد يهود الشرق على الهيمنة الأشكنازية، ويركز على أربع نقاط رئيسية: تركز النقطة الأولى على مفهوم الشرق فى الأيديولوجية الصهيونية. وتنقلنا النقطة الثانية إلى دهاليز مؤسسات الأرشيف الإسرائيلية لاستيضاح نقطة هامة، وهى كيف تم جلب يهود الشرق من المجتمعات العربية. أما النقطة الثالثة؛ فكانت كيف أسست ووطدت التبعية الاقتصادية لليهود الشرقيين، ليقبع اليهودى الشرقى،  كفلاح وعامل ورجل نظافة وجندى فى قاع المجتمع الإسرائيلى،  يزرع ويصنع ويدافع عن دولة هو فيها لاجئ غريب. ومن النقاش حول التبعية الاقتصادية نصل إلى خاتمة الباب الرابع، بنقطة رئيسية رابعة تنظر التبعية الثقافية ليهود الشرق، من تبنى اللغة العبرية فى مخارجها الأشكنازية، مرورًا بمحاولات للاستيعاب فى التاريخ الأشكنازية، إلى محاولات فرض هوية ثقافية دينية أشكنازية. لم تنتهِ الهيمنة الأشكنازية الاشتراكية كنتيجة مباشرة لتمرد يهود الشرق، بل جاء ت نهايتها كنتيجة لتراكم عدة أمور وتطورات داخل المجتمع الإسرائيلى،  فبدأت تتآكل هيمنة الأشكناز كما أسسها بن جوريون فى الفترة التى تلت حرب يونية 1967 إلى أن انهارت فى عام 1977.
كان اكتشاف بيجن ليهود الشرق كقوة انتخابية بعد نهاية حرب يونية 1967، وأخذ يركز على العمل الحزبى فى مناطق تواجدهم، تارة واعدهم بالثورة على الهيمنة الأشكنازية، تارة واعدًا، بتحقيق العدالة الاجتماعية التى حُرِموا منها تحت قيادة الصهيونية الاشتراكية كما عبر عنها ابن جوريون وحزبه ماباى، كلٌّ من مناحم بيجين ويهود الشرق كانوا ينتمون فى نظام الهيمنة الأشكنازية الخاص بالصهيونية الاشتراكية إلى الطبقة الدنيا المحرومة سياسيًّا والمهمشة اجتماعيًّا. ولقد جنى ثمار استراتيجيته مع انتخابات الكنيست فى عام 1977 وفوزه على اليسار الإسرائيلى معلنًا بعد أكثر من ثلاثين عامًا انتهاء الهيمنة الأشكنازية للصهيونية الاشتراكية. فاز بيجين بانتخابات البرلمان، وبذاك سطر فصلًا جديدًا فى تاريخ الدولة الصهيونية. فانتقلت إسرائيل تحت قيادته من اليسار الصهيونى تحت قيادة الرعيل الأول للدولة؛ مثل بن جوريون وموشية شاريت (1994-1965)، وليفى اشكول (1969-1895) وجولدا مائير إلى اليمين الصهيونى.
 
خُصص الفصل الخامس لاستعراض نهاية الهيمنة الأشكنازية الصهيونية ذات التوجه اليسارى الاشتراكى،  وصعود نجم مناحيم بيجن بمساعدة اليهود الشرقيين. ولشرح هذا التحول الأيديولوجى وتوابعه على المجتمع الإسرائيلى يناقش هذا الفصل ثلاثة أبعاد أساسية. هى نهاية الهيمنة الأشكنازية وأسباب نهاية التحالف الأشكنازى بين اليسار الصهيونى والمؤسسة الدينية الأشكنازية، مما أدى إلى نهاية هيمنة اليسار الإسرائيلي. كما يدرس هذا الفصل أيضًا شخصية مناحيم بيجن كرجل سياسية نجح فى تحدى وإسقاط إرث الصهيونية الاشتراكية وقلب موازين الحكم فى الداخل الإسرائيلي. وأخيرًا يستعرض ما يمكن أن يطلق عليه صراع الأيديولوجيات بين اليسار الصهيونى واليمين الصهيونى،  فعلى الرغم من النجاح الذى حققته كتلة اليمين فى إسرائيل تحت قيادة مناحين بيجن، فلم تتمكن فى بداية الأمر من تأسيس نظام هيمنة خاص بها، وبدلًا من ذلك بدأ صراع حول التوجه السياسى للدولة. وفى أعقاب تلك المواجهات أصبحت إسرائيل تُحكمها مرة تيار اليمين ومرة تيار اليسار الصهيونى،  وحتى الآن نجد إسرائيل تحكم مرة من اليمين، ومرة من اليسار ومرة ثالثة منهما معًا. فى ثمانينيات القرن الماضى ومع فشل مناحيم بيجن فى تقديم بديل ناجح لليسار الصهيونى،  انقسم هوى المجتمع الإسرائيلى فى انقسام أيديولوجى وصراع فكرى ثقافى بين قوى سياسية مختلفة: فإسرائيل الصهيونية اليسارية تتجسد فى حزب العمل وحزب ميرتس، وإسرائيل الصهيونية اليمينية تظهر أساسًا من خلال الليكود، وأحزاب دينية أشكنازية قومية؛ مثل الحزب الدينى الوطنى (هامفدال)، الذى كانت قاعدته تتكون من المستوطنين، بالإضافة إلى إسرائيل الحاريديية، أى الممثلة فى أحزاب دينية رافض لفكرة بناء الدولة على أنظومة علمانية ومفضلة انتظار المسيح من أجل بناء دولة لليهود فى فلسطين، ممثلة فى حزب راية التوراة (ديجل هاتوراه)، بالإضافة إلى إسرائيل الروسية ممثلة فى إسرائيل بيتنا (إسرائيل بيتينو)، أو إسرائيل الإثيوبية ممثلة فى حزب يعبر عن مصالح اليهود المهاجرين من إثيوبيا؛ مثل حزب بيت إسرائيل (بيتا يسرائيل)، بالإضافة إلى إسرائيل "الفلسطينية"، ممثلة فى أحزاب عربية اختارت طريق العمل من خلال البرلمان الإسرائيلى لتحسين أوضاع بناء الشعب الفلسطينى فى الداخل الإسرائيلي.
 
فى خضم هذا الوضع السائد فى الداخل الإسرائيلى من ثمانينيات القرن الماضى يأتى الباب السادس ليتناول حزب شاس الدينى ودور الحاخام عوفاديا يوسف. ينطلق هذا الباب من فرضية أساسية وهى أن حزب شاس يمثل أول محاولة جادة لتنظيم اليهود الشرقيين فى تجمع حزبى،  تنتفض فى إطاره قيادات يهودية شرقية من تحت العباءة الأشكنازية، سواء اليسارية منها أو اليمينية. وانطلاقًا من هذه الفرضية يركز هذا الفصل على حزب شاس من حيث دوره وأهميته لليهود الشرقيين من جهة، ولإسرائيل والمجتمع الإسرائيلى بصفة عامة من جهة أخرى. ويتعرض الباحث أيضًا لشخصية عوفاديا يوسف؛ ذلك الزعيم الكاريزماتى والأب الروحى الفعلى لحزب شاس، باعتباره منظمًا وملهمًا له أهمية دينية عظيمة بالنسبة لحزب شاس ولليهود الشرقيين عمومًا. وتوضح ثنايا الباب السادس الطبيعة الأيديولوجية لحزب شاس وإيضاح أوجه الشبه بين صهيونية بن جوريون الاشتراكية وصهيونية عوفاديا يوسف الشرقية. وأخيرًا، يرى الباحث فى الحاخام يوسف وحزبه شاس قصة نجاح، لا لشيء ولكن لمقدرتها على تحدى دولة إسرائيل، وإظهار ضعف البنية المجتمعية للداخل الإسرائيلى. وبذلك يمكن تفسير الاهتمام المكثف بحالة اليهود الشرقيين فى إسرائيل فى المجال الاقتصادى والسياسى والثقافى من جانب الدولة على أنه كان بمثابة رد فعل للدولة العبرية على الأنشطة الاجتماعية- المدنية لحزب شاس، خوفًا من توليه الحكم فى يوم من الأيام. ومع ذلك فإن حزب شاس لم يقدم أى حلول للمشكلات الاقتصادية والاجتماعية التى لا تزال قائمة منذ عهود لليهود الشرقيين. فمثلما استغل بن جوريون ورفاقه من قبل اليهود الشرقيين فى نظام الهيمنة للصهيونية الاشتراكية، استغل حزب شاس هو الآخر اليهود الشرقيين ولكن لتوطيد نفوذه فى الحياة السياسية والاجتماعية فى الداخل الإسرائيلي. فكما تعمد ابن جوريون أشكنزة اليهود الشرقيين، استهدف الحاخام يوسف بأسلوب مماثل سفارديمية اليهود الشرقيين.
 
الكتاب هو بحق إضافة جديدة للمكتبة العربية فى مجال الدراسات السياسية الإسرائيلية، وصورة اليهود العرب داخل نسيج الدولة الصهيونية، ويُحسب لمكتبة الإسكندرية وللمترجمة خوض غمار مصطلحات سياسية واجتماعية واقتصادية، ونقلها للقارئ العربى المثقف والمهتم والدارس. إذ يُعد نقلة نوعية فى اختيار موضوعات بحثية جديدة تناقش بصورة موضوعية حيادية هذا الصراع العربى الإسرائيلى الشائك.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة