خالد صلاح يكتب: الديمقراطية بين النظرية والتطبيق .. تقديس الإجراءات.. وتقديس الغايات

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 12:00 م
خالد صلاح يكتب: الديمقراطية بين النظرية والتطبيق .. تقديس الإجراءات.. وتقديس الغايات الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مقال-استاذ-خالد1-(1)
 
نحن مشغولون بكل أسئلة الديمقراطية من الناحية النظرية والإجرائية أكثر مما ننشغل بنتائج التطبيق على الأرض، مشغولون بالوسيلة أكثر مما ننشغل بالغايات التى تحققها الوسائل، الديمقراطية وسيلة لتحقيق حلم سياسى وشعبى، لكن الإجراءات والممارسات ليست حلما قائما بذاته بصرف النظر عن نتائجه المجتمعية وتداعياته الوطنية.
 
حق الترشح والانتخاب وحرية التصويت وتداول السلطة وحقوق التظاهر والأدوات الرقابية البرلمانية والشعبية، كلها وسائل لتحقيق غايات أهم، هى رفاهية المجتمع وأمن الأمة، لكن هذه الوسائل تتحول فى بلادنا إلى غايات فى حد ذاتها، حتى لو كانت النتائج التطبيقية سلبية وكارثية فى بعض الأحيان، فى بلادنا يتصدى بعض النخب لتقديس الإجراء أكثر من تقديس النتيجة، وفى بلادنا تصير إجراءات الديمقراطية هى الحلم، بينما تتراجع قيمة تحويل النظرية إلى تطبيق، واستخدام الوسيلة فى تحقيق الغايات الأساسية للممارسة الديمقراطية.
 
 إنها نفس الثقافة التى تنظر فى شروط صحة الصلاة خلف العمود أو أمام العمود فى المسجد أكثر مما تنظر فى حالة الخشوع ومتعة الكلام إلى الله، نفس الثقافة التى تقدس إجراءات الوضوء والطهارة فى كتب الفقه، بالماء والتيمم والنواقض والخلافات الشكلية أكثر مما تنظر لمعنى الطهر فى القلب والنية وصدق التوجه إلى الرب جل فى علاه، نفس الثقافة التى تقيس العفة بغطاء الرأس وليس بسلامة العقل الذى تحت الغطاء.
 
لا فرق هنا، التكفيريون عبدوا الإجراءات الفقهية أكثر مما عبدوا الله، وكفروا البشر على الإجراءات وليس على ما وقر فى القلب، «هى.. هى..» نفس الثقافة، نقدس الوسيلة والإجراء، ولا نقدس المعنى والغاية، النتائج لا تعنى شيئا لهؤلاء الذين اختزلوا الدين فى السروال القصير، أو اختزلوا الديمقراطية فى شكليات الإجراء وليس فى غايات هذه الوسائل.
 
تذكر معى:
النمسا أطاحت من قبل بانتخابات حرة كادت أن تجلب اليمين المتطرف إلى السلطة، النمساويون لم يعتبروا ذلك انقلابا على الديمقراطية، لأن الوسيلة لم تؤد إلى النتيجة الصحيحة، ولأن الشعب لا يعبد الوسيلة، لكنه يحلم بغايات وطنية، اعتبر الناس أن جوهر الديمقراطية هو فى إبعاد اليمين حتى لو تم إلغاء النتائج أو إعادة التصويت. 
تذكر معى:
 
أن النتيجة التى انتهى إليها الإجراء الديمقراطى فى استفتاء البريكست فى بريطانيا لم يحقق المصلحة الوطنية التى ترجوها المملكة المتحدة، والآن يفكر حزب العمال فى إعادة التصويت فى استفتاء جديد، بعد أن قادت الوسيلة إلى نتائج لا تحقق مصلحة الناس ولا مصلحة الدولة فى بريطانيا. 
هؤلاء لا يعبدون الوسائل، لكن بعضنا هنا يفعل. 
 
أقول لك وفق هذه المقدمة التأسيسية:
افتخر ببلادك لأننا أمة ديمقراطية بجدارة.
أمة تحقق غاياتها. 
وتستخدم الوسائل للوصول إلى الأهداف العليا للناس. 
لا تعبدوا الوسيلة
ولا تقدسوا الإجراء 
تحقيق مصالح الناس هو أسمى غايات الديمقراطية 
 
 مصر من وراء القصد.
 
 

مقال-استاذ-خالد1-(2)
 

مقال-استاذ-خالد1-(3)
 

مقال










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة