استضاف منتدى رؤى للإبداع فى السابعة من مساء أمس السبت الدكتور حامد الطاهر، وذلك بحضور عدد كبير من النقاد والمثقفين الذين قدموا مقاربات لإبداع الشاعر الذى شغل منصب عميد كلية دار العلوم الأسبق وكان نائبا لرئيس جامعة القاهرة، وأستاذ الفلسفة، والذى صدر له أكثر من ديوان شعرى، وقد أدار الجلسة إكرامى فتحى، وافتتح الناقد عايدى على جمعة بورقته النقدية فعاليات اللقاء، ليعلق على عدد من الملامح الإبداعية التى لفتت انتباهه فى تجربة الشاعر، ومنها تعلق الكاتب بالقاهرة كمدينة عشقها، خاصة فى شعره المكتوب من بارس، فهو شعر الغربة الذى يتسم بالحنين، وبالتالى يدور بين دوائر الحنين والألفة ورصد معالم التغيير، وقد دل هذا المنجز الشعرى على حرص الكاتب على توثيق طبيعة ما يمر به الإنسان من دوائر التغيير، وأيضا تسجيل نبضات من حياته كانت عزيزة عليه، معتمدا فى ذلك على رصد حركة الزمن بلقطات تصويرية عميقة يتوازى مرورها ومرور الزمن اليومى، من صباح ومساء.
ورغم وجود قصيدة واحدة من الشعر العمودى وأخرى من شعر التفعيلة، تمزج بين النمطين، إلا أن هذا الديوان كان ناجحا فى دفع شعر التفعيلة بموجة ثانية عززت من موقعه، كما نوّع الكاتب بين الضمائر، الأول والثانى والثالث وإن كانت الغلبة للضمير الأول.
أما الدكتور حسام جايل فقد أشار إلى قدرة الكاتب على التذكير بالفكرة التى تربط بين الشاعر والنبوة، من حيث إن الشاعر يمارس دوره الإصلاحى كنبى عن أمته، فيكشف مواطن العطب والفساد فيها، كما أشار إلى أن دراسة الكاتب للفلسفة أثرت على فكره بالوضوح والعمق، كما مكنت ألفاظه السهلة فئات أوسع من القراء من تناول دواوينه، وقد بدأ إنتاج الكاتب رومانسيا إلا إنه سرعان من انقلب إلى الواقعية المتأثرة بالصدمات التى نالتها الأمة واحدة تلو الأخرى، وأشار د. حسام إلى أن شعرية الدكتور حامد ترتكن إلى تقنية المفارقة وترتكز عليها بقوة، ويتلو ذلك تقنية الرمز التى اتكأ عليها فى قصيدته: ميلاد 4 قطط، وهى التى لها دلالات اجتماعية وإسقاطات واقعية، فشعر طاهر يركز على مآلات الأمور، كما يرتكن إلى مسرحة القصيدة بالتفاعل واستعارة تقنيات مسرحية تضفى على أعماله حضورا وتأثيرا.
أما الدكتور السعودى عبد المحسن القحطانى فقد أشاد بعتبات عناوين القصائد، وأنها تمنح مدلولاتها بيسر وسهولة، وأن أعمال حامد طاهر تعكس روائح المكان وتحتفظ له بخصوصيته.
ودخل الدكتور أبو اليزيد الشرقاوى بمداخلة كشفت خلو أدب حامد الطاهر من التعقيد العقلى الذى كان يمكن أن نتوقعه بسبب تخصص صاحبه فى الفلسفة، فى حين أن دواوين أخرى عانت من هذا التعقيد ولم يكن أصحابها فلاسفة أو معنيين بالفلسفة بشكل مباشر، ومن هؤلاء المعرى والعقاد، الأمر الذى يؤكد مقولة أنه "كلما كنت أعمق كنت أصدق"، كما علق د. أبو اليزيد على دعوة الدكتور حامد طاهر لإثبات الوجود من خلال إحياء التراث والترجمة والتأليف كى نستطيع صنع العالمية لأنفسنا، مشيدا بالفكرة.
وقد تداخلت وتوالت فى نهاية اللقاء أصوات النقاد والحضور طارحين مزيدا من الأسئلة على الدكتور حامد، لتأتى مداخلة الدكتور عادل الضرغامى مشيرة إلى انكسار المفهوم الرومانسى فى شعر حامد طاهر، مشيدا بجملة للأخير قال فيها: "إن الجملة التقريرية إذا كتبت بشكل خاص تكون أفضل من استعارات أبى تمام"، الأمر الذى نجح الشاعر فى تطبيقه، فقد تجافى شعره عن الاستعارات المجنحة ولجأ إلى بساطة الأسلوب واللغة السهلة متشبثا بالمعنى الرفيع لما هو إنسانى عام مشترك بين بنى البشر، الأمر الذى جعل من شعره شعرا كونيا، يتلقاه الناس جميعا، فهو يخاطب فيهم ما هو مشترك، ويحيل إلى جزئيات بعينها توجد دواخلهم أيا كانت أجناسهم.
فى نهاية اللقاء، قام الدكتور عادل الضرغامى بإهداء الشاعر درع الملتقى.
الدكتور حامد الطاهر
د. حسام جايل
مداخلة الدكتور أبو اليزيد الشرقاوى
د. عادل أثناء مداخلته
المنتدى يمنح الشاعر درعه تكريما له
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة