أيام قليلة وسيكون مضى على تعيين أودرى أزولاى، وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة، 6 أشهر فى منصبها مديرا عاما لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" بعدما اعتمد المكتب التنفيذى للمنظمة الدولية نتيجة الانتخابات فى 10 نوفمبر الماضى التى أجريت وأسفرت عن فوز الأخيرة فى أكتوبر الماضى.
وكانت سابقتها إيرينا بوكوفا، قد لعبت دورا مهما أثناء فترة توليها رئيسة لليونسكو، وقدمت دعما غير محدود، للحفاظ على التراث الحضارى والإنسانى فى دول العالم، كما أنها ساندت وبقوة ملف اعتبار القدس تراثا إسلاميا، ووقوفها إلى جانب الحفاظ على موقع التراث الحضارى خاصة فى الدول العربية التى تعرضت لعمليات إرهابية خلال الفترات الماضية.
وبمجرد انتخاب "أزولاى" الفرنسية من أصول مغربية يهودية أطل سؤال: ما الدور التى ستلعبه المديرة الجديدة للمنظمة، وهل ستسير على نهج بوكوفا فى لعب دور فى الحفاظ على التراث العربى والإسلامى، أم تحاول التقرب من الكيان الصهيونى والولايات المتحدة من أجل عودة الدعم المادى المقدم من أمريكا للمنظمة؟
وزيرة الثقافة الفرنسية السابقة قدمت عدة مشروعات ومبادرات خلال فترة توليها منصب مدير عام اليونسكو، وهى بحسب الترتيب الزمنى منذ نوفمبر الماضى.
فى نوفمبر الماضىى قامت المنظمة على إصدار كتيب استرشادى عملى بعنوان "تراث فى مرمى الخطر: الإخلاء الطارئ للمجموعات التراثيّة"، يقدّم هذا الدليل العملى الذى بنى على سنوات من الخبرة والتجارب المماثلة على أرض الواقع خطة عمل بسيطة ومختبرة ميدانيًّا قابلة لإعادة الصياغة والترتيب فى ظل أى سياق من أجل الإخلاء الطارئ للقطع القيّمة، ويأتى الكتيب نتيجة جهود المنظمة مع المركز الدولى لدراسة حفظ وترميم الممتلكات الثقافيّة، وبالطبع كان هذا الكتيب عمل السابقين ولم يكن لها سوى وضع اسمها على المشروع.
تراث فى مرمى الخطر
وفى يناير أصدرت اليونسكو مطبوعا بعنوان "اكتب السلام" يدعو جموع الشباب إلى اكتشاف الكتابات المعاصرة من خلال تعريفهم على عيّنة من نظم الكتابات المختلفة ابتغاء تقريب المسافة بينهم وبين العالم وتوثيق الألفة معه، ولو بقدر قليل. كما يشجّع المطبوع الأطفال من الفئة العمرية (8 إلى 14 سنة) على الإقرار بالترابط بين الثقافات من خلال التعرف على أنظمة الكتابة المعاصرة وتاريخها.
اكتب للسلام
وفبراير الماضى أعلنت ودرى أزولاى عن إطلاق مبادرة تهدف إلى إعادة إحياء مدينة الموصل العراقية وتنسيق الجهود الدولية فى هذا الصدد، وذلك بمناسبة المؤتمر الدولى لإعادة إعمار وتنمية العراق الذى عقد فى مدينة الكويت فى الفترة بين (12- 14) فبراير، ومؤخرا وقّعت كل من دولة الإمارات العربية المتحدة واليونسكو والعراق اتفاقا تقدم بموجبه الإمارات مبلغ 50.4 مليون دولار للمساهمة فى إعادة إعمار التراث الثقافى فى الموصل.
إعادة إعمار جامع النوري
وفى الشهر ذاته قدمت المنظمة مشروعا فى الأردن لتمكين المرأة بمهارات العمل والحرف اليدوية، يشارك فيه أكثر من 500 امرأة تتدرب على المهارات الحياتية وعلى الاستعداد للعمل، وذلك بهدف تحسين فرصهن للمشاركة فى سوق العمل.
مشروع اليونسكو في الأردن لتمكين المرأة
وقامت اليونسكو ومكتب الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، فى أبريل الجارى، بإطلاق مشروع "درء التطرف العنيف من خلال تمكين الشباب فى الأردن وليبيا والمغرب وتونس" أثناء فعالية أقيمت فى المقر العام لليونسكو فى باريس، 24 أبريل.
كان يمكن لـ أودرى أزولاى خلال الشهور الستة الماضية أن يكون لها دور أكثر تأثيرا خاصة فى سوريا وليبيا والعراق وغيرها من الدول التى يعانى انهيارها بشدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة