إيران تستعد بالخطة النووية للرد على انسحاب أمريكى محتمل من الاتفاق النووى.. طهران ستباشر تطوير أنشطتها النووية الحساسة.. تشغيل أكثر من 20 ألف جهاز طرد مركزى.. والاحتفاظ بالمياه الثقيلة وبناء مفاعلات سرية

السبت، 28 أبريل 2018 12:34 ص
إيران تستعد بالخطة النووية للرد على انسحاب أمريكى محتمل من الاتفاق النووى.. طهران ستباشر تطوير أنشطتها النووية الحساسة.. تشغيل أكثر من 20 ألف جهاز طرد مركزى.. والاحتفاظ بالمياه الثقيلة وبناء مفاعلات سرية الرئيس الإيرانى حسن روحانى
كتبت - إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ستة أيام قضاها وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف فى نيويورك ظل خلالها يبحث عن آلية تمكنه لإنقاذ الاتفاق النووى الذى أبرمه مع القوى الست الكبرى فى عام 2015، واعتبر من أبرز انجازاته الدبلوماسية، لكن لم تفلح جهود الوزير فى الضغط على الدوائر السياسية الأمريكية فى ظل سلوك أمريكى صارم فى التعامل مع ملفات تتداخل فيها طهران فى المنطقة، ومساعى الرئيس الأمريكى فى التصدى لبرنامجها الصاروخى.

 

وقبل 15 يوما من قرار الولايات المتحدة بشأن الاتفاق فى 12 مايو المقبل وهو تاريخ انقضاء المهلة التى منحها ترامب للأطراف الأوروبية لإقناعها بتعديل بنوده، بات صناع القرار داخل إيران على اقتناع تام بأن الاتفاق أصبح على حافة الهاوية، ورغم المساعى الأوروبية لإثناء دونالد ترامب عن قرار تدميره، وقد تفهمت طهران الإشارات السلبية من خلال مراقبتها زيارة الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون للبيت الأبيض، والذى أعلن فى ختامها "أن الرئيس الأمريكى لن يتمسك بالاتفاق النووى"، ومن غير المرجح أيضا أن تؤثر المستشار الألمانية أنجيلا ميركل التى ستلتقى ساكن البيت الأبيض يوم الجمعة على قرار ترامب.

 

ومن خلال هذه المعطيات، وتبدو من الشواهد أن الولايات المتحدة ستقدم مفاجأة الانسحاب من الاتفاق إلى طهران يوم السبت 12 مايو، زبات السؤال الأبرز هو:ما هو رد الفعل الإيرانى المتوقع على الإنسحاب؟، وهل ستنفذ طهران تهديداتها؟. ويواصل "اليوم السابع" تقديم الإجابات على تلك الأسئلة، ورسم السيناريوهات المتوقعة، سواء داخل وخارج إيران حيال قرار الانسحاب الأمريكى المحتمل، وتداعياته على المنطقة.

 

للإجابة على هذا السؤال علينا العودة إلى تصريحات مسئولى طهران التى رسمت الخطة "ب" حول العودة للمربع الأول فى الملف النووى، ففى أكثر من مناسبة هددت طهران أنها مستعدة على اتخاذ قرارات نووية لن تتوقعها واشنطن، على نحو ما هدد الرئيس الإيرانى حسن روحانى يوم 12 أبريل الجارى، بأن بلاده مستعدة للإجراءات "المتوقعة وغير المتوقعة" إذا انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووى.. قائلا"وكالتنا للطاقة الذرية على أتم الاستعداد لاتخاذ إجراءات يتوقعونها وأخرى لا يتوقعونها".

 

 

 

الاسراع فى وتيرة الأنشطة النووية الحساسة

إذن تهديدات روحانى جاءت واضحة، فطهران ستعود إلى ما كان عليه برنامجها النووى قبل عام 2015 أى قبل ابرام الاتفاق، ما يعنى أنها سوف تسرع من وتيرة أنشطتها النووية الحساسة والتى أثارت جدل المجتمع الدولى السنوات الماضية، ففى عام 2015 كانت إيران تمتلك يورانيوم عالى التخصيب بنسبة وصلت إلى 20%، واقتضت بنود الاتفاق النووى الحد من أنشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة تقف عند درجة تخصيب 3.67%، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب.

 

رفع مخزون طهران من اليورانيوم

وعليه وبما أن الاتفاق سينهار، فمن المرتقب أن تعود إلى نسبها العليا فى التخصيب، وجاء هذا المعنى فى تصريحات، رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية على أكبر صالحى فى أبريل الجارى والذى قال أن بلاده يمكنها العودة إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% فى منشآة "فوردو" خلال 4 أيام.. حيث تمتلك إيران جناحان فى منشأة فوردو (للتخصيب)، لم تمس أحدهما، وتركت الثانى لنشاط تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 %، وهذا ما يجعلنا اليوم قادرين على التخصيب بهذه النسبة وخلال هذه الفترة القصير". إضافة إلى أن طهران سوف ترفع مخزونها من اليورانيوم بعد أن خفضت المخزون بنحو 98% إلى 300 كيلوجرام لمدة 15 عاما بموجب الاتفاق.

 

 

الرئيس حسن روحانى
الرئيس حسن روحانى

 

 

رفع عدد أجهزة الطرد المركزى

أما عن أجهزة الطرد المركزية فكانت إيران تمتلك نحو 20 ألف جهاز قبيل توقيع الاتفاق، وألزمتها بنوده إلى تخفيض عددها إلى  5060 جهازا للطرد المركزي الأقدم والأقل كفاءة في منشأة نطنز لمدة 10 سنوات، ومن المتوقع أن تعيد تركيب أجهزة الطرد المركزية الأعلى كفائة لتصل إلى الرقم السابق لها قبل إبرام الاتفاق، ليس ذلك فحسب ففى ابريل الجارى قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية ،بهروز كمالوندى، أن "بلاده تمتلك فى منشأة "فوردو" ما يزيد عن ألف و600 جهاز طرد مركزى يعمل حاليا دون حقنه بالغاز، ويكفى تحريكه". العملية التى تكفي لإنتاج ما بين 8 إلى 10 قنابل نووية بحسب تقارير للبيت الأبيض.

 

 

برنامج ايران النووى
برنامج ايران النووى

 

 

إعادة تشغل مفاعل "أراك" وإنتاج مياه ثقيلة

وفى السياق نفسة فإن إيران ايضا فى حال انسحاب الولايات المتحدة وانهيار الاتفاق، ستكون قادرة على إعادة تشغيل منشأة أراك التى تعمل بالماء الثقيل، حيث يحتوى الوقود المستنفد منها على بلوتونيوم يمكن استخدامه في صناعة قنبلة نووية. لكن الاتفاق عطل من وتيرة انتاج المياة الثقيلة، وبحسب بنوده "وافقت إيران على عدم تشغيل المفاعل أو تغذيته بالوقود، وإعادة تصميمه بشكل لا يمكنه إنتاج لوتونيوم بمستويات تسمح بإنتاج أسلحة، على أن ترسل جميع كميات الوقود المستنفد خارج البلاد، وتحتفظ بـ 6 أطنان لتصنيع نظائر طبية". ومتوقع أن تعيد إيران تصميم مفاعل أراك وتنتج كمات ضخمة من المياة التقيلة التى ستستفيد منها لإنتاج البلوتونيوم حيث لن ترسلها إلى الخارج كما كان يحدث فى السابق.

 

 

مفاعلات إيران النووية
مفاعلات إيران النووية

 

 

عرقلة عمل مراقبى وكالة الطاقة الذرية

ومن المتوقع أيضا أن ترفض طهران الخضوع لعمليات المراقبة والتفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتى كانت قد خضعت إليها فى الاتفاق منذ عام 2015، ووفقا لبنود الاتفاق واصل مراقبون من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هيئة المراقبة النووية العالمية، مراقبة المواقع النووية الإيرانية، والتحقق أيضا من عدم نقل أية مواد انشطارية سرا إلى مواقع غير معروفة لإنتاج قنبلة نووية، الأمر الذى ستعرقله طهران بذريعة انهيار الإتفاق النووى، بل وأكثر من ذلك فقد تظهر إلى النور مفاعلات نووية سرية قريبا.







مشاركة



الموضوعات المتعلقة


لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة