أكاديميون من الأعلى للثقافة: الجيش المصرى أقدم جيش نظامى عرفته البشرية

الأربعاء، 25 أبريل 2018 04:44 م
أكاديميون من الأعلى للثقافة: الجيش المصرى أقدم جيش نظامى عرفته البشرية أكاديميون بالمجلس الأعلى للثقافة
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نظم المجلس الأعلى للثقافة، ندوة بعنوان: "تاريخ مصر العسكرى عبر العصور"، نظمتها لجنة الآثار بالمجلس، وأدارتها الدكتورة علا العجيزى مقررة اللجنة، حيث انقسمت الندوة إلى جلستين، وتحدث فى الجلسة الأولى كل من: اللواء أركان حرب على حفظى حسن محافظ شمال سيناء الأسبق، والدكتور ممدوح الدماطى، وزير الآثار السابق، والدكتور محمد عبد المقصود، أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق، والدكتور محمد رأفت عباس، مدير عام إدارة البحث العلمى  بوزارة الآثار لمنطقة آثار الإسكندرية، أما الجلسة الثانية فشارك بها كل من الدكتور أسامة طلعت، أستاذ العمارة الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، والدكتور عزت قادوس، أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، والدكتور عبدالرحيم ريحان، عضو لجنة الآثار، ومدير عام البحوث والدراسات والنشر العلمى بوزارة الآثار لمنطقتى آثار وجه بحرى وسيناء.

وبدأت الجلسة الأولى بكلمة لمديرة النقاش، الدكتورة علا العجيزى مقررة لجنة الآثار، التى أشارت إلى أن عراقة وريادة العسكرية المصرية، وأن الجيش المصرى هو أقدم جيش نظامى ثابت عرفته البشرية، وقد بدأ أول حروبه المجيدة بهدف توحيد مصر، وقادها الملك مينا مُوحد القطرين، عام 3425 ق. م.

ثم نقلت الكلمة للواء على حفظى الذى دار حديثه حول: "سيناء والبعد العسكرى"، حيث أوضح أن نصر أكتوبر 1973 يعد أهم أحداث تاريخ مصر الحديث، وأول نصر عسكرى عربى على إسرائيل، فكان بمثابة رد كرامة الجندى المصرى والعربى، وتغيير النظرة الغربية للجيوش العربية بأنها لا تستطيع أن تحارب وتنتصر، وأكد أهمية سيناء الاستراتيجية لمصر، واصفًا إياها بالبوابة الشرقية لمصر.

عقب هذا تحدث الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثار السابق، وتمحور حديثه حول: "تحتمس الثالث القائد العسكرى العبقرى"، حيث يعد تحتمس الثالث أعظم ملوك مصر القديمة، ومن أشهر المعارك التى ارتبط بها اسمه معركة "مجدو"، الواقعة فى شمال شرق جبل الكرمة بشمال فلسطين، وهى منطقة ذات موقع استرايجى هام، وقد زحفت إليها الجيوش المصرية عام 1468 ق. م، بقيادة فرعون مصر الأعظم تحتمس الثالث، الذى بادر بالهجوم المباغت على الأعداء، من خلال ممر مجدو، ما شكل مفاجأة لأعدائه، فاختل نظامهم وتفرقت صفوفهم ، فحسم المعركة فى ساعات بنصر مدوى سجله التاريخ بأحرفٍ من نورٍ.

وفى السياق ذاته، قال الدكتور محمد عبد المقصود، أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق، حول طريق حورس الحربى القديم فى مصر وفلسطين، مشيرًا إلى تمكن البعثة المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار من اكتشاف مدينة "ثارو" بشمال سيناء، وهى تعد أكبر منظومة دفاعية مركزية بمصر القديمة، وتقع بمنطقة آثار "حبوه"، شرق قناة السويس، وقد تم الكشف من خلالها عن قلاع طريق حورس الحربى القديم، الذى يصل بين مصر وفلسطين من القنطرة شرق وحتى رفح المصرية، وأكد أن أهمية الكشف تمكن فى قدرته على تفسير استراتيجية الدفاع المصرية عن سيناء خلال العصور القديمة، كما أشار إلى بعض النقوش الجدارية لمعبد الكرنك بالأقصر، التى تعد محاكاة قريبة للواقع؛ فقد صورت صدق المصرى القديم وإخلاصه فى دفاعه عن وطنه، وتحدث تحديدًا حول النقش الشهير للملك سيتى الأول، الذى يوضح معالم طريق حورس الحربى القديم بين مصر وفلسطين، بالمنطقة الواقعة بين القنطرة شرق، وحتى رفح المصرية بشمال سيناء، واختتم موضحًا أن أعمال البعثة استغرقت سنوات عديدة لإثبات محاكاة النقوش الموجودة على جدران المعبد لموقع مدينة "ثارو" المكتشفة، التى تمت تدريجيًا، حيث إن أعمال التنقيب بدأت بعد حرب عام 1973 بعد أن أكتشف أحد جنود الجيش المصرى الموقع الأثرى بمحض الصدفة.

وتحدث الدكتور محمد رأفت عباس، حول: "الجيش المصرى فى عصر الدولة الحربية"، متناولًا واحدة من أعظم المعارك الحربية بالتاريخ، وهى معركة قادش، بقيادة فرعون مصر الأشهر رمسيس الثانى، وقد استهدفت مصر خلال هذه المعركة القضاء على تحالف الحيثيين المتربصين بأمن مصر، ووضع رمسيس الثانى خطة لضرب تجمعات الأعداء المجتمعين عند مدينة قادش السورية، ذات الموقع الاستراتيجى، وفى بداية المعركة التى انطلقت شرارتها عام 1285 ق.م.، تعرض الملك والقائد الأعلى رمسيس الثانى لخدعة وخيانة من بعض البدو، الذين أمدوه ببعض المعلومات المغلوطة عن تحركات العدو لتضليله، وفى هذا الوقت العصيب برزت عظمة وعبقرية الملك رمسيس الثانى وكفاءته العسكرية؛ فخرج بجيشه من هذا المأزق الشنيع، وحول الهزيمة التى باتت وشيكة إلى نصر ساحق، مما أجبر الأعداء على تقديم فروض الطاعة والولاء لفرعون مصر القوى، الذى قبل عرض الصداقة؛ فوُقعت أول معاهدة سلام فى التاريخ، تحديدًا فى عام 1270 ق.م.، ولا شك أن معركة "قادش" ستظل نموذجًا للملحمة الفريدة، وخير مثال يدل على الشجاعة والصمود، والبطولات العظيمة للجيش المصرى، تحت القيادة العسكرية العبقرية للملك رمسيس الثانى، وستبقى لأبد الدهر شاهدًا على عظمة هذا الجيش بكل المعايير والمقاييس العسكرية.

عقب هذا تم عرض فيلم تسجيلى يدور حول بعض الاكتشافات الأثرية العسكرية بسيناء، التى قامت بها 27 بعثة آثار مصرية وأجنبية (14 بعثة مصرية و13 أجنبية)، على مدى 30 عامًا وفى 23 موقعًا أثريًّا، وقد كشفت عن قلاع عسكرية تقع فى شرق قناة السويس بمنطقة "الحبوة"، يعود تشييدها إلى العصور الفرعونية.

ثم بدأت الجلسة العلمية الثانية وشملت عدة مشاركات، فكان أول المتحدثين الدكتور أسامة طلعت، رئيس قسم الآثار الإسلامية بكلية الآثار جامعة القاهرة، وتناول: "العسكرية المصرية فى العهد الأيوبى"، حيث أوضح أن معكرة "حطين"، تعد موقعة حاسمة لتاريخ الشرق، بل والغرب أيضًا؛ فكانت هى المعركة الفاصلة بين الجيوش الإسلامية وجيوش الصليبيين؛ ففى عام 1187 م، قاد صلاح الدين الأيوبى جيوشه فى اتجاه بحيرة "طبرية" ، ونشبت المعركة العنيفة، واستطاع القائد صلاح الدين على رأس فرقة القلب بجيشه دحر محاولات الصليبيين لاختراق صفوفه، ومن ثم الوصول لطبرية، وهكذا كان هذا النصر العظيم فى "حطين" بمثابة بداية النهاية للوجود الصليبى بالآراضى المقدسة فى فلسطين، ليتحرر بيت المقدس ويعود للمسلمين.

بينما تحدث الدكتور عزت قادوس أستاذ الآثار اليونانية والرومانية بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، حول "القادة العسكريين فى العصرين البطلمى والرومانى"، مشيرًا إلى بداية سيطرة الإغريق على مصر فى عام 332 ق.م.، وذلك حينما قام الإسكندر المقدونى بالإطاحة بقادة الاحتلال الفارسى، ثم أسس الإسكندرية عاصمة الإغريق بمصر، وقد أظهر الإسكندر احترامًا كبيرا للأديان والثقافات المصرية؛ فذهب لمعبد آمون (بسيوة)، وتُوج ابنًا للإله أمون رع، وبحلول عام 331 ق.م.، غادر الإسكندر الأكبر مصر، متجها إلى الشرق، حيث ولى كليومينس مسؤولية الحكم فى غيابه، وبعد موت الإسكندر عام 323، شهدت مصر أزمة لخلافته، وفى نهاية المطاف، أضحى بطليموس الأول فرعون وقائد مصر، وذلك ضمن 300 عام من حكم البطالمة.

وختامًا تحدث الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، حول: "الحصون البيزنطية فى سيناء"، وأشار إلى حرص الإمبراطور جستنيان إبان القرن السادس الميلادى على تحصين مداخل سيناء، فعمل على بناء عدة نقاط للحراسة، على رؤوس التلال الهامة بين العريش ونخل بوسط سيناء للدفاع عنها ضد أخطار الفرس، الذين احتكروا تجارة الحرير، فأمن الطرق الممتدة بين مصر وفلسطين، كما تحكم فى طرق التجارة القادمة من الهند والدول العربية والمتجهة إلى أوروبا، و أوضح أن دير سانت كاترين الذى يعد أشهر أديرة العالم، أنشئ بالأساس كدير محصن لهدف عسكرى.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة