إلى من تنتصر بوكر 2018.. نبش الماضى أم استشراف المستقبل؟

الثلاثاء، 24 أبريل 2018 04:59 م
إلى من تنتصر بوكر 2018.. نبش الماضى أم استشراف المستقبل؟ روايات القائمة القصيرة لـ البوكر
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حينما أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، البوكر 2018، عن الروايات الست التى وصلت إلى القائمة القصيرة، ذكرت فى تقريرها مسوغات اختيار أعضاء لجنة التحكيم لهذه الروايات، والتى يتبين منها أننا أمام قضيتين أو فئتين يمكننا أن ندرج الروايات ضمنها.
 
الفئة الأولى هى فئة النبش فى الماضى، والحديث عن المعاناة الإنسانية سواء المرض أو الحروب والدمار والاحتلال وتقديمها بصورة مختلفة عما تناولته بعض الروايات من قبل، وهنا سنضع روايات: زهور تأكلها النار للكاتب أمير تاج السر، وساعة بغداد للكاتبة شهد الراوى، والحالة الحرجة للمدعو ك للكاتب عزيز محمد، وإرث الشواهد للكاتب وليد الشرفا، الخائفون للكاتبة ديمة ونوس.
 
الفئة الثانية: هى الروايات التى ستشرف المستقبل من خلال قراءة الواقع، وهنا سوف نضع رواية "حرب الكلب الثانية" للكاتب إبراهيم نصر الله.
 
نقتبس هنا ما جاء فى بيان الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر 2018 حينما أعلنت القائمة القصيرة حيث قالت عن الروايات الستة الآتى:
 
"ساعة بغداد" ذاكرة المكان والهوية، تصوغ فى بساطة وعمق المصير الإنسانى فى علاقة المحلة البغدادية بالزمان مع تقلبات الشخصية الرئيسية، بينما "زهور تأكلها النار" تصور ثراء المشهد الإنسانى فى طقوسه، ثم وقوع البناء الاجتماعى والاقتصادى تحت سيطرة الجهل والأحادية.
 
"وارث الشواهد" رواية تمعن الغوص فى أعماق معاناة الذات الإنسانية للواقعين تحت الاحتلال وسلخ الهوية. أما رواية "الحالة الحرجة للمدعو ك"، فتصف فى سرد ذكى يُعنى بالتفاصيل الدقيقة صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق. بينما تتناول رواية "حرب الكلب الثانية" من منظور عجائبى وغرائبى النفس البشرية وتحولات المجتمع والشخصية بأسلوب فانتازى، يفيد من أسلوب الخيال العلمى.
 
في حين أن رواية "الخائفون" تصور ثنائية المواطن والسلطة وتفضح العلاقة الشاذة بينهما، مركزة على ثيمة الخوف اللصيقة بحياة الفرد والمجتمع.
 
إذا ما عدنا للوراء وتذكرنا ما تقوله الجائزة العالمية للرواية العربية، فى كل دورة من دوراتها السابقة، عن الأسباب التى دفعتها لاختيار روايات القائمة الطويلة، ومن ثم القصيرة، سنجد أن ثمة اختيارات قد تكون أساسية، وهى أن روايات القائمة تتاقش الواقع العربى الراهن وتستشرفه، وهو ما ينطبق بالفعل على روايات القائمة القصيرة لعام 2018.
 
ولكن إذا ما نظرنا إلى الواقع العربى الذى ترصده الرواية العربية، سنجد أن هذا العام ثمة حدث يتعلق بجائزة البوكر العربية لا ينبغى التغاضى عنه على الإطلاق، ألا وهو النجاح المبهر والمذهل لرواية "فرانكشتاين فى بغداد" للكاتب العراقى أحمد سعداوى، التى حققت نصرًا كبيرًا أبرزه هو دخولها ومنافستها فى القائمة القصيرة لجائزة مان بوكر الإنجليزية، ناهيك عن عدد اللغات الأجنبية الحية التى تم ترجمة الرواية إليها، والعمل أيضًا على تحويلها إلى فيلم سينمائى.
 
هذا النجاح كان من بين أسبابه، هو موضوع الرواية الفانتازى، وهو أيضًا ما قيل عن رواية "حرب الكلب الثانية"، التى لا شك وأنها ستحقق هذه الشهرة فى القريب العاجل، وما هى إلا ساعات قليلة وسوف تتجه أنظار عشاق الرواية إلى العاصمة الإماراتية، أبوظبى، للاستماع إلى اسم الرواية الفائزة بجائزة البوكر لعام 2018.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة