تخيل أن الطفل الرضيع أيضا قد يعانى من اضطرابات نفسية، فالطفل قبل أن يتمكن من الكلام يدرك المشاعر بكل أنواعها وتؤثر فيه كثيرا خاصة التى تأتى من جانب أمه، فبداخل رحمها كان عالمه الأصلى، وهنا تحدثنا الدكتورة أسماء عبد العظيم، أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، عن الصدمات النفسية التى قد تصيب الطفل الرضيع.
وأكدت الدكتورة أسماء أن الصدمات تأتى كالتالى:
- أول صدمة هى صدمة الميلاد، منذ أول لحظة يأتى فيها تكون صدمة نفسية بسبب خروجه من بيئته الأولى، ويتكيف خطوة بأخرى، فما يهون عليه الصدمة ضربات قلب الأم والرضاعة الطبيعية، فيكتئب إذا لم يرضع طبيعيا أو إذا فقد أمه، لذلك يضعون المولود على صدر الأم بعد الولادة حتى يهدأ ويتوقف عن صراخه.
- البكاء المستمر للجوع والتغيير وعدم الاستجابة له سريعا وإشباع رغباته يفقده الإحساس بالأمان، وبالتالى يصاب باضطراب نفسي يظهر فى البكاء طوال الوقت ويحب التعلق بحضن من يحمله.
- صدمة الفطام من الصدمات النفسية أيضا، فالرضيع يجد اللذة الخاصة به من خلال الفم فعندما تبعد عنه الرضاعة يكتئب ويظهر ذلك فى طبيعة صراخه وعدم لعبه ويكون دائم الطلب لها، فيجب تعويده على الفطام تدريجيا.
- مشكلة نفسية عندما يبدأ فى تعلم الحمام بمفرده، فإذا تعاملت معه الأم بشكل سيء وعن طريق التعنيف، ينعكس ذلك على سلوكياته بالعند والبخل وآثار أخرى نفسية بسبب أنه يتعلم الامساك عن ما يريده.
وقال الدكتور محمد هانى استشارى طب نفسى، إن الاطفال الرضع يعانون من الاضطرابات النفسية لعدة أسباب أبرزها مشاكل فى الرضاعة والهضم وعدم قدرة الأم على السيطرة على انفعالاته وغضبه، وخصوصا إذا كان أول طفل لها، ويظهر ذلك فى صورة بكاء مستمر.
وتابع: فى سنة أولى أمومة تجهل الأم العديد من الخبرات والتصرفات التى تتبعها مع طفلها فلا تستطيع معرفة سبب بكائه أو غضبه المستمر، وبالتالى يسبب ذلك للطفل مشاكل واضطرابات نفسية ، وفى هذه الحالة ننصح بمساعدة الأمهات فى تربية طفلهن الأول سواء عن طريق الأم أو الحماة نظرا للخبرات التى مرت عليهن، وخصوصا أن الأم تعانى من اكتئاب ما بعد الحمل وقد تتعرض لانفعالات وعصبية دائما.
ووفقا لما ذكره موقع babygaga فإن الأطفال الرضع يعانون بالفعل من اضطرابات ومشاكل نفسية، بسبب البكاء المستمر وتغيير البيئة المحيطة بهم، والتحول من داخل الرحم والحياة المغلقة إلى بيئة خارجية أخرى، وتعتبر اضطرابات النوم من أبرز المشاكل النفسية التى يواجهها الرضيع ، حيث وجد باحثون من النرويج أن اضطرابات النوم عند الأطفال يمكن أن يكون لها عواقب فى المستقبل وتسبب مشاكل نفسية وعقلية.
لذلك يجب أن يكون للأم دور فى تعزيز الصحة النفسية لطفلها من خلال تهدئته وتنظيم النوم ومواعيد الرضاعة واحتضانه وشعوره بالأمان والطمأنينة حتى لا تزيد معه المشاكل النفسية فى المستقبل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة