أثناء تجولك فى شوارع عدن يسترعى انتباهك تعدد المعالم الدينية التى دمر كثيرا منها الحوثيون من معابد يهودية وهندية وبوذية وكنائس مما يشير إلى أنها كانت حاضنة لثقافات وأعراق عدة.
والملاحظ أن المدينة ضمت عددا من الكنائس مما يدلل على التسامح الدينى بها، وكانت هناك مجموعة كنائس موجودة فى كريتر والتواهى وخورمكسر ، فخلال جولتنا استوقفنا مبنى أثرى ضخم قابع فوق الجبل بوسط منطقة كريتر تستطيع من خلالها رؤية عدن بأكملها لكن يسكنه الظلام ونوافذه مكسورة وحوله منطقة يغلب عليها الإهمال رغم أن المبنى ذو طراز مميز وباقتربنا من الحارس الخاص به محمد يسن، وسألناه قال لنا هذا مبنى كنيسة "مارى جاريسن" ، وهى من الطراز الفيكتورى كانت تسع حوالى 350 شخص وقد أنشئت عام 1867 خلال الاحتلال البريطانى لليمن، ثم حولوها فى فترة من الفترات مقرا للمجلس التشريعى لليمن الجنوبى ، وبقيت بعد ذلك كمعلم أثرى مهم، لكنها لا تجد اهتماما وعندما هجم الحوثيون على كريتر وهى المدينة القديمة بعدن ولها شهرة سياحية كموقع آثرى تاريخى مهم ، خلفوا فى أول يوم 19 قتيلا وكان يوم خميس لن أنساه، وكانت ثكناتهم العسكرية ومواقع القناصة التى يطلقون منها الرصاص على مقربة من هذه الكنيسة منها فطالت بعض النوافذ كما دمروا المنطقة المحيطة أصبح يسكنها الخفافيش بدلا من السياح.
وتعرضت أيضا كنيسة الحبل بلا دنس الكاثوليكية فى مدينة عدن، للاحتلال الحوثى الذى خرب مبانيها وحطم محتوياتها وهى أثر مهم كانت واحدة من دور العبادة الثلاث المتوفرة للكاثوليك فى اليمن.
ونفس الحال تكرر مع كنيسة سان أنتونى أو كنيسة الصخرة التى أنشئت بتبرعات ومساهمات من الحكومة عام1864 وكانت تقع فى كهف تحت مقر المكتب الرئيسى للجيش البريطاني، وبعد إعادة بناءها فى الستينات أبقت الكنيسة على صخرة الكهف ثم طالها التخريب والدمار، وامتد الدمار لكنيسة سان جوزيف التى بُنيت عام 1850م وتقع فى حى كريتر أيضا على طريق الملكة أروى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة