"الجنوب الليبى ينزف".. مقتل 12 شخصا وإصابة 55 آخرين فى اشتباكات عنيفة بين التبو وأولاد سليمان.. النساء والأطفال وقود الصراع.. التهريب وتجارة السلاح وأزمة الهوية سبب الاقتتال.. وتحذيرات من تمدد "داعش" بـ"فزان"

الأحد، 22 أبريل 2018 03:46 م
"الجنوب الليبى ينزف".. مقتل 12 شخصا وإصابة 55 آخرين فى اشتباكات عنيفة بين التبو وأولاد سليمان.. النساء والأطفال وقود الصراع.. التهريب وتجارة السلاح وأزمة الهوية سبب الاقتتال.. وتحذيرات من تمدد "داعش" بـ"فزان" قبائل التبو والطوارق وداعش
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مأساة جديدة يعيشها الجنوب الليبى الذى ينزف منذ عدة أشهر دون أى تدخل إقليمى ودولى، لوقف الاقتتال العنيف بين قبائل التبو وأولاد سليمان التى استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما أدى لمقتل المئات وإصابة الآلاف من النساء والأطفال فى الصراع المسلح.

قبائل التبو الليبية
قبائل التبو الليبية

وعلى الرغم من توقيع عدد من التفاهمات بين أولاد سليمان وقبائل التبو إلا أنها لا تصمد أمام رصاص الغدر الذى يطال المدنيين الأبرياء فى مدينة سبها جنوب البلاد، إضافة لتحرك عدد من الدول الإقليمية وفى مقدمتها قطر وتركيا لتعزيز الصراع المسلح الذى يؤثر على أمن واستقرار دول الجوار الليبى.

 

قبائل التبو جنوب ليبيا
قبائل التبو جنوب ليبيا

وفى أحداث إحصائية لضحايا الصراع المسلح بين قبائل التبو وأولاد سليمان التى اندلعت منتصف فبراير الماضى، أعلن المكتب الإعلامى فى مركز سبها الطبى بليبيا، اليوم الأحد، مقتل 12 شخصًا وإصابة 55 آخرين غالبيتهم من النساء والأطفال، وذلك بسبب الاشتباكات العنيفة بين قبائل التبو وأولاد سليمان المستمرة منذ 8 أسابيع.

قبائل التبو
قبائل التبو

وقال مسئول فى المكتب الإعلامى لمركز سبها الطبى بليبيا لـ"اليوم السابع": "حتى الآن قتل 12 شخصا وأصيب 55 آخرين فى الاشتباكات العنيفة فى سبها منذ فبراير الماضى وحتى اليوم".

قبائل الجنوب الليبى
قبائل الجنوب الليبى

يذكر أن الصراع بين قبيلة أولاد سليمان وقبائل التبو (المكون غير العربى) فى سبها يمتد لأكثر من 8 أسابيع، حيث استعانت إحدى الأطراف بدعم من خارج ليبيا يتمثل فى أبناء عمومتهم لدعمهم فى الصراع الدامى.

قبائل الطوارق فى الجنوب الليبى
قبائل الطوارق فى الجنوب الليبى

وأكد مصدر ليبى، لـ"اليوم السابع"، على استعانة قبائل التبو بأبناء عمومتهم فى تشاد والنيجر، موضحًا أن قبيلة أولاد سليمان استعانت هى الآخرى بأولاد عمومتها فى دولتى النيجر وتشاد.

 

وتسبب القتال بين التبو وأولاد سليمان فى مقتل 103 أشخاص خلال العام 2012، وذلك قبيل توقيع هدنة بين القبيلتين عام 2012.

قبائل الطوارق فى ليبيا
قبائل الطوارق فى ليبيا

 

وانهارت الهدنة الموقعة بين الطرفين واشتدت الاشتباكات عام 2014 بعد تعزيز قوة قبائل التبو وأولاد سليمان.

 

وتبسط قبائل التبو سيطرتها على منطقة سبها من جهة المدخل الجنوب الشرقى وحتى حدود تشاد والنيجر، وتسيطر قبيلة أولاد سليمان على جزء كبير من مدينة سبها باعتبارها القوة الأبرز بالمدينة.

 

واستمر القتال العنيف بين قبائل التبو وأولاد سليمان خلال عام 2014 إلى 21 يوما، ما أدى لمقتل 130 شخصا وإصابة أكثر من ألف شخص، ومؤخرا شاركت فى الاشتباكات الدائرة جنوب ليبيا أطراف أخرى وهم مؤيدين للنظام السابق، ووقع التبو وأولاد سليمان على اتفاق فى العاصمة الإيطالية روما لوقف الاقتتال عام 2016.

 

ويلاحظ فى السيناريو الجديد للحرب فى جنوب ليبيا وجود قوى للمعارضة التشادية تقاتل إلى جانب قبائل التبو، وهذه القوات موجودة فى ليبيا منذ نظام القذافى الذى أسسها لزعزعة أمن واستقرار دول الجوار الليبى وفى مقدمتها تشاد والنيجر والسودان.

 

تعد ليبيا قاعدة الانطلاق لقوات المعارضة التشادية أو السودانية منذ سنوات لكنها تغيرت عليها تحالفات بعد سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافى، وأصبحت تبحث عن داعم لها على الأرض وتمثل ذلك فى قبائل التبو والدعم المادى تم بالعمل مع الكتائب المسلحة مقابل الحصول على غنائم.

 

وأظهرت تقارير رسمية ليبية مقتل 103 أشخاص وإصابة العشرات خلال الصراع المسلح بين التبو وأولاد سليمان عام 2012، إضافة لمقتل ما يقرب من 145 شخصًا عام 2014 وإصابة المئات، فيما وصل عدد القتلى منذ الاشتباكات العنيفة التى اندلعت منتصف فبراير الماضى مقتل 12 شخصا وإصابة 50 آخرين.

 

وتعانى بعض قبائل الجنوب الليبى من أزمة الهوية وعدم انتماء بعض القبائل إلى ليبيا، ما يؤدى لاندلاع الصراع المسلح بين الحين والآخر وتشكل الهجرة غير الشرعية أحد أبرز مصادر تمويل تلك القبائل التى تستعين ببعض المرتزقة للتعاون مع بعض الكتائب الليبية المسلحة التى تنشط فى جنوب ليبيا لممارسة أعمال خارجة عن القانون.

 

ويعد الجنوب الليبى مسرحا للتهديدات الإرهابية التى تشهدها ليبيا والقارة الأفريقية، ويتمركز عدد من مقاتلى داعش جنوب ليبيا ويستعدون للتوسع والتمدد نحو أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهو ما يدفع بعض الأطراف الدولية وعلى رأسها فرنسا فى شن غارات على عناصر متطرفة فى جنوب ليبيا، إضافة للغارات الأمريكية التى تتم بالتنسيق مع حكومة الوفاق الوطنى الليبية.

 

ويعد إقليم فزان – جنوب ليبيا – المعزول والمهمش أحد أكبر المناطق فى ليبيا، ويعانى الجنوب الليبى من نقص أبسط سبل العيش الكريم وأزمة فى عدم توفر المياه وعدم وجود بنية تحتية تخدم سكان الجنوب الليبى.

 

وتستخدم بعض القبائل المتمركزة فى جنوب ليبيا بعض الواحات جنوب البلاد المرتبطة بحدود مع الجزائر والنيجر وتشاد فى عمليات تهريب مخدرات وأسلحة ووقود، ومن أهم ما يدار فيها تهريب المهاجرون القادمين من أفريقيا ومتوجهين إلى القارة الأوروبية حيث يمرون عبرها وكذلك المتطوعون الأجانب والذين معظمهم من الأفارقة ويلتحقون بتنظيم داعش فى سوريا، كما أنها من أهم الطرق الرئيسية فى الترويج للمخدرات والأسلحة الرئيسية فى القارة السمراء.

 

الجنوب الليبى منطقة صحراوية يسمى اقليم فزان ويوجد به عدد من القرى والمدن وتقع عاصمة الإقليم "سبها" فى منتصف الإقليم والذى يسمى فزان والذى انضم للاتحاد الليبى عام 1963 فى عهد رئيس الوزراء عبد الرحمن الصيد الذى كان ينتمى للجنوب الليبى، ويبلغ عدد السكان من الليبيين 500 ألف نسمة وتعيش النسبة الأكبر فى مدينة سبها.

 

التركيبة السكانية فى جنوب ليبيا تختلف عن باقى المدن الليبية وهم عرب وهم قبائل بدوية وحضر، إضافة لقبيلة التبو وقبيلة الطوارق ونسبتهم أقل من العرب.

 

وتعد مدينة سبها أبرز المدن ويوجد بها عدد من القبائل منها أولاد سليمان والورفلة والمحاميد والقذافة وهى قبائل ليبية أو قبائل أخذت الجنسية الليبية، وكان يحظى الجنوب الليبى بمعاملة خاصة خلال فترة حكم النظام السابق تتمثل فى التعامل بشكل قبلى معها.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة