عدته أدوات موسيقية مختلفة الأنواع، صنعته تعليم الفن للصغار وللهواة من الكبار، دافعه أنه صاحب رسالة، يقينه أن الفن خالد لا يموت، تجاوز عمره الستين عامًا، لكنه لا يزال يقوم بدوره كمعلم موسيقى، وهى المهنة التى انتهت رسميا على الورق عندما أحيل للمعاش قبل 4 سنوات، ولم يعترف هو أن هذا النوع من المهن ينتهى مادام فى الصدر نفس يطرق ويتراقص كتلك الأنغام التى عشقها وأصبح مؤلفا ومعلما لها لجيل يعقبه جيل من أبناء مدينة العريش بشمال سيناء.
ألعم لطفى
ألعم لطفى
لم يهزمه قرار الإحالة للمعاش بعد أن وصل للستين من عمره، وتحول من موجه لمادة التربية الموسيقيه على المعاش لمدرب للأطفال والفتيان والشباب فى موقعين أحدهما رسمى وهى صالة تدريب فى مركز شباب ضاحية السلام شرق مدينة العريش، ومحل صغير يملكه حوله لمكان تدريب وإصلاح الآلات الموسيقية، كما لم تهزمه موجات الإرهاب، واستمر صامدا فى المكان لم يلتفت لدعوات الرحيل خوفا على حياته، لأن يقينه: العمر واحد، إنه القبطى المصرى لطفى شنودة، أحد أبناء محافظة الأقصر، قدم طلب نقل لشمال سيناء مع أول أيام تحريرها من العدو الإسرائيلى فى عام 1982، وأصبح فيها مقيما وأبنا لها بوظيفة معلم موسيقى كما سرد حكايته لـ"اليوم السابع".
ألعم لطفى
ألعم لطفى
وقال العم لطفى، إنه بعد فترة عمل 5 سنوات فى محافظته الأقصر، انتقل فى شهر سبتمبر 1982 لشمال سيناء، واستقر فى مدينة العريش التى كانت للتو تحررت من الاحتلال، وأقبلت على حياتها الجديدة فى حضن الوطن.
أضاف معلم الموسيقى بشمال سيناء، أن عمله فى البداية انصب على تعليم وتدريب الموسيقى لمعلمين جدد لمادة الموسيقى فى المدارس، وتدرج فى وظيفته، حتى أصبح موجها للموسيقى بمديرية التربية والتعليم، حيث استمر على هذا الحال حتى إحالته للمعاش فى عام 2014، وبعد إحالته للمعاش توجه للعمل كمدرب موسيقى فى مركز شباب ضاحية السلام، يستقبل المتدربين الجدد من عشاق الموسيقى من أعمار 8 حتى 18 سنة، وهذه التدريبات تختص بتعليم فنون العزف واستخدام الأدوات الموسيقية المختلفة، وتأهيل المتدربين للمشاركة فى مسابقات على مستوى المحافظة والجمهورية، وكان لهم أكثر من مرة نصيب الحصول على مراكز متقدمة.
تلاميذ العم لطفى
تلاميذ العم لطفى
وأوضح العم لطفى، أنه إلى جانب عمله كمدرب موسيقى فى مركز الشباب، فهو يستقبل كل عشاق ومتذوقى الموسيقى من أهالى شمال سيناء فى محل صغير، فيه يقضى وقته يعزف الموسيقى، ويصلح أدوات موسيقية يحضرها له الأهالى، ويدرب أطفال وشباب.
وقال معلم الموسيقى بشمال سيناء، إنه يعتبر نفسه صاحب رسالة، ولا يبخل على من يريد التعلم، معتبرًا أن الفن رسالة عظيمة تمحو كل فكر خاطئ يتسلل للعقول، ويحول الطاقة السلبية فى وجدان الشباب على وجه الخصوص لطاقة إبداع وتجدد، مشيرًا إلى أنه يحرص على أن يبدأ بتعليم الموسيقى التأسيس على نغم الفن الأصيل القديم فهو مدرسة لكل الأجيال ولا يتقادم وكلما مر الوقت عليه، يظهر قوة معناه وأثره.
تلاميذ العم لطفى
تلاميذ العم لطفى
واستطرد العم لطفى: "مناخ العريش بعيدا عن ما يعكر صفوه هذه الأيام، يبعث على الإبداع، ومكان مناسب لولادة كل فن جديد، وللتعليم وإخراج أجيال تحمل ذات الرسالة، معربا عن افتخاره أن من بين من دربهم من أصبحوا مبدعين وآخرين أكملوا مسيرتهم بالالتحاق بكليات متخصصة فى الموسيقى ويدرسون بها".
وأكمل العم لطفى حكايته مع الفن بتأكيده، على أن حياته لا تحمل أى خصوصية ويومياته يقضيها مابين التدريب فى مركز الشباب ومحله الصغير، وأسرته مكونه من 3 أبناء جميعهم خريجين، ويعملون فى مهن مختلفة، ومدة عزفه يوميا للموسيقى تصل لنحو 6 ساعات متواصلة، موضحًا أن ما يريد أن يصل لكل الناس، أنه ينحت فى الصخر ويتغلب على صعاب كثيرة من أجل أن تبقى الموسيقى ويبقى الإبداع.
تلاميذ العم لطفى
تلاميذ العم لطفى
وأبدى معلم الموسيقى بشمال سيناء، عتابه الشديد على وزارة التربية والتعليم، التى تقتل "على حد قوله"، روح إبداع الموسيقى عند الطلبة باعتبار مادة التربية الموسيقية مادة غير أساسية، رغم توفيرها الأدوات فى كل مدرسة، إلا أنها تحتاج لاهتمام وإعطائها جزء من الأولوية.
تلاميذ العم لطفى
تلاميذ العم لطفى من المتدربين من أطفال وفتيان وفتيات وشبان من أبناء مدينة العريش، أصبح تعلقهم بالمدرب والموسيقى لا يخفى على أحد، وكثير منهم يقطعون مسافات للسير وصولا لقاعة التدريب، والانتقال من مرحلة سماع دوى إطلاق النيران فى الشوارع لمرحلة سماع الموسيقى وممارستها.
تلاميذ العم لطفى
تلاميذ العم لطفى
الطفلتان هبة أحمد ولليان بكير، لم يتجاوزن السابعة من أعمارهن، ويحضران للتدريب لعشقهن للموسيقى كما يقولان، وبنبرة حادة تقول هبة " أنا عايزة أتدرب موسيقى أنا بحب الموسيقى" أما لليان تقول: "أنا ما صدقت ألاقى مكان أتدرب فيه، نفسى اكبر وابقى دكتورة، وأفضل اعزف موسيقى".
فيما أضاف مالك القصاص، 15 سنة، قال إنه للشهر الرابع على التوالى يتدرب على يد الأستاذ لطفى، على عزف الموسيقى التى جذبه لها رغبته فى تعلم العزف على الجيتار، وهى هواية أراد أن يحييها بالممارسة العملية ووجد أنها متاحة فى العريش رغم كل ظروفها.
تلاميذ العم لطفى يتعلمون الموسيقى
تلاميذ العم لطفى يتعلمون الموسيقى
وتجاوز حلم الفتى مهند طارق 15 سنة، عمره فى مراحل تعلم الموسيقى، مؤكدًا على أنه لديه إصرار أن يستمر فى طريقه حتى يصبح موسيقار معروف ويقوم بتأليف مقطوعات موسيقية ومثله الأعلى "عمر خيرت" الذى كان أول عشق أعماله بعد أول سماع لمقطوعته "عارفه".
أضاف مصطفى الشوربجى، الطالب فى الصف الثانى الثانوى، أنه بحضوره وتعليمه للموسيقى شعر بالفرق وقيمة أن تتذوق الفن وتمارسه وتخرج من كل ضغوط الحياة من حولك، وأصبح هدفه أن يتعمق أكثر فى فن الموسيقى وعلومها.
عم لطفى يعلم تلاميذه الموسيقى
عم لطفى يعلم تلاميذه الموسيقى
بينما أكد عبد القادر أشرف 12 سنة، على أنه لم يتوقف عند مرحلة التدريب بعدما بدأ بتشجيع من شقيقه، واستطاع خلال عام أن يصبح مشاركا فى فرق موسيقيه مثلت المحافظة وحصلت على مركز متقدم على مستوى الجمهورية فى مسابقات الشباب والرياضة.
وأشار محمد حسام 16 سنة، إلى أنه يعزف الجيتار مرتين أسبوعيا هى فترات التدريب وهو هوية تحولت لتدريب مستمر حريص على لا يغيب عنه ويتحمل فى سبيل ذلك مشقة السير وصولا لمكان التدريب.
مع محرر اليوم السابع
وأوضح عبد الله محمد 11 سنة، أنه من خلال التدريبات المتواصلة يأمل أن يتحقق حلمه ويصبح موسيقار، ويلتقط منه أطراف الحديث أحمد عبد العزيز حسين أحمد 18 سنة، بقوله إنه يعزف أورج، وجاء التدريب بالصدفة لولعه بالموسيقى من صغره وتعرفه بالصدفة بوجود مدرب وأصبح حريصا على الحضور، وشجعه أكثر العم لطفى على الاستمرار حتى اتقن فن الأورج ويساعد المتدربين الجدد.
ولفتت مى المغربى، طالبة فى الصف الأول الثانوى، إلى أن العم لطفى، التقط صوتها وشجعها على الغناء والتدريب وصقل موهبتها فى هذا الفن إلى جانب العزف.
وتشير رحاب وائل، الطالبة بالصف الثانى الأعدادى، إلى أنها منذ كانت فى المرحلة الابتدائية وهى تعزف موسيقى بمساعدة وتشجيع والديها، وتحضر للتدريب والتشجيع أكثر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة