فى اليوم الوطنى للجيش استعرضت القوات المسلحة الإيرانية عضلاتها، وأجرت الوحدات المختلفة صباح أمس الأربعاء، عرضا عسكريا ضخما بجوار مرقد الإمام الخمينى مؤسس الجمهورية الإسلامية، جنوب العاصمة طهران بحضور الرئيس حسن روحانى الذى حرص على إرسال رسائل مختلفة للداخل والخارج، وشارك فى العرض كبار القادة العسكريين وأزاحت الستار عن أسلحة القوات المسلحة.
وبحسب وكالة فارس استعرضت منظومة "اس 300" الصاروخية أمام المنصة فى مراسم استعراض قوات الجيش، كما استعرضت وحدات برية وجوية وبحرية ودفاع جوى مقر خاتم الأنبياء مع مختلف أنواع الدبابات ومعدات الدروع وصواريخ جو- أرض ودفاع جوى مثل "صياد" وماكيتات للسفن الحربية.
🎥عبور عقابهای هوانیروز در رژه روز #ارتش pic.twitter.com/Iz33x5CxET
— خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) April 18, 2018
ويعد العرض العسكرى الذى نظمته إيران أمس الأربعاء، الأضخم، حيث حاولت من خلاله إرسال رسائل متعددة لخصومها الدوليين والإقليميين، ويأتى بعد أيام من ضربة جوية وجهتها قوات أمريكية وبريطانية وفرنسية للحليف السورى، وأبرز هذه الراسائل أن طهران لاتزال تتمسك ببرنامج التسلح الصاروخى وبرفع قدرة صواريخها بالباليستية والتى ترغب الولايات المتحدة فى تقويض عملية تطويرها، حيث ترى أنها تشككل تهديدا لحلفاءها فى المنطقة.
إيران ستنتج وتشترى السلاح
كما جاءت كلمة روحانى لتحمل رسائل عديدة للخصوم السياسيين فى الداخل الإيرانى والخارج، وكان أولى رسائله للخارج أن بلاده تتمسك بإنتاج وشراء السلاح، حسبما قال خلال العرض العسكرى، "إن إيران ستنتج أو تشترى أى أسلحة ضرورية لتدافع عن نفسها فى منطقة تتعرض لمضايقات من قوى غازية وقد شيدت قواعد حولنا، ودون اعتبار لمبادئ القانون الدولي فإنهم يتدخلون في شؤون المنطقة ويغزون دولا أخرى دون تصريح من الأمم المتحدة".
نطمح فى علاقات ودية مع جيراننا
وتابع: "إننا نطمح إلى بناء علاقات ودية واخوية مع الجيران ونقول لهم بأن سلاحنا ومعداتنا وصواريخنا وطائراتنا ودباباتنا ليست ضدكم، إننا نسعى لتعزيز قدرات قواتنا المسلحة من أجل الردع أولا وللدفاع المقتدر ثانيا، لذا لا ينبغى أن يجعلونكم تشعرون بالقلق من إيران".
🔴📺رژه جالب و خاص نیروهای #بسیج از مقابل رئیس جمهور، در رژه #روز_ارتش pic.twitter.com/GiXY8ZytRG
— خبرگزاری فارس (@FarsNews_Agency) April 18, 2018
وبينما حلقت مقاتلات وقاذفات قنابل فوق الرؤوس، قال روحاني أمام حشد في طهران في كلمة نقلها التلفزيون الرسمى على الهواء مباشرة إن القوات المسلحة لا تمثل تهديدا للدول المجاورة قائلا: "لا ننوى الاعتداء عليكم"، وأضاف "نقول للعالم إننا سننتج أو نشترى أى أسلحة نحتاجها، ولن ننتظر موافقته… ونقول للدول المجاورة أن أسلحتنا لا تستهدفهم وإنما تهدف إلى الردع".
وخاطب خصوم طهران السياسيين فى الخارج قائلا، "إننا نقول للقوى الكبرى لا تملأوا المنطقة بالبارود، لا تملأوا المنطقة بمختلف أنواع الأسلحة من أجل تحقيق مصالحكم النفعية والدولارات التى تريدون نهبها من احتياطيات الدول العربية في المنطقة، وتابع قائلا، "إن أسلحتكم لا يمكنها أن تجلب الاستقلال لدول المنطقة كما لا يمكنها أن تثير الخوف والرعب لدى الشعوب".
الجيش ابتعد عن السياسية رغم فهمه لها
وجاءت أبرز رسائل الداخل، حيث حاول روحانى تقديم نقد مبطن للحرس الثورى الذى يرى أنه يتدخل فى العملية السياسية فى بلاده، وأشار بذلك صراحة خلال حملاته الانتخابية 17 مايو العام الماضى، وطالبه وقتها بالابتعاد عن اللعبة السياسية وتنفيذ وصية الخمينى، وفى ذكرى يوم الجيش خاطب روحانى القوات المسلحة قائلا:"الجيش ظل يقوم بعمله ورغم فهمه جيدا للسياسة لكنه لم ينخرط فى الألاعيب السياسية، ونفذ تعليمات الخمينى جيدا".
وأضاف الرئيس الإيرانى ممتدحا الجيش وعدم تورطه فى الفساد، قائلا "لو أن الفساد فى النظام السابق (الشاهنشاهى) طال قيادات الجيش، فاليوم لا يذكر اسم أى من قادته وأمراءه فى ملفات الفساد"، ويمكن اعتبارها إشارة مبطنة للحرس الذى يتدخل فى الحياة السياسية وينخرط بشكل كبير فى الاقتصاد عبر مؤسساته التى طالها الفساد بحسب التقارير الإخبارية.
واعتبر الرئيس روحاني أن السبيل الوحيد للسلام في المنطقة والعالم هو الحوار السياسى والسلمى مضيفا "سنستمر في تعزيز اقتدارنا العسكرى المترافق مع إزالة التوتر، ونعلم بأن قواتنا المسلحة جاهزة فى أى وقت للدفاع عن البلاد واستقلالها وعزتها وكرامتها.
ويرى محللون، إن الرئيس الإيرانى تعمد إرسال هذه الرسائل للخارج، فى وقت تترقب فيه إيران قرارا نهائيا من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب حيال الاتفاق النووى المبرم بين إيران والقوى الكبرى فى عام 2015، ومن المقرر أن تنتهى المهلة التى حددها ترامب لإقناع الغرب بتعديل بنوده فى 12 مايو المقبل، حيث يرغب الرئيس الأمريكى فى إدخال بنود جيديدة تسهم فى تقويض سلوك طهران فى المنطقة، ومنها منع تطوير برنامج الصواريخ الباليستية، وتنفيش منشآت طهران العسكرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة