أكرم القصاص - علا الشافعي

مدير"الحرية للإبداع" بالإسكندرية : نستهدف مواجهة الإرهاب من خلال الممارسة الفعلية للثقافة وليس التوجيهات المباشرة للشباب.. قانوش : قصور الثقافة "شاخت" وتكرر أنشطة القطاعات الأخرى..وميزانية الوزارة فى أزمة

الأربعاء، 18 أبريل 2018 06:16 م
مدير"الحرية للإبداع" بالإسكندرية : نستهدف مواجهة الإرهاب من خلال الممارسة الفعلية للثقافة وليس التوجيهات المباشرة للشباب.. قانوش : قصور الثقافة "شاخت" وتكرر أنشطة القطاعات الأخرى..وميزانية الوزارة فى أزمة اليوم السابع يحاور مدير مركز الحرية للابداع
الإسكندرية - هناء أبو العز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد 9 أشهر من توقف الأنشطة الفنية والثقافية، التى يعتمد عليها الكثير من السكندريين فى مركز الحرية للإبداع، فى تغذية أرواحهم، يعود مرة أخرى بمهرجان الحرية للمسرح الذى يطل علينا متأخرا عن موعده فى دورته الخامسة، فعن أسباب التوقف والتأخير، ودور الثقافة فى إبعاد الشباب عن التطرف الفكرى، وإتاحة الفرصة لهم للمنافسة الدولية، يتحدث الدكتور وليد قانوش مدير المركز، والاستاذ المساعد بكلية الفنون الجميلة، عن ذلك فى حوار يعلن فيه كيف سيضع تطوير الثقافة فى محاور 2030 من خلال مؤتمر للتنوير السياسى، ويتحدث عن شيخوخة قصور الثقافة، ويكشف أسرار ميزانية صندوق التنمية، وكيف تحولت مكتبة جمال عبد الناصر لمركز لاستهداف مهارات الأطفال،وعوائق إقامة مهرجان المسرح العربى... فإلى نص الحوار:

 الرئيس السيسى كانت له تصريحات تركز على دور الثقافة فى مواجهة الإرهاب.. كيف يعمل مركز الحرية للإبداع على ذلك؟

الأمر ليس بجديد على الدولة، ووزارة الثقافة تقوم بذلك منذ وقت طويل، ولكن تستهدف التنوير ومفهومه بشكل عام بعيدا عن الأهداف قصيرة المدى، ووجهة نظرى هو البعد عن مواجهة الإرهاب والتطرف بشكل مباشر، وأن يكون الأمر بشكل تأسيسى بناء وليس لحظى وفقا للأحداث، وينتهى تأثيره بمرور الحدث دون أن يكون لها تأثير حقيقى على الشباب، وأنا مع الفعاليات الثقافية التى تستهدف المدى الطويل والوصول المباشر لعمق الشارع المصرى ووجدانه، أكثر من الفعاليات المباشرة، والحاجة إلى استراتيجية أوضح من الموجودة وهو أمر نعمل عليه طوال الوقت بشكل غير مباشر، فالأفضل ممارسة الفعل الثقافى بنفسه، مثل إقامة أنشطة مخصصة للأطفال والشباب كورش للأطفال ورقص الباليه والفنون التشكيلية، وإعداد منهم شعراء أو قصاصين وللشباب ننظم انشطة ومسابقات وعروض للفنون المسرحية ومعارض الفنون التشكيلية، واستضافة أنشطة الجامعات والمبادرات الشبابية ونماذج المحاكاة، وهو مؤثر بشكل مختلف على مستوى المبدع نفسه والجمهور المتلقى للفن.

برأيك لماذا ليس الأفضل المواجهة بشكل مباشر من خلال ندوات سياسية فى مركز الحربة للإبداع؟

لسببين، إننا لسنا جهة رد فعل لأى حدث يقع، خاصة وأن مثل هذه الفعاليات عمرها قصير وتأثيرها محدود، ولا تؤسس لتغيير حقيقى والثانية أن مركز الابداع أولويته الأولى الفن والإبداع وأى شئ آخر يمثل أولوية ثانية.

- إذن فلن تقام خلال الفترة المقبلة أنشطة سياسية تستهدف الشباب

 بالعكس مؤخرا اعتمدنا تصور للأنشطة الثقافية بشكل عام، ونؤسس لمنتدى التنوير، وندرس حاليا الموضوعات التى سيتم مناقشتها وآليات تنفيذها، وتمت مخاطبة هيئة الاستعلامات والاتفاق معهم على أن يناقش المنتدى متطلبات الثقافة ضمن خطة مصر 2030، وأيضا التفكير فى منتدى التثقيف السياسى لرفع الثقافة السياسية لدى الشعب، ولكن تبقى الأولوية للإبداع والفن.

 

-

كيف ترى أداء هيئة قصور الثقافة فى مصر حاليا؟

هيئة قصور الثقافة فى كيانها الحالى فقدت قدرتها على الحراك لأنها شاخت، وتضخمت بالموظفين، وأصبح فيها مشاكل إدارية كتيرة والدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة تعمل الآن على عدم تكرار الأنشطة بين مؤسسات الإبداع، وهى الحقيقة الواقعة أن القطاعات كلها تنظم نفس النشاط، ولكن هيئة قصور الثقافة أكثرهم تداخلا مع القطاعات، فعلى الرغم من إنشائها من قبل كل قطاعات الوزارة المختلفة، إلا أنه أصبح لكل قطاع مهمته التى يجب أن يختص بها مثل قطاع الفنون التشكيلية والبيت والفنى للمسرح، فلم يعد هناك معنى لإقامة قصور الثقافة معارض تشكيلية وفنون مسرحية وهناك جهات مختصة بذلك، فلابد من إعادة صياغة الهدف من الهيئة وسياسات الأنشطة فيها ويتم دمج إداراتها اللى تتقاطع مع القطاعات الاخرى للقطاعات، بما يعظم من الميزانية وتتم الاستفادة الحقيقية منها بشكل أفضل، ويكون هناك جهة واحدة مسئولة عن النشاط.

- ولكن القصور تصل لكل مواطن لانتشارها الواسع وتستطيع إيصال الرسالة الثقافية للجميع؟

بالفعل هى الجهة الوحيدة التى تمتلك مؤسسات فى أماكن كثيرة من الإسكندرية وحتى أسوان، لذا وجب نزع ملكية المبانى منها لتتبع وزارة الثقافة فقط، وكل القطاعات تستخدم هذه المبانى، فليس هناك معنى يكون هناك 500 قاعة عرض فى قصور الثقافة، وقطاع الفنون التشكيلية لا يملك حق العرض، إلا فى هذه مكانين بالإسكندرية و12 مركز فى القاهرة، فى حين أنه يكون أجدر بإدارة هذا النشاط بنفس الناس ولكن مع وجود استراتيتجية أفضل.

- ولكن قصور الثقافة تهتم بالاكتشاف والتقديم والإعداد لفنان جيد

لو القطاعات المختصة وضعت معاييرها، ونفذت فى الأقاليم بدون تكرار، سيقدم فنان عالى المستوى، ولن يحدث إهدار للميزانية،لأن تكرار الأنشطة بنفس المعدين ونفس الأسماء مع اختلاف القطاعات يعطى الإحساس أن التمويل غير كاف، فى حين أننا لا نحسن إداراته فقط.

 

- بعد الحديث عن شيخوخة قصور الثقافة فمركز جمال عبد الناصر الذى يلحق بالمبنى يعانى أيضا من ضعف الإقبال هل هناك أسباب؟

مركز جمال عبد الناصر، عندما تسلمناه كان مكتبة عامة، إلا أنه تم تحويله بقرار وزارى لمركز ثقافى، والمكتبة متخصصة فى تاريخ مصر المعاصر وتاريخ جمال عبد الناصر، ولكن بعد التشغيل اكتشفنا أنه نشاط غير فعال للمكان الموجود فيه وهى منطقة شعبية فى باكوس، ولا المجتمع المحيط به، وبالتالى لأن المكتبة جمهورها محدود وتأثيرها غير عال، وحاولنا عمل أنشطة جماهيرية، ولكن عرقلتنا بعض التجهيزات، منها عدم وجود قاعات، كما أن المسرح بالخلف ليس مغطى فلم يكن ينفع صيفا أو شتاء، بالإضافة إلى عدم وجود تأمين للمكان، فندرس حاليا تغطيته لاستخدامه فى حفلات للأطفال أو غيره وتجهيزه بأجهزة الصوت والإضاءة، وأخذنا قرار بمجلس إدارة المركز تم اعتمادها من القاهرة، بنقل مكتبة الطفل من مركز الإبداع لجمال عبد الناصر، لأن اكتر المترددين من الأطفال، وجمعنا مجموعة الكتب الخاصة بتاريخ مصر المعاصر لقاعة أخرى وتخصيصها للباحثين، ومع الميزانية الجديدة ننظم مجموعة ورش لاطفال المنطقة مجانية فى الغناء وتعليم الموسيقى، وتم الاتفاق فى مجلس الإدارة على الاعتماد على "عبد الناصر" ليكون هدفه الأطفال بهدف تعويض الفجوة الموجودة عند اطفال المنطقة بشكل أساسى.

- ما ميزانية مركز الحرية للإبداع وهل تكفى لأداء دوره؟

العام المالى الأخير لم يتم فيه اعتماد أى ميزانية خاصة سواء بمركز الإبداع أو أى مكان آخر، ولكن يتم الإنفاق على كل فعالية لظروف ميزانية صندوق التنمية الثقافية، وهذا يدخلنا فى اجراءات إدارية اطول، ولكنه لا يعرقل النشاط.

- إذن فصندوق التنمية الثقافية يمر بأزمة تمويل

نعم، لأن مصادر تمويله كان من وزارة الآثار، وبعد الانفصال، أصبح التمويل ذاتى حسب قانون إنشائه، فوزارة المالية لا تعطيه أى أموال، وموارده الحالية لا تغطى وبالتالى يعمل بالدين من الوزارة، وأعلم أن الوزيرة تقوم حاليا مع مدير الصندوق الحالى بتوفير موارد أو موازنة من المالية للصندوق.

هل ضعف الميزانية يؤثر على أنشطة المركز؟

معظم الأنشطة لا تحتاج تكاليف ومصروفات المركز الأساسية متغطية مثل الكهرباء والمياه وخلافه، وبالتالى لدى مكان قائم ومفتوح ويعمل، مع وجود 70 % من الأنشطة لا تحتاج تمويل مثل الندوات وعروض السينما والحفلات التى نقدم فيها المكان كدعم للفرق وهى تقدم منتجها الفنى، والقليل من الأنشطة هو ما يحتاج تمويل مثل مهرجان المسرح الذى كان تمويله 27 الف جنيه قيمة الجوائز والمطبوعات، وكل اللجان به تعمل تطوعا، وأزمة التمويل قد تؤثر فى عدم وجود حرية فى لاستضافات كثيرة من خارج الإسكندرية، أو شراء حفلات كبيرة فاضطر للدعوة لتقديم حفلة بتذاكر مخفضة بدلا من عرضها مجانا، ولكن لا تؤدى إلى التوقف أو تقلل عدد الأنشطة.

- ما السبب وراء توقف الأنشطة 10 أشهر فى مركز الإبداع؟

 بسبب الصيانة، لأن كان بها مشاكل مزدوجة فنية فى الأساس، ومشاكل التمويل فى الصيانة كانت اجبارية علينا وعلى إدارة صندوق التنمية الثقافية لان مناقصة الصيانة فى المركز اقيمت بداية 2017، وكان المفترض أن ميزانيتها تمت الموافقة عليه من لجنة الموازنة بمجلس النواب، ولكن مع صدور الموازنة العانة للدولة، وزارة المالية رفضت دفعها باعتبار أننا تمويل ذاتى، وهنا قامت دارة الصندوق بإعادة أولوياتها لتوفير ميزانية الصيانة، ونستهدف خلال أبريل ومايو العمل بشكل شبه كامل، ولكن بعد رمضان وبداية العام المالى الجديد هنرجع بكامل انشطتنا.

- مع عصر التكنولوجيا كيف يواكب مركز الإبداع هذا التقدم والبعد عن التقليدية التى تنفر الشباب؟

مركز الابداع يمتلك صفحة فيس بوك تجاوزنا فيها 90 الف مشترك،وتحقق تواصل ممتاز مع الجمهور، وخاصة الشباب وفى اجتماع مجلس الإدارة الأخير،كان هناك مقترح بإدارة انشطة من خلال الموقع والصفحة، وطرح الأنشطة لايف عل الصفحة وليس فقط فى القاعات مثل المسابقات، وحاليا نشكل لجنة من العاملين فى المركز لدراسة الأنشطة، بالإضافة إلى مقترح آخر لربط الفعاليات والانشطة الموجودة لدينا بالأنشطة الدولية الموازية، ورفع مهاراتها بالشكل الذى يستحق أن يكون دولى ويتم تشكيل لجنة من العاملين لبحث الفرص المتاحة دوليا لمشاركة المركز بانشطته فى كل المجالات، ثم دراسة كيفية التواصل معها سواء من خلال وزارة الثقافة او الخارجية او التعليم.

- هل يمثل إقامة مهرجانات مثل مهرجان المسرح العربى وغيره، مواجهة لمركزية القاهرة فى دعم الفنانين السكندريين؟

الأمر ليس حرب، نخوضها ونواجهها، فالقاهرة فى حقيقتها، تسلط الضوء على الأنشطة، لأنها بؤرة الاهتمام والفرص بها كثيرة، ولكن الهدف من انشاء المهرجان اتاحة مساحة للمسرحيين فى الاسكندرية ليعرضوا انتاجهم خلال سنة من خلال اجراء تنافسى، حتى أن أهم شروط المهرجان أن يكون سبق تقديم العرض خلال العام السابق، كنوع من انواع التحفيز للسكندرين، وفى النهاية نقدم جائزة تتويج لمجهودهم، وإن كانت قليلة فى قيمتها.

هل سيقام مهرجان المسرح العربى هذا العام أم سيتأخر مرة أخرى؟

مهرحان المسرح العربى، دورته الأولى كانت فى ديسمبر 2016، وتمت بميزانية محدودة للغاية، ومع ظروف التمويل الحالية ورغبتنا فى تكبير المهرجان، الذى استقبل فى دورته الأولى 6 دول عربية، أصبحت الميزانية تمثل مشكلة وخصوصًا أن المهرجان الأول حقق رد فعل قوى على المستوى العربى، ولأجل تعظيم مكانة المهرجان، لابد من زيادة عدد الدول العربية، والعروض، والتمويل هنا يتمثل فى الاقامات والاستضافات، التى تحتاج ميزانية غير متوفرة حاليًا فى الصندوق، وحاولنا اللجوء للجنة المهرجانات فى وزارة الثقافة للحصول على تمويل لإقامته، ولكنها رفضت لاعتبارنا جهة تابعة لقطاع فى وزارة الثقافة، وبالتالى ننتظر اعتماد الميزانية العامة لصندوق التنمية على أمل تنفيذ المهرجان.

فى عام ذوى الاحتياجات الخاصة الذى أعلنه الرئيس السيسى.. كيف يساهم مركز الإبداع فى دعمهم؟

هناك تواصل يجرى حاليًا، مع مديرية التربية والتعليم، ممثلة فى إدارة التربية الخاصة، لدعم واستضافة فاعلية رئيسية كبرى أشبه بالمهرجان مع بداية يوليو المقبل، لأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، ومساعدتهم فى تقديم منتج كل الحالات الخاصة فى مدارس اسكندرية، وذلك كمرحلة أولى، يتم بعدها اختيار مجموعات من الموهوبين والمتميزين منهم، سواء كانت إعاقتهم ذهينة أو جسدية، ونعمل على مساعدتهم وتنمية مهاراتهم.

باعتبارك أحد كبار التشكيليين فى مصر.. رأيك فى ما يقدمه طلاب الفنون الجميلة التى تستعين بهم الإدارة المحلية فى تزيين المدينة؟

لا يوجد عاقل يستطيع إنكار جهد الشباب، ولكن ما تفعله إدارة الحكم المحلى والأحياء، من الاستعانة بالطلاب، دون توجيه، أو تحت قيادة متخصصين، وبطريقة عشوائية يجعل المشهد العام مشوهًا، ولابد من وضع مخطط واستراتيجية يتحمل مسئوليتها فنان مختص.


 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة