"العنصرية" ظاهرة تاريخية فى أمريكا.. 20 رصاصة تضيف شاب أسود لقائمة القتلى برصاص الشرطة الأمريكية.. السود يعبرون عن غضبهم بمظاهرات حاشدة.. قوات الأمن تقمع رفضهم للاضطهاد.. والمحاكم تبرئ الضباط "البيض"

الأربعاء، 18 أبريل 2018 03:00 م
"العنصرية" ظاهرة تاريخية فى أمريكا.. 20 رصاصة تضيف شاب أسود لقائمة القتلى برصاص الشرطة الأمريكية.. السود يعبرون عن غضبهم بمظاهرات حاشدة.. قوات الأمن تقمع رفضهم للاضطهاد.. والمحاكم تبرئ الضباط "البيض" اضطهاد السود فى أمريكا
كتب: محمد رضا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مرت قرون عديدة على الحقبات المظلمة فى تاريخ البشرية التى انتهكت فيها الحقوق الحريات وسادت فيها العبودية والتمييز العنصرى بين "البيض" و"السود"، إلا أن العنصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية تظل ظاهرة تاريخية معقدة تأبى أن تنتهى رغم الحركات المدنية التى ناضلت لإنهاء التمييز والفصل العنصرى منذ الفترة التى تلت الحقبة الاستعمارية والتوسعية للأمم، فى مطلع القرن التاسع عشر، وحتى ستينيات القرن العشرين، والتى كان أبرز روادها "مارتن لوثر كينج"، و"روزا باركس".

ورغم الإنجازات التى حققها رواد الحركة المدنية للقضاء على التمييز والفصل العنصرى فى المجتمع الأمريكى، الواقع على الأمريكيين الأفارقة – أى الأمريكيين من أصول أفريقية – والذين منحوا حقوقًا مدنية مساوية للمواطنين البيض بموجب قانون الحقوق المدنية الصادر فى العام 1965، إلا أن التمييز والعنصرية مازالا قابعين فى نفوس المواطنين "البيض" بالولايات المتحدة والذى يظهر جليًا فى حوادث القتل المتكررة لشباب سود، خاصة على يد رجال الشرطة.

 

الشرطة الأمريكية تقتل شابا أسود فى ولاية كاليفورنيا

وفى هذا الصدد، قتل شاب أسود فى السادسة والعشرين من عمره، بحوالى 20 رصاصة اطلقها رجال شرطة على موقف للسيارات لسوبر ماركت فى ولاية كاليفورنيا الأمريكية، وذلك حسبما أعلنت السلطات ومحاميه، اليوم الأربعاء.

وكان "ديانتى ياربر" - بدون سلاح - يقود سيارة أثناء ركنها فى موقف متجر وولمارت فى بارستو على بعد 185 كم شمال شرق لوس أنجلوس، وقال لى ميريت، محامى ياربر، إن السيارة كانت تقل 4 ركاب، بينهم شابة فى السادسة والعشرين من عمرها، تدعى ماريانا تافويا، جالسة فى المقعد الخلفى، وقد جرحت ونقلت إلى المستشفى، وهى حاليًا فى مرحلة النقاهة، وأضاف أن رجال الشرطة أطلقوا 30 رصاصة أصابت 20 شخصًا منها "ياربر" الذى لقى حتفه فى الحادث الذى وقع فى الخامس من أبريل، وينوى المحامى رفع دعوى على الشرطة خلال الأسبوع الجارى باسم عائلة ياربر، الذى كان أبًا لثلاث بنات تتراوح أعمارهن بين سنة و9 سنوات.

 

شرطيان أمريكيان يقتلان شابًا أسود بـ20 رصاصة فى مارس 2018

وواقعة قتل الشاب الأسود "ديانتى ياربر"، تعيد إلى الذاكرة واقعة مماثلة فى الماضى القريب، وتحديدًا خلال شهر مارس الماضى، حيث هزت ولاية كاليفورنيا الأمريكية، احتجاجات واسعة بعد مقتل شاب أسود أعزل على يد الشرطة الأمريكية فى سكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا، ونزل المحتجون إلى الشوارع وأغلقوا طرفى طريق سريع أساسى، وذلك بعد مشاركة أعداد كبيرة منهم، فى جنازة الشاب الأسود ستيفون كلارك، الذى قتل برصاص الشرطة فى ساكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا، ولم يكن مسلحًا، وتحولت الجنازة فيما بعد إلى مسيرة حاشدة ضد عنف الشرطة الأمريكية.

وفى تلك القضية، أثار تسجيل مصور يظهر شرطيين وهما يطلقان وابلا من الأعيرة النارية على شاب أسود أعزل فى سكرامنتو عاصمة ولاية كاليفورنيا، حيث قالت الشرطة، إن الفيديو الذى صورته الكاميرات التى كانت مثبتة بملابس الشرطيين خلال المواجهة التى دارت،  أظهرت القتيل ستيفون كلارك، البالغ من العمر 22 عاما، وهو يمسك شيئا تبين فيما بعد أنه هاتف محمول، بينما أطلق الشرطيان عليه 20 عيارا ناريا.

 

وفى السياق ذاته، أعلن محامى أسرة ستيفون كلارك، الشاب الأسود الأعزب - الذى أردته الشرطة قتيلًا فى فناء منزله فى كاليفورنيا ليلًا - أن التشريح الخاص الذى أجرى بطلب من الأسرة، أظهر أن القتيل أصيب بـ8 رصاصات أطلقت عليه كلها من الخلف، ما يثبت أنه لم يكن يشكل أى خطر على من قتله.

وقال المحامى بنجامين كرامب، إن كل الرصاصات الثمانى التى أصيب بها الشاب البالغ 22 عاما، أتته من الخلف بدليل أنه لم يصب بأى رصاصة فى الجزء الأمامى من جسده، وأضاف أن التشريح أجراه الطبيب الشرعى المتقاعد الشهير بينيت أومالو، أظهر أن "4 رصاصات دخلت أسفل ظهر ستيفون، وواحدة دخلت طرف رقبته من جهة وخرجت من الجهة الأخرى وواحدة دخلت من خلف الرقبة، وواحدة دخلت من تحت ابطه وخرجت من الجانب الآخر، وأخرى اصابت الجهة الخارجية للساق"، فيما أوضح المحامى، أن ستيفون كلارك "هو ضحية جرائم القتل العبثية التى ترتكبها الشرطة فى ظروف مشبوهة أكثر فأكثر".

 

مظاهرات تهز أمريكا لمدة 4 أيام بسبب تبرئة شرطى أبيض من جريمة قتل شاب أسود

وتفاقم أزمة قتل الشباب السود برصاص رجال الشرطة الأمريكية – "البيض" تحديدًا – على مر العقود الماضية، ففى سبتمبر 2017، خرجت مظاهرات لمدة 4 أيام متتالية فى مدينة سانت لويس الأمريكية، احتجاجًا على قرار محكمة بتبرئة شرطيًا أبيض قتل بالرصاص شابا أسود.

وبدأت التظاهرات فى سانت لويس بعد أن برأت محكمة رجل الشرطة السابق جيسون ستوكلى، البالغ من العمر 36 عامًا، من تهمة القتل من الدرجة الأولى فى واقعة قتل "أنتونى لامار سميث"، البالغ من العمر 24 عامًا، فى العام 2011، حيث قالت السلطات، إنه تم إطلاق الرصاص 5 مرات على "سميث" فى سيارته أثناء محاولته الفرار من "ستوكلى" وزميله فى 20 ديسمبر عام 2011 أثناء تتبع جريمة تتعلق بالمخدرات.

 

المحاكم الأمريكية تبرئ رجال الشرطة البيض من جرائم قتل الشباب السود

وفى واقعة أخرى، احتشد مئات المواطنين، فى شهر يونيو 2017، على الطريق السريع رقم 94 فى ولاية مينيسوتا الأمريكية، للاحتجاج على تبرئة المحكمة، شرطيًا من الولاية، بعدما أطلق 5 رصاصات على قائد سيارة أسود، يدعى فيلاندو كاستيل، وأرداه قتيلا، فى العام 2016.

وكانت محكمة، برأت شرطيًا من ولاية مينيسوتا، أطلق 5 رصاصات على قائد سيارة أسود، وأرداه قتيلا خلال عام 2016، فى حادث لقى اهتمامًا واسعًا، بعد أن نشرت صديقة القتيل الواقعة فى بث حى على وسائل التواصل الاجتماعى، وبرأت هيئة المحلفين، الشرطى جيرونيمو يانيز، من تهمة القتل الخطأ من الدرجة الثانية، وكان "يانيز"، قال إنه كان يخشى على حياته حين أطلق الرصاص على فيلاندو كاستيل، فى يوليو 2016.

واستمرت مداولات هيئة المحلفين المكونة من 7 رجال و5 نساء، بينهم أسودان، أكثر من 25 ساعة على مدى 5 أيام، وتسبب مقتل كاستيل (32 عاما)، فى احتجاجات وأثار جدلًا بشأن لجوء وكالات إنفاذ القانون للعنف مع الأقليات، وأثار الحكم غضب والدى كاستيل، وقالت فاليرى كاستيل، للصحفيين، عقب صدور الحكم، "أستشيط غضبا الآن، مات ابنى البكر، لا غضاضة ما دام الفاعل شرطيًا"، وأضافت أن الحكم يبين أن "النظام ما زال يخذل السود".

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة