تصريحات مثيرة خرج بها محمود الشامى رئيس رابطة الأندية المحترفة تفيد بإمكانية "تشفير" الدورى المصرى خلال الموسم المقبل أو بعد المقبل على أقصى تقدير، بحيث يتم تعظيم قيمة الدورى، وأضاف أن الأمر سيكون فى يد اتحاد الإذاعة والتليفزيون لوضع سعر مناسب نظير التشفير فى حدود 10 جنيهات، بجانب منع الاحتكار.
تشفير الدورى المصرى يطرح العشرات من الأسئلة حول تقبل الجمهور هذا الأمر حتى وإن كان المقابل زهيدا للغاية، وأيضا فى ظل غياب الجمهور عن ساحات الملاعب، وهل هناك ضوابط ستنظم الأمر، أم سيتم تطبيقه بشكل متسرع ستنتج عنه أخطاء من شأنها تؤخر تطور الكرة المصرية، وأيضا هل سيستمر إذاعة الدورى المصرى "مجانا" على القنوات الفضائية دون وجود عائد على الأندية.
التشفير قد يبدو فكرة صادمة للبعض لا سيما أن أغلب الجمهور المصرى المتابع للبطولات العالمية والقارية يعانى من "احتكار" هذه البطولات لصالح قنوات تلزمه باشتراك باهظ الثمن فيلجأ بدوره إلى "المقاهى" نظير ساعتين من المتعة الكروية، ونفس المشاهد يدرك جيدا أنه ما أن يعود لمنزله سيتمكن من مشاهده ناديه المصرى الذى يشجعه فى بطولات الدورى والكأس فى أى وقت، فماذا لو فوجئ هذا المشاهد بتشفير الدورى، وفى نفس الوقت مازال الجمهور غائبا عن الملاعب .
مصادر مسئولة من الهيئة الوطنية للإعلام، أكدت لــ "اليوم السابع" أنه إذا توصلت الأندية واتحاد الكرة إلى تشفير الدورى المصرى فهذا الأمر سيكون فضائيا فقط، ولن يطبق على البث الأرضى لأنه "أمن قومى" ويستحيل تشفيره للمشاهد، وبالتالى إذا لم يرغب المشاهد فى الاشتراك فضائيا لمشاهدة الدورى، فربما يكون عليه أن يلجأ للبث الأرضى الذى سيتيح الدورى مجانا، وأيضا بجودة عالية وhd .
عبد الرحمن رشاد عضو الهيئة الوطنية للإعلام، رفض تماما المقترح مؤكدا أن الدورى المصرى ومشاهدته حق من حقوق المشاهد والجمهور المصرى، بل والجمهور العربى بأكلمه، وأن الرياضة حاليا وتحديد كرة القدم، أصبحت من المتع القليلة للشعب المصرى .
وأضاف رشاد، إذا تم الاتفاق على تشفير الدورى المصرى، فهناك بعض الاجراءات التى لابد أن تتخذ للارتقاء بهذه المسابقة، وأيضا عدم الاضرار بالمشاهد، فأولا لابد أن يعود الجمهور للملاعب حتى يمكن أن نفكر فيما بعد بمسألة التشفير .
الناقد الرياضى والإعلامى خالد توحيد، قال لليوم السابع، "أوافق على التشفير ولكن وفق معايير موضوعية وعير منحازة تستهدف صالح كرة القدم"، فلا يوجد فى العالم أحد ينتج منتجا ويقوم بتوزيعه "ببلاش" .
وأضاف توحيد، العوائد التى يدرها حاليا الدورى المصرى، يمكن أن تتضاعف بشكل كبير إذا تم التشفير، وفى نفس الوقت، إذا لم يستطع المشاهد أن يدفع قيمة الاشتراك فلديه البث الأرضى فهو لن يشفر.
وتابع توحيد، كرة القدم أصبحت صناعة تكلف الكثير من المبالغ الطائلة، لا يجب أن تقدم ببلاش، وأعتقد أن أهم المعايير التى يجب وضعها عند تطبيق هذه السياسة "البعد عن الاحتكار" فالدورى المصرى ملك لـ 18 ناديا المشاركين به .
وقال توحيد إذا كان علينا الارتقاء بالجودة وتطبيق منظومة رياضية كروية احترافية، فلابد أولا من عودة الجمهور قبل التشفير، مؤكدا أن هذا هو موقفه من التشفير منذ سنوات طويلة بعيدا ولم يغيره .
واختتم توحيد بقوله: لدينا العديد من النماذج الأوروبية التى يمكن أن نحتذى بها، فالدوريات الأوروبية تتكلف لاعبيها ملايين ومليارات، فمن أين يأتون بكل هذه المليارات، فمثلا عائدات الدورى الإنجليزى خلال الـ 3 سنوات الماضية تصل تقريبا إلى 9 مليارات يورو .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة