محمود سعد الدين

لماذا خالفت محافظة بورسعيد التوقعات فى الانتخابات الرئاسية؟

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 06:35 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إذا ربطنا خطط التنمية فى المحافظات بنسب المشاركة والإقبال فى الانتخابات الرئاسية 2018، فبكل تأكيد محافظة مثل بورسعيد، ستحقق نسب مشاركة عالية، وقفزات فى الأرقام التصويتية لأن أغلب خطط التنمية تتجه نحو المحافظة، وأهم المشروعات القومية جرى تنفيذها على أرضها، إلا أنه من الغريب أن السلوك الانتخابى للمحافظة خالف التوقعات، فالمحافظة سجلت أكبر نسبة باطل على مستوى الجمهورية بواقع 15 % من مجموع الحاضرين بما يوازى 37 ألف صوت باطل، وهو رقم يقترب مثلًا من رقم الباطل فى محافظة بالوجه البحرى ككفر الشيخ البالغ 40 ألفًا، ولكن فارق شاسع بين نسبة الـ37 ألف صوت باطل فى بورسعيد إلى مجموع الحاضرين بالمحافظة البالغ 243 ألفًا ونسبة الـ40 ألف صوت باطل فى كفر الشيخ إلى مجموع الحضور البالغ 969 ألفًا، نسبة كفر الشيخ مقبولة وفق العدد الكبير للحاضرين ووفق التشريح السكانى للمحافظة، بينما نسبة بورسعيد مريبة ومقلقة وفق التشريح السكانى أيضًا لها.
 
وبالتالى الحديث عن الباطل فى المحافظة يدفعنا أكثر لمحاولة فهم المحافظة من الداخل وإجراء المقارنات مع الاستحقاقات الانتخابية السابقة، فالمحافظة سجلت فى 2014 عدد أصوات باطل بلغ 16 ألفًا، بينما سجل فى 2018 عدد أصوات باطل بلغ 37 ألفا بما يعنى زيادة أصوات الباطل للضعف، وهو دلالة أكثر دهشة فى محافظة تشهد نقلة تنموية كبيرة.
 
التشريح الداخلى لمراكز المحافظة يضعنا فى صورة أكثر تفصيلًا للوضع الانتخابى على أرض الواقع، ويبسط لنا لغز الأصوات الباطلة، فالكتلة التصويتية ببورسعيد تتركز فى الزهور والضواحى والمناخ والعرب وأول بورفؤاد، ومن واقع الأرقام شهدت المراكز الخمسة ارتفاع الباطل للضعف فى 2018 مقارنة بـ2014، فمثلًا مركز الزهور ارتفع أصوات الباطل فيه من 5 آلاف و500 صوت فى 2014 إلى 13 ألفًا و200 صوت فى 2018، ومثله فى أول بورفؤاد ارتفع الباطل فيه من  ألفين و800 صوت فى 2014 إلى 5 آلاف و900 صوت فى 2018، وكذلك الضواحى ارتفع من ألفين و100 صوت إلى 5 آلاف و800 صوت والعرب ارتفع من ألف و700 صوت إلى 3 آلاف صوت.
 
القاسم المشترك فى ارتفاع الباطل باللجان العامة الخمسة الرئيسية بمحافظة بورسعيد هو تجاوز نسب القفز فى الأصوات الباطلة فوق الـ 50 % ، وأن الباطل ليس مقصورًا على لجنة عامة واحدة إنما موزع على الجميع، إضافة إلى أن الدائرة الثالثة فى تصنيف الأصوات الباطلة بالمحافظة هى دائرة وكيل مجلس النواب سليمان وهدان، والباطل فيها وصل 5 آلاف و800 صوت بما يوازى نسبة باطل تقدر بـ15 %  من مجموع الحاضرين.
 
على الجانب الآخر، محافظة بورسعيد تتجسد فى المشهد الانتخابى بصياغات رقمية مختلفة، فمثلًا المحافظة بأكملها توازى دائرة واحدة فى القاهرة، ووفقًا للأرقام فعدد المسجلين بدائرة مدينة نصر يبلغ 475 ألفًا، وهو رقم يقارب عدد المسجلين بمحافظة بورسعيد بأكملها، والبالغ 502 ألف، والمحافظة نفسها أيضًا تحتل المرتبة الرابعة فى نسبة المشاركة على مستوى الجمهورية بواقع 50.98 % وتحتل المرتبة الـ21 فى التصويت للرئيس السيسى ولموسى مصطفى موسى.
غدًا تحليل جديد لأرقام الانتخابات الرئاسية فى 2018، فى إطار سلسلة التحليلات الرقمية لتصويت محافظات مصر.









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

حسين

لماذا كانت النتائج عكس التوقعات؟ د. أحمد عمار

أولًا: خطط التنمية التي اشرت إليها تتجه نحو المحافظة مكانًا لكن شباب بورسعيد ليس له نصيب فيها فلم تقم المحافظظة باي دور من اجل تاهيل الشباب للعمل في هذه المشروعات التنموية ولم تطالب بحصة لأبناء المحافظة في الوظائف والأعمال. ثانيًا: الغلاء الذي يميز بورسعيد غلاء اللحوم والأسماك وسائر السلع ولا توجد مشروعات أو خطط حقيقية لمحاربة هذا الغلاء وتوفير السلع بسعر مناسب عكس المحافظات الأخرىى. ثالثًا: الأخطاء الشنيعة التي شابت العملية الانتخابية من قبل المسئولين في المحافظة بدءًا بإجبار الموظفين في المصالح الحكومية بالمحافظة على التوجه للشهر العقاري وكتابة توكيلات للرئيس السيسي، وانتهاء بسحب الرخص من سائقي الأجرة أثناء عملية التصويت وإعادتها لهم بعد أن يصوتوا، وسيارات تنادي بأن من لا يذهب للتصويت سيغرم 500 جنيه على فاتورة الكهرباء، إضافة إلى توزيع هدايا قيمة لمن يثبت أن صوت ( غسالات وبوتجازات وخلاطات..) من بعض الشركات بإيعاز من المسئولين بالمحافظة بكل تأكيد.

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة