صور.. هنا يدرس التلاميذ.. مدرسة الزنيقة الابتدائية بأسوان عمرها 60 عاما بدون تطوير.. جدرانها من الطوب اللبن وسقفها بالخشب.. أولياء الأمور: تهدد أرواح أبنائنا.. و"التعليم": تأخر نقل ملكية الأرض أجل عملية إحلالها

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 01:53 م
صور.. هنا يدرس التلاميذ.. مدرسة الزنيقة الابتدائية بأسوان عمرها 60 عاما بدون تطوير.. جدرانها من الطوب اللبن وسقفها بالخشب.. أولياء الأمور: تهدد أرواح أبنائنا.. و"التعليم": تأخر نقل ملكية الأرض أجل عملية إحلالها مدرسة الزنيقه
أسوان – عبد الله صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

60 عامًا، هو عمر مدرسة ابتدائية بقرية الزنيقة بمركز إدفو بمحافظة أسوان، ولا تزال تحتفظ بالشكل الذى بنيت عليه وتمر الأيام والشهور والسنوات ولم يطرأ عليها تغيير، حتى أصبحت أشبه بالبيوت الريفية فى المجتمعات الصعيدية والتى تبنى بالطوب اللبن وتسقف بعروق الأخشاب.

   سبورة الفصل
سبورة الفصل

محمد هلاوى، أحد أهالى قرية الزنيقة بأسوان، قال لـ"اليوم السابع": "فى قريتنا توجد مدرسة ابتدائية مشتركة وحيدة تخدم أبناؤنا التلاميذ بالقرية، وتسمى مدرسة "الرمادى قبلى الابتدائية المشتركة القديمة"، وتم بناؤها بالجهود الذاتية فى أواخر خمسينيات القرن الماضى حوالى عام 1958، وكان عمدة قرية الزنيقة وقتها تبرع بالأرض التى بنيت عليها المدرسة، ولا تزال تحتفظ بالشكل القديم الذى بنيت عليه قبل 60 عامًا، وتم بناؤها حتى لا يلجأ أبناء القرية إلى التوجه غرب النيل إلى قرية سلوا للدراسة هناك نظرًا لخطورة المسافة عبر معديات نهر النيل على أرواح التلاميذ الصغار فى هذه السن.

     واجهة المدرسة
واجهة المدرسة

وتابع "هلاوى" الحديث عن تاريخ المدرسة، قائلًا: "أنا من أبناء هذه المدرسة والتحقت بالدراسة الابتدائية فيها خلال أعوام 1976 وحتى 1981 م، ولا تزال على هيئتها وشكلها القديم منذ ذلك الوقت، ولم يطرأ عليها أى تغييرات سوى بعض الترميمات التى تمت بالجهود الذاتية من أسوار مبنية بالطوب اللبن وأسقف مرفوعة بعروق أخشاب الشجر والنخيل وغير ذلك، وتتلمذ فى هذه المدرسة عدد الأشخاص الذى صاروا من الرموز البارزة فى محافظة أسوان ووكلاء وزارة التربية والتعليم بالمحافظة خلال أوقات سابقة، ورغم ذلك لم يأتى تغيير على المدرسة طوال هذه السنوات".

     المدرسة من الداخل
المدرسة من الداخل

وعن وصف المدرسة، قال محمد عبد الحميد صادق، من أهالى قرية الزنيقة، أن مدرسة الرمادى قبلى الابتدائية المشتركة القديمة تقع بقرية الزنيقة وهى القرية الأم مقر الوحدة المحلية لقرية الرمادى قبلى، وتقع على نحو 1662,5 متر مربع، وتقع مواجهة أمام المجلس القروى ويحدها من الجهة الشمالية والشرقية أراضى زراعية، ومن الناحية الجنوبية منازل قريبة من سور المدرسة، وبدأت هذه المنازل فى التوسع والانتشار والتأثير على المدرسة، بجانب تأثير الزراعات والحشائش على المدرسة والتى تؤدى إلى انتشار العقارب والثعابين والحشرات الضارة التى تتسلل إلى المدرسة عبر أسوارها المتهدمة القصيرة المبنية بالطوب اللبن ويظهر عليها التصدعات، كما تظهر الشروخ والتصدعات أيضًا فى جدران المدرسة داخليًا.

 

وأضاف "صادق" عن وصف المدرسة، أن الباب الرئيسى للمدرسة عبارة عن باب حديدى يتجاوز عرضه المتر الواحد فقط بقليل، وتم التبرع بتركيبه بواسطة الحديد، وسط أحجار "دبش" إسمنتية، ومن الداخل يبدو شكل المدرسة والفصول كمنزل مبنى بالطوب اللبن وعبارة عن حجرات ضيقة يعلوها أسقف خشبية وجريد نخيل، مثبت على بعضها مراوح قديمة، وسبورة خشبية قديمة مثبتة بالمسامير على الجدران، ونوافذ خشبية على الطراز القديم، لافتًا إلى أن هذه المبانى تتعرض للخطورة وقت سقوط الأمطار وهطول السيول، لذلك تلجأ إدارة المدرسة إلى صرف التلاميذ خلال اليوم الدراسى فورًا قبل أن تقع على رؤوسهم أسقف المدرسة أو مبانيها القديمة.

      فصول المدرسة
فصول المدرسة

جابر عثمان أحمد، من أهالى الزنيقة أيضًا، أوضح أن المدرسة قبل عام 2010 كاد أن يصدر لها قرار بالإغلاق نظرًا للحالة التى عليها المدرسة وتهالك مبانيها، ونظرًا لأنها كانت مؤجرة للتربية والتعليم، وتم بناء مدرسة حديثة على بعد 2 كيلو متر من القرية بموقع قرية الزنيقة الجديدة على الامتداد الصحراوى، فظهرت اعتراضات جماعية من الأهالى على تحويل أبناءهم الصغار بالمرحلة الابتدائية للمدرسة الجديدة التى تبعد عن منازلهم مسافة كبيرة وتقع بمنطقة صحراوية تمثل خطورة على الأطفال، فسمحت التربية والتعليم بعدد من التلاميذ الدراسة بالمدرسة القديمة وسميت رسميًا بهذا الاسم "مدرسة الرمادى قبلى الابتدائية المشتركة القديمة"، والتحق عدد آخر من الأبناء بالمدرسة الجديدة وأطلق عليها هذا الاسم أيضًا.

 

واستكمل جابر عثمان، الحديث عن المدرسة، قائلًا: "بدأت خطة إدراج المدرسة للأبنية التعليمية بعد أن تم تحويل ملكية المدرسة إلى التعليم عبر أحكام قضائية منذ نحو ثلاث سنوات مضت، وبالإضافة إلى ذلك تم تشكيل لجنة وقامت بعمل معاينة و"جسات" لطبيعة تربة المدرسة للبدء فى خطة التطوير منذ عام ونصف، وحتى هذا الوقت لم يتم إجراء تغيير على المدرسة أو تطور فى إجراءات إحلال وتجديد المدرسة الابتدائية.

      باب أحد الفصول
باب أحد الفصول

وأشار عطاء الله عوض الله، من أولياء الأمور، إلى أن مرشحى البرلمان قبل الانتخابات بقليل كانوا يتسابقون على التدخل وحل مشكلة المدرسة التى تحتاج إلى ترميم وإحلال وتجديد مبانيها القديمة، إلا أن بعد مرور الوقت ونجاح النواب فى الانتخابات البرلمانية للمجلس، لم يسأل أحد منهم عن شئون المدرسة – على حد قوله – وأن القرى الأخرى المجاورة التى يتوافر بها أكثر من مدرسة ابتدائية فى القرية الواحدة تم إدراج مدارسها فى الخطة وعمل الإحلال والتجديد لها، على الرغم من عدم الحاجة الملحة لبعض هذه المدارس.

 

ولفت عطاء الله، إلى أن المدرسة يوجد بها مكتب لمنصب رئيس قطاع جنوب غرب ثان بالمرحلة الابتدائية، والتابع للإدارة التعليمية بمركز إدفو محافظة أسوان، ورغم ذلك فهى على هيئتها دون تطوير، مضيفًا أن المدرسة شهدت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية وجود لجنتين فرعيتين داخلها، وأعرب المستشارين المشرفين على الانتخابات عن دهشتهم من تاريخ بناء المدرسة وعدم اهتمام التعليم ببناياتها طوال هذه المدة.

     حال فصول المدرسة
حال فصول المدرسة

وناشد أهالى قرية الزنيقة بأسوان وأولياء الأمور، اللواء مجدى حجازى، محافظ أسوان، والدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، بالموافقة على إدراج إحلال وتجديد مدرسة الرمادى قبلى الابتدائية المشتركة القديمة فى أقرب وقت ضمن خطة هيئة الأبنية التعليمية للتنفيذ وذلك طبقا لقرار التخصيص الصادر للمدرسة من رئيس مجلس الوزراء رقم 3177 لسنة 2015، بمساحة إجمالية 1662,5 متر مربع وذلك لقدم مبنى المدرسة التى تم إنشاؤها بالجهود الذاتية، بالإضافة إلى أن المدرسة غير مواكبة لتطورات العصر، بجانب أنها المدرسة الوحيدة التى تخدم قرية الزنيقة وتخدم النطاق الجغرافى لها.

    لوحة إعلانات بالمدرسة
لوحة إعلانات بالمدرسة

فى المقابل، أكد حمدناالله عبد العزيز، مدير إدارة إدفو التعليمية، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على أن هناك لجنة من محافظة أسوان والأبنية التعليمية انتقلت إلى المدرسة لمعاينة موقع المدرسة بعد صدور قرار بتخصيصها، مشددًا أنه سيتم إدراج المدرسة ضمن خطة الإحلال والتجديد فى أقرب وقت ممكن بعد توفير الاعتمادات المالية اللازمة، موضحًا بأن تأخير الإحلال والتجديد بالمدرسة يرجع إلى تأخر إجراءات نقل ملكية المدرسة وتنازل الأهالى أصحاب الأرض المقام عليها المدرسة.

 
     صنابير المياه
صنابير المياه

 

     سقف الفصول
سقف الفصول

 

      تصدعات بالجدران
تصدعات بالجدران

 

    جدران الفصول من الداخل
جدران الفصول من الداخل

 

   حال السقف والنوافذ بالفصول
حال السقف والنوافذ بالفصول

 

 

 

   مذكرة الأهالى
مذكرة الأهالى

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة