سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 إبريل 1988..الجيش العراقى يبدأ معركة تحرير الفاو من الاحتلال الإيرانى وصدام يناقش وزير الدفاع ورئيس الأركان

الثلاثاء، 17 أبريل 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 17 إبريل 1988..الجيش العراقى يبدأ معركة تحرير الفاو من الاحتلال الإيرانى وصدام يناقش وزير الدفاع ورئيس الأركان الرئيس العراقى صدام حسين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
استدار الرئيس العراقى صدام حسين نحو رئيس أركان الجيش الفريق نزار الخزرجى، وسأله: «فريق نزار، أين أصبحتم من خطة تحرير الفاو؟. أجاب نزار: الخطة جاهزة سيدى الرئيس، فرد صدام: إذا توكلوا على الله، واعملوا على تنفيذها».. كان اللقاء فى مقر القيادة العامة، والقصة يرويها الفريق نزار بكل تفاصيلها فى كتابه «مذكرات مقاتل - الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988 «الصادر عن» المركز العربى للأبحاث ودراسات السياسة - بيروت» كان «نزار» رئيسا لأركان الجيش العراقى منذ 14 يوليو 1987، وكانت الحرب العراقية الإيرانية مشتعلة منذ 23 سبتمبر 1980، وكان احتلال إيران لـ«الفاو» التى تبعد عن مدينة البصرة نحو 90 كيلو أكبر مواجع العراق خلال هذه الحرب، فحسب» «الخزرجى»: «كان احتلالها يعزل عراق عن الخليج العربى، ويقطع مواصلاته مع الكويت، ويشكل قاعدة لشن هجماته للاستيلاء على البصرة، ويساعد تحركات المناهضين للسلطة».
 
ولأجل ذلك عبر القادة الإيرانيون عن سعادتهم باحتلال الفاو وفقا للخزرجى: «خاطب الخمينى «حرس ثورته» قائلا: «كانت الفاو مركزا للإساءة إلى الإسلام، فاذهبوا وخذوا الفاو، ودافعوا عنها لأن الدفاع عنها هو دفاع عن الشعب العراقى وعن الإسلام»، وبعد احتلالها صرح على خامنئ: «إذا ما تمكن صدام حسين من استرجاعها فإننى سأذهب إلى بغداد لتهنئته، كما ابتهج معارضون لصدام، كالأكراد المسلحون «الطالبانى»، والبرزانى»، وطبقا للخزرجى: «توقعوا هزيمة العراق بعد احتلال الفاو، فحسموا أمرهم على الاشتراك بكامل جهدهم مع إيران للسيطرة على شمال العراق».
 
فى مقابل ذلك كان الوجع العراقى مقيما على قطعة من أرض الوطن، وحلم التحرير يسكن القلوب، وحسب الخزرجى: «فى أواخر عام 1986 حضرت مراسيم تكريم قائد الفيلق الرابع وعدد من قادته، وكنت آنذاك معاون رئيس أركان الجيش للعمليات، ودخل أحد منتسبى المراسيم يحمل صينية عليها نحو 12 إلى 15 وساما، وقبل أن يبدأ الرئيس بتقليد الأوسمة قال: «حكت لى أم عدى «السيدة قرينته» إن بعض صديقاتها زرنها قبل أيام، وتحدثن عن الفاو، وسألنها: يا أم عدى إلى متى ستبقى الفاو بيد العدو؟. سكت الرئيس ثم قال: «وتقول أم عدى أننى أخجل بعد الآن من أن أنظر فى عيونهن»، يضيف الخزرجى: «سكت الرئيس وترقرقت عيناه بالدموع، فهرع أحد المرافقين بعلبة مناديل ورقية فتناول الرئيس بعضها لمسح عينيه. وبعد دقائق قال: القائد الذى تحرر قطاعاته الفاو له كل هذه الأوسمة».. يعلق الخزرجى: «وقد صدق الرئيس».
 
كان يوم 17 إبريل «مثل هذا اليوم» عام 1988 هو الوقت الذى فاجأ الجميع»، ويؤكد الخزرجى: «فى تمام الخامسة وخمسة وأربعين دقيقة صباحا «بتوقيت العراق»، اهتز سكون الجبهة بدوى هائل لانفجار مئات آلاف القنابل التى أطلقتها فوهات أكثر من ألف مدفع، والمئات من قاذفات الصواريخ، بقصف لم يسبق له مثيل، استمر خمس وأربعين دقيقة من دون توقف، وفى الخمس عشرة دقيقة الأخيرة منه اندفعت مئات الدبابات لتعتلى مصاطب الرمى التى تم إعدادها لتدمر بتصويب مباشر المئات من ملاجئ القوات الإيرانية»، يضيف «الخزرجى»: «فى الساعة السادسة والنصف اندفع عشرات الألوف من الجنود والضباط، وهم يحملون الحصائر المعدنية ليجتازوا المستنقعات المملحة للاشتباك بالعدو فى جبهة الحرس الجمهورى، ومعهم الجسور الخفيفة المحمولة على الأكتاف لعبور الأنهر والأحوازات إلى موضع العدو فى بساتين النخيل، ومع القصف المدفعى أقلعت من ميناء «أم قصر» المئات من الزوارق المسلحة وزوارق الصواريخ، وفى الساعة الثامنة هاجمت الموجة الأولى من الطائرات قوات العدو فى الضفة الشرقية لشط العرب».
 
فى الساعة الرابعة اجتمع صدام مع وزير الدفاع «عدنان خير الله» و«الخزرجى»، لمناقشة إجراءات المرحلة التالية وحسم المعركة فى هذه الليلة، ويؤكد الخزرجى، أنه كان هناك وجهتى نظر، واحدة لوزير الدفاع بأن يتم إنزال لواء قوات خاصة بين الفاو وجسر الأنابيب لحجز العدو وتدميره، وعدم السماح له بالانسحاب، فى حين رأى الخزرجى: «ترك العدو يتسلل عائدا إلى الضفة الأخرى عبر الجسور المهمشة أو سباحة من أن نحاصره ونجبره على القتال، والأفضل أن ندفع بمجموعات استطلاع قتالية من الحرس للتسلل إلى المدينة لمسك الأطراف والبيوت الخارجية منها، والتقدم بحذر، فإن كانت هناك مقاومة فاعلة تتوقف وتشاغلها ثم نهاجمها غدا بمدفعية الحرس الجمهورى، وإن لم تكن هناك مقاومة أو كانت ضعيفة تستمر المجموعات فى تقدمها وتكمل احتلال المدينة». يؤكد الخزرجى، أن صدام التفت إلى وزير الدفاع وسأله عن رأيه فى اقتراح رئيس الأركان، فرد الوزير: «الرأى رأيك سيدى الرئيس، وما اقترحه رئيس الأركان أراه مناسبا»، فرد صدام: «فلنتوكل على الله، وأصدروا الأوامر بذلك».. وتواصلت المعركة حتى اليوم التالى. 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة