"أشعر بالصدمة مما تعرضت له، أنا مش خائن وأعشق وطنى، ولا أنتمى لأى جهة أو أيدلوجيات غير بلدى، إن ما نقلته من أبيات شعرية عن المفكر الإسلامى إقبال موجودة بالكتب وشرحتها وأوضحت أنه يرفض هذه الأفكار"، هذا هو أول تعليق للباحث وجدى عبدالقادر بمعهد الدراسات الأسيوية بجامعة الزقازيق، والذى وبخه الدكتور محمد مختار جمة وزير الأوقاف خلال مناقشة رسالة الماجستير بعنوان "تجديد الفكر الدينى فى الإسلام.. محمد إقبال نموذجا"، بعد رصده عددا من العبارات وأبيات شعرية فى الرسالة اعتبرها الوزير مساسا بالوطنية والدين .
ويقول وجدى عبدالقادر، لـ"اليوم السابع": عشت لحظات لا أحسد عليها، فجأة مجهود سنوات من التعب والبحث والمشقة يضيع أمام عينى، ويتم وصفى بأوصاف غير مقبولة فى حضور أسرتى وأساتذتى، فبالرغم من الموقف الانفعالى الذى تعرضت له من قبل الوزير، الذى اعتبره زائدا عن الحد، التزمت أدب الحوار ورفعت يدى مرتين خلال المناقشة لطلب الكلمة لتوضيح الأمر، ولكن لم يلتفت الوزير لى بسبب "حماسته وانفعاله"، مضيفا أننى لم أعود لمنزلى عقب المناقشة وذهبت بالرسالة للمتخصصين لعرض الرسالة عليهم وأخذ أرائهم .
وأشار إلى أنه فى الطريق لمقابلة الوزير اليوم الثلاثاء، بعدما اتصل به بالأمس وتحدث معه، وطلب الوزير حضوره مع المشرفين، الدكتورة هدى درويش والدكتور صابر عبدالدايم، لإنهاء سوء التفاهم، مفسرا أن موقف وزير الأوقاف هو " حماسة وغيرة وطنية زائدة".
وأوضح "عبدالقادر" أن الأبيات الشعرية للمفكر الإسلامى محمد إقبال والوارد فى الرسالة، والتى أثارت حفيظة الوزير منها " أخطر الأصنام الجديدة هى الوطن وأن إلباسه للدين بمثابة الكفن " هى أبيات شعرية مذكورة فى الكتب من 100 عام، وأننى شرحتها وذكرت "إقبال" أكد أنه يرفض الفكر الغربى والذى يقول إن الوطنية تقوم على الجنس أو اللون"، أن كل إنسان حر له أن يدافع عن وطنه ويكون له وطن أكبر هو العالم الإسلامى، لافتا أننى ذكرت أيضا فى الرسالة بالمراجع رأى إقبال عن مصر وزيارته لها مرتين وأبياته الشعرية التى قالها فى أبو الهول ودعوته لمحبيه بزيارتها مثله، وأن مصر بها العلوم كلها.
وأكد الباحث، أننى لم أجد لـ"إقبال" معارضين، وجدت الجميع مؤدين له، فحاولت التزام الحياد فى البحث العلمى وبحثت عن معارض، والذى أثار حفيظة الوزير لكون "المعارض" تبين أنه من الذين ينتمون للأفكار المتطرفة، قائلا "والله ما كنت أعرف هو مين"، موضحا أنه ذكر فقط رأيه فى " إقبال " الذى يفيد أنه غالى فى " نظرية الذاتية"، وقمت فى الرسالة بالرد العلمى على هذا المعارض .
وتابع " الباحث "، أننى خريج كلية الدعوة الإسلامية دفعة 2010، ولا أعمل فى أى جهة حكومية، مثل أى شاب فى البلد وتفرغت للعلم لكى أرفع من شأنى و أجد فرصة عمل جيدة .
وفى سياق متصل، قالت الدكتورة هدى درويش، عميد المعهد الأسبق للمعهد الأسيوى، والمشرف عن الرسالة، أن الرسالة كلها جيدة، وأن ما اعترض عليه الوزير لا يمس مصر، وإن الباحث ذكر اعتراض " إقبال" على هذه الأفكار الغربية، وشرحها فى البحث، وإن حماس الوزير وخوفه على البلد هو الذى سبب انفعاله.
وأضاف الدكتور صابر عبدالدايم، عميد كلية اللغة العربية الأسبق، المشرف على الرسالة، أنها متميزة، والأبيات الشعرية المتعرض عليها، هى كانت مشروحة ومعلق عليها، ولم يذكر فيها مصر أو الإخوان، وأن الرسالة أدبية خالصة، والطالب سيمنح الدرجة بعد إصلاح التصويبات التى طالبتها اللجنة، والأخطاء اللغوية هى شىء عادى فى أى رسالة بسبب الطباعة الإلكترونية، واتفقت أمام الوزير بأننى مسئول عن هذه الرسالة قلبا وقالبا .
كانت شهدت جامعة الزقازيق واقعة غربية من نوعها تمثلت فى اكتشاف الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، خلال مناقشته رسالة ماجستير لباحث بالمعهد أسيوى، حول " تجديد الفكر الدينى فى الإسلام "محمد إقبال نموذجا، أخطاء الوطنية، مما أخرجه عن شعوره انفعل عليه وعلى الحضور، قام بتوبيخه، بعد رصده عدد من العبارات والأبيات الشعرية، والتى اعتبرها تسوق للأفكار المتطرفة وتمس الوطنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة