تشير التوقعات لصدام محتمل بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران بعد سنوات قليلة من غياب حالات الشد والجذب المعتادة بين الطرفين، ويعود السبب إلى أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب ستُحدد موقفها النهائى من الاتفاق النووى الإيرانى سواء بالبقاء أو الانسحاب يوم 12 مايو القادم بعدما أمهل الأوروبيون حاكم بلاد العم سام فرصة للتفكير بعد إطلاقه تهديدات بشأن الاتفاق.
يشار إلى أنه فى يوليو 2015 وقعت إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما الاتفاق النووى بمشاركة 6 دول هى الصين وفرنسا وروسيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا، ودخل حيز التنفيذ فى يناير 2016 إلا أن ترامب منذ صعوده إلى سدة الحكم لوح مرارا تكرارًا بإلغائه.
وفى ظل التوقعات بأن الانسحاب الأمريكى من الاتفاق هو القرار الأقرب، فإن التراشق بين الدولتين إيران والولايات المتحدة سيعود مجددًا إلى الساحة وبالتالى فإن إسرائيل، الحليف الأول لأمريكا فى العالم، ستكون محورًا هاما للتهديدات والتراشق، وكالمعتاد سيعاد طرح تساؤل يعتبر من الكليشيهات فى ملف العلاقات الأمريكية- الإيرانية وهو هل ستنفذ بلاد الفرس تهديدها الأزلى بضرب إسرائيل؟!، مع الإشارة إلى أن إيران لا تعترف بوجود إسرائيل وتعلن باستمرار زوالها القريب من الوجود.
وفى التاريخ القريب، فإن تلك التهديدات تكررت أكثر من مرة دون فعالية أو تنفيذ على أرض الواقع، مثلاً فى 22 مايو 2015 فإن وكالة الأنباء الفرنسية، نقلت تصريحات على لسان العميد يحيى رحيم صفورى، المستشار العسكرى للمرشد الأهلى الايرانى آية الله على خامنئى يقول فيها إن بلاده مستعدة لضرب حيفا وتل أبيب بمساعدة من حزب الله اللبنانى، وتزامنت تصريحات المسئول العسكرى الإيرانى مع التنديد الاسرائيلى فى هذه التوقيت بالمحادثات بين ايران والقوى الكبرى للتوصل الى اتفاق شامل بشأن برنامجها طهران النووى.
وفى 20 فبراير الماضى، كررت إيران تهديدها بـ"تسوية تل أبيب بالأرض"، إذا ما تعرضت لهجوم من الجانب الإسرائيلى، وذلك فى رد على ما ورد من هجوم عليها فى كلمة رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، بمؤتمر ميونيخ الأمنى.
وأوضحت شبكة سى إن إن الأمريكية، أن التهديد الإيرانى الأشد جاء على لسان أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، في مهرجان نظمه الحرس الثوري، والذى قال: "نحن نقول أنه حال أقدم الكيان الصهيونى على أصغر تحرّك ضد الجمهورية الإسلامية، فإيران ستسوى تل أبيب بالأرض ولن نمنح نتنياهو فرصة الهرب".
اللافت للنظر أن رصد التهديدات الإيرانية الإسرائيلية المتبادلة فى السنوات الأخيرة يحتاج لوقت طويل لرصدها، بينما الأفعال على أرض الواقع لن تحتاج لوقت نهائيًا، والسبب ببساطة أن التهديدات لا تخرج عن إطار الأحاديث فقط.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة