كيف غير ترامب مخيلة العالم عن قرارات الضربات العسكرية؟.. الأزمة السورية تجيب.. تويتات استعدى يا روسيا والصورايخ الذكية كسرت هيبة الفرمانات الأمريكية.. وقالب شوكولاتة شاهد على إطلاقه 59 صاروخا على سوريا منذ عام

الأحد، 15 أبريل 2018 06:30 م
كيف غير ترامب مخيلة العالم عن قرارات الضربات العسكرية؟.. الأزمة السورية تجيب.. تويتات استعدى يا روسيا والصورايخ الذكية كسرت هيبة الفرمانات الأمريكية.. وقالب شوكولاتة شاهد على إطلاقه 59 صاروخا على سوريا منذ عام الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والأزمة السورية
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ماذا يعنى قرار الحرب؟.. خراب ودمار لا آخر له ولا أول، ملايين سيموتون والناجون سيعيشون بعاهات تدوم معهم لباقية حياتهم تذكرهم بما عايشوه من أهوال وفظائع.. هكذا أخبرنا التاريخ وأكده روايته الحاضر لكن ماذا عن الرجال أصحاب تلك القرارات؟، كيف يتخذونها؟، وكيف يبيتون ليلتهم؟، وهل يأكلون بعد الانتهاء من اجتماعاتهم وهم يعلمون أن هناك مدن وقرى على وشك الإبادة من الوجود؟!.

 

الأفلام السينمائية العالمية والكتب التاريخية أخبرتنا عن اجتماعات مكثفة ومتوترة، يتجاذب فيها أصحاب القرار أطراف الحديث، يحتدون على بعضهم البعض فى أوقات، تتشاحن الأجواء وتتلبد بالغيوم فى أخرى حتى يُتخذ القرار الصعب، ويذهب كل منهم إلى موقعه فى انتظار الآثار المترتبة على اتفاقهم!، لكن فى زمن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قد تتغير مخيلتك تمامًا عن قرارات الحرب وتنسف معتقداتك كلها عنها من الأساس!.

 

العقارى الثرى منذ جلوسه داخل البيت الأبيض مطلع العام الماضى، وتابوهات وأعراف لا حصر لها تحطم من حوله حتى قرارات الضربات العسكرية فقدت كثير من أجواء الترقب والهيبة بعدما تحولت إلى مشاع على مواقع التواصل الاجتماعى خاصة إذا كان مصدرها حساب الرئيس الأمريكى نفسه على موقع التدوينات القصيرة "تويتر"، والأزمة السورية تشهد على الحاكم الأمريكى فى هذا الأمر.

 

تويتات نارية

فى الأيام الماضية كانت هناك أزمة كبرى بين أعتى القوى الدولية على الأراضى السورية بسبب اتهامات للجيش السورى باستخدام السلاح الكيماوى فى مدينة دوما بالغوطة الشرقية، ليشب نزاعًا بين الولايات المتحدة وروسيا، ليكتب الرئيس الأمريكى  فى تغريدة عبر حسابه الشخصى على تويتر :"استعدى يا روسيا الصواريخ قادمة"، مضيفاً: "سنضرب سوريا بصواريخ جديدة وذكية وأن روسيا يجب أن لا تكون شريكا لمن يقتل شعبه بالغاز ويستمتع بذلك".

 

وبعيدًا عن تداخلات وتعقيدات الأزمة السورية فإن تويتة ترامب أثارت جدل كبير حول العالم عن مدى الاستخفاف بقرار ضربة عسكرية سيموت جرائها الآلاف!، وبعدما كانت هناك مؤتمرات صحفية وبيانات رصينة وحذرة تخرج فى مثل هذه الأوقات أصبحت تويتة تحسم الموقف، وهنا يشار إلى أن الرئاسة الروسية أمس أخرجت بيانا أكدت فيه على أنها لا تشارك فى دبلوماسية التغريدات وتؤيد المقاربات الجادة.

 

اللافت أن الرئيس الأمريكى لم يتوقف عند هذا الحد ليعود لاستكمال مسلسل الإثارة والتشويق فقد قال اليوم إنه لم يعلن موعد الهجوم على سوريا، مضيفا أن الهجوم على سوريا قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك!، وبعد مرور ساعات على تصريحات ترامب تم الإعلان عن القيام بضربة عسكرية فى سوريا بمشاركة كل من فرنسا وبريطانيا.

 

الأغرب من كواليس إعلان قرار الضربة العسكرية الأمريكية وحلفائها على سوريا، ما تلاها فقد سارع ترامب بالكتابة عبر حسابه على تويتر قائلا: "تم تنفيذ ضربة محكمة الليلة الماضية. شكرا لفرنسا والمملكة المتحدة على حكمتهما وقوة جيشيهما. لم يكن بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل. المهمة أُنجزت"، والمفارقة أن الجنرال كينيث ماكيزى مدير هيئة الأركان الأمريكية المشتركة قال خلال مؤتمر صحفى لوزارة الدفاع الأمريكية، إنه تم تدمير بعض مركز السلاح الكيماوى وليس كلها- بحسب وصفه، ليفاجئ بسؤال من أحد الصحفيين يقارن بين قوله وتويتة الرئيس الأمريكى، ليجيب أنه يدلى بمعلومات عسكرية واضحة والقيادة له الحق فى تقييم الأمور!.

 

إطلاق 59 صاروخًا أثناء تناول الشوكولاته

تويتة استعدى يا روسيا، ليست المفارقة الأولى لترامب فى إطار الحديث عن الضربات العسكرية والأزمة السورية أيضًا، فقد سبق له التصريح فى 12 أبريل 2017، أنه أصدر الأمر بشن الضربة فى سوريا بعشرات من صواريخ كروز "خلال تناول الحلوى" بعد وجبة عشاء مع الرئيس الصينى شى جينبينج.

 

وكشف ترامب آنذاك تفاصيل اللحظة التى اتخذ فيها القرار فى حواره مع تلفزيون "فوكس بزنس" الأمريكى: "انتهينا من العشاء وبدأنا بتناول الحلوى، وكان أمامنا أجمل قالب شوكولاتة شاهدته فى حياتى وكان الرئيس شى يستمتع به"، مضيفًا أنه بعد ابلاغه بأن السفن الحربية الأمريكية فى مياه المتوسط "أصبحت جاهزة" اتخذ القرار فى تلك اللحظات "بشن الهجوم وبالتالى انطلقت الصواريخ"، متابعا حديثه :"وقلت سيدى الرئيس دعنى اشرح لك شيئا - وكان هذا خلال تناول الحلوى-لقد أطلقنا للتو 59 صاروخا".

 

وللعلم فإن الصواريخ الأمريكية فى هذا الوقت استهدفت الصواريخ الأمريكية قاعدة جوية سورية ردا على هجوم خان شيخون فى شمال غرب سوريا، حيث قتل عشرات بغازات سامة، فيما كان يستضيف ترامب نظيره الصينى فى منتجعه الخاص "مار ايه لاغو" فى فلوريدا. وبشكل عام فإن كل المؤشرات توضح أن الأيام القادمة قد تكشف عن كثير من المفارقات للرئيس الأمريكى وباقى القوى الدولية على الأراضى السورية، ولن يتضرر منها سوى هذه الدولة العربية التى تتعرض للخراب والدمار على مدار سبعة أعوام، ولا يعلم أحد متى ستنتهى تلك المأساة البشرية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة